Snatched... خيبة أمل كبيرة
فشلت الكاتبة الشابة كاتي ديبولد، التي ألّفت The Heat وGhostbusters، فشلاً ذريعاً في فيلمها السينمائي الثالث Snatched. تشكّل هذه القصة عن خطف أم وابنتها من بطولة إيمي شومر وغولدي هون خيبة أمل كبيرة.
يُعتبر Snatched بالنسبة إلى إيمي شومر تراجعاً في مسيرتها الفنية التي كانت تشهد تقدماً متواصلاً. تؤدي دور إميلي، شخصية الفتاة البيضاء المعتادة المثيرة للجدل، والنرجسية، والأنانية التي تهوى التقاط صور لنفسها. ولكن ما من نقد حاد لزعزعة هذه الشخصية، بخلاف ما نجحت في تحقيقه في بعض أفضل أعمالها في برنامجها Inside Amy Schumer، الذي يُعرض على محطة «كوميدي سنترال».على العكس، يبدو Snatched أقرب إلى مسودة فيلم منه إلى نص متكامل العناصر يحفل بالدعابات. ربما لم ينجح التعاون بين الكاتبة والبطلة، بما أن هذا أول عمل لشومر وكاتي ديبولد معاً. يروي الفيلم قصة إميلي التي تقرّر بعد انفصالها عن شريكها اصطحاب أمها ليندا في عطلة لا يمكنها استعادة ثمنها إلى الإكوادور نظراً إلى غياب الخيارات الأخرى (يبدو أن أصدقاءها يكرهونها). عندما تبدأ بالتشكي لليندا، قائلة: «لا متعة في خسارة المال»، ربما تتساءل عما إذا كان أحد من المشاهدين يقوم بالمثل.في يومهما الثاني في الإكوادور، تعرّض إميلي نفسها ووالدتها للخطف أثناء محاولتها إثارة إعجاب رجل بريطاني جذاب يُدعى جيمس (توم باتمان). وهكذا تنطلق المرأتان الشقراوان البائستان في رحلة غريبة فيما تحاولان الهرب من خاطفيهما. وخلال الرحلة، تكتشفان بعض الأوجه في شخصيتيهما.
إخفاق الهدفين
تسعى هذه القصة إلى تشويق المشاهد بقدر إضحاكه، إلا أنها تخفق في بلوغ الهدفين. لا يستطيع النص التوصل إلى رأي حول ما إذا كان علينا أن نحب إميلي أو نكرهها، فهي امرأة سيئة تعامل مَن يحبونها بقسوة وتعتمد على سذاجتها وغبائها الواضحين لتشق طريقها في الحياة. لكن الفيلم يتخلّى في النهاية عن هذه الحبكة وينتقل إلى محور “قوة الفتيات” ليختم برسالة مفادها أن النساء يستطعن الاعتماد إحداهن على الأخرى لأن الرجال يكونون عموماً أشراراً أو عديمي الفائدة.يتجلى هذا التأرجح أيضاً من خلال أوجه أخرى في هذا العمل الفكاهي. على سبيل المثال، يتضمّن الفيلم مشهداً مقززاً تشعر ألا مكان له في القصة، فضلاً عن أنه أقصر من أن يترك أي تأثير. كذلك يفتقر Snatched، الذي أخرجه جوناثان لفين، إلى الطاقة والقوة. تطول مشاهده وتستمر إلى أن تصبح مملة. فضلاً عن ذلك، تبدو الوصلات بين المشاهد غريبة وتفتقر إلى السلاسة. نتيجة لذلك، تشعر بأن هذا العمل برمته مجرد رؤوس أقلام عن فيلم تحتوي على أفكار ناقصة لا تكتمل البتة.فكاهة تافهة
تشعر مع بداية الفيلم بأن Snatched قد يتخذ طابعاً عنصرياً، ولكن يعتمد هذا العمل بإفراط على أفكار نمطية مقززة عن المتحدرين من أصول لاتينية، فضلاً عن أنه يُطلق دعابة مريعة عن كيفية لفظ كلمة welcome (أهلاً بالإنكليزية) بلهجة ما. تشكّل هذه الدعابة نموذجاً عن الفكاهة في هذا الفيلم، التي تجعلك تنظر إلى الشاشة متعجباً بدل أن تضحك مستمتعاً.يصوّر هذا العمل غالباً المرأة البيضاء بصورة سيئة: امرأة غبية، وسطحية، ومهووسة بالرجال، ولا تأبه إلا بتجميل حياتها لتستعرضها على وسائل التواصل الاجتماعي. أما المسيء حقاً في Snatched فيبقى تلك الكبرياء المريعة المستهلكة التي يستند إليها: تشكّل هاتان المرأتان كائنين مهووسين بنفسيهما يعتقدان أنهما معرضان دوماً لخطر الخطف، والاغتصاب، والاتجار بالبشر من الغرباء. ما من سبيل إلى إنعاش مفهوم يعود إلى قرن مضى، حتى لو لجأتَ إلى البريق الزائف لفكرة تمكين المرأة.
القصة تسعى إلى تشويق المشاهد بقدر إضحاكه إلا أنها تخفق في بلوغ الهدفين