في تطور غير مسبوق، شهدت باحات المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية، أمس، اشتباكاً مسلحاً أسفر عن مقتل 3 فلسطينيين واثنين من أفراد شرطة الاحتلال، وإصابة ثالث بجروح خطيرة، وأعقبته السلطات الإسرائيلية بإجراءات حالت دون إقامة صلاة الجمعة ورفع الأذان في أولى القبلتين وثالث الحرمين لأول مرة منذ نصف قرن.

وفرضت القوات الإسرائيلية طوقاً أمنياً شاملاً على البلدة القديمة عقب الحادث، وأعلنت منع إقامة صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى، وإخلاءه من جميع المصلين، وإغلاق جميع أبوابه، في سابقة هي الأولى منذ حريقه المدبر عام 1969، والذي فجر احتجاجات غاضبة في أرجاء العالم الإسلامي، وأعقبه تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي.

Ad

واعتقلت الشرطة الإسرائيلية مفتي الديار المقدسة الشيخ محمد حسين لساعات عقب أداء صلاة الجمعة عند بوابة الأسباط، إحدى بوابات المسجد الأقصى، بعد أن رفض قرارها بمنع إقامة الصلاة فيه.

من جانبه، وصف وزير الأمن الإسرائيلي جلعاد أردان العملية بـ«الخطيرة بكل أبعادها»، مؤكداً أن ذلك يتطلب من الشرطة العمل على اتخاذ إجراءات جديدة من حيث الترتيبات الأمنية سواء كان ذلك في «الأقصى» أو بمحيط البلدة القديمة.

والمهاجمون الثلاثة الذين قُتلوا، فلسطينيون من مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر، ويحملون الهوية والجنسية الإسرائيلية، الأمر الذي اعتبره المفتش العام لشرطة إسرائيل «تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء».

والثلاثة هم محمد أحمد جبارين (29 عاماً) ومحمد حماد جبارين (19 عاماً) ومحمد فضل جبارين (19 عاماً) وليست لهم أي سوابق أمنية.

وفي وقت ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالحادث في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً رفضه أي أحداث عنف وخاصة في دور العبادة، دانت الحكومة الفلسطينية اقتحام السلطات الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى وإغلاقه في وجه المصلين ومنعهم من أداء صلاة الجمعة فيه، واصفة هذه الإجراءات بأنها «إرهابية».

وطالب عباس نتنياهو بإلغاء الإجراءات الإسرائيلية ضد «الأقصى»، محذراً من تداعياتها أو استغلالها لتغيير الوضع الديني والتاريخي للأماكن المقدسة.

وفي السياق، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن نتنياهو أكد لعباس خلال الاتصال أن الوضع القائم للأماكن المقدسة لن يتغير، مطالباً إياه بالعمل على تهدئة الأمور.

في غضون ذلك، حذر عدد من الفصائل الفلسطينية بينها «فتح» و«الجهاد» و«حماس» و«الجبهة الشعبية» من تداعيات إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين واعتداء القوات الإسرائيلية عليهم، داعية إلى تظاهرات غاضبة في عدة مدن.

واعتبرت «حماس» أن عملية القدس «رد طبيعي على الإرهاب الإسرائيلي وتدنيس الأقصى»، موضحة، في بيان، أن «العملية تأكيد لاستمرارية الانتفاضة ووحدة الشعب الفلسطيني خلف المقاومة».

وفي حادث منفصل، قُتل فلسطيني عمره 18 عاماً خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية اندلعت في مخيم الدهيشة قرب بيت لحم.