• ما الفرق بين أغاني الأمس واليوم؟

- لا يوجد فرق، فالأغنية واحدة وأركانها ثابتة، لكن ثمة متغيرات تفرض نفسها كالكلمة وإمكانات المطرب وموهبة الملحن، وسأوضح نقطة مهمة جداً، هي أنه في حال توفي أحد الملحنين المشهورين هل سيأتي أحد ليسد هذا الفراغ لحنياً؟ بالطبع لا، وربما سيظهر العديد من الملحنين لكن ليس بالضرورة أن يكونوا بحجم موهبة الملحن الراحل، فعلى سبيل المثال عندما توفي الموسيقار المصري رياض السنباطي لم يأت شبيه له، وكذلك الملحن بليغ حمدي. وهناك أصوات موجودة في مصر لكن لا يوجد ملحنون يبرزونها، لأن العمالقة ذهبوا، ولابد أن يكون هناك ملحنون جدد، غير أن ذلك يحتاج إلى فترة، وإذا ظهر هؤلاء الملحنون في نفس الوقت فحينها سيكونون مقلدين للملحنين.

Ad

• ماذا تقول للمطربين الشباب؟

- ألاحظ أن بعض المطربين الشباب لم يتخذوا لأنفسهم لونا غنائيا يخصهم ويمثلهم، بل ذهبوا بعيداً عن الخصوصية في الغناء، ووقعوا في شرك التشابه والتكرار، فكل أغنية يؤدونها تتقاطع مع الأخرى، ولذلك نرى أن احد المطربين يقدم أغنية اليوم وإذا لم يقدم أخرى غدا سيُنسى بسرعة، ويسقط من ذاكرة المستمعين. وأتمنى من كل مطرب شاب أن يأخذ لونا غنائيا خاصا به حتى تتذكر الأجيال أن هذا اللون الغنائي يخص ذلك المطرب. من جهه أخرى هناك كثيرون يقلدون الفنانين ويختفون، وذلك بسبب أن ليس لديهم قابلية للثبات على اللون الذي يقومون بغنائه، نجاح التقليد لن يستمر لأن المستمع يريد النسخة الأصلية لا المقلدة.

لون غنائي

• تعاملت مع الكثير من الملحنين، مَن مِنهم ترك بصمة واضحة في مسيرتك الفنية؟

- في رصيدي أكثر من 300 أغنية، وأول تعاملاتي كان مع الراحل محمد جواد أموري، وبعدها عبد الحسين السماوي الذي غنيت له أغنية «سلامات.. سلامات» وغيرها، ثم الملحن طالب القرغولي، وجعفر الخفاف، وياسين الراوي وغيرهم. وكل ملحن له بصمته، فغنائي للملحن طالب القرغولي يختلف عن غنائي للملحن جعفر الخفاف، إذ كل واحد منهم متأثر بموسيقى معينة، ويعطى ما عنده، وكل لديه لون غنائي خاص به.

حفلات خارجية

• ما سبب ابتعادك عن الغناء في الفترة الأخيرة؟

- ابتعدت عن الغناء منذ التسعينيات، وذلك بسبب اهتمام الجمهور بالمطربين الشباب، والجمهور كان يبحث عن نوعية معينة من الفنانين، غير أنه عاد إلينا اليوم، وأصبحنا نحيي حفلات في الخارج وبالدول العربية، في حين لم يكن لنا حضور يذكر عام 2000، فالحفلات كلها كانت للشباب، والآن خفت الموجة المتجهة نحوهم، واتجه الجمهور الآن إلى الأغاني التراثية والقديمة، ونحن بدورنا كمطربين بدأنا نظهر من جديد، وأخيرا أقمت حفلا غنائيا في الأوبرا المصرية وكان ناجحاً.

• ما الذي يخيفك اليوم؟

- الخوف الموجود في الشرق الأوسط بشكل عام، وهو أن تكون لك نية للخروج مع احتمال عدم عودتك، فتلك الظروف التي تمر بها الآن الدول العربية، سواء في العراق أو غيره صعبة جداً. لذلك أهم شيء نعمة الأمن والأمان، التي يشعر بها الفرد في الكويت.

• أغنية قريبة من حميد منصور وتركت أثراً.

- عندي كثير من الأغاني الجميلة، «وما يصير أقول إن أغنية واحدة قريبة»، لكن دائما أرى أن من أغنياتي المشهورة جداً «سلامات.. سلامات»، و»اعذرني»، و»تفرحون»، و»يم داركم» و»على مهلك»، وكذلك الأغاني التراثية مثل «خاله شكو». والأغاني التي يطلبها الجمهور هي التي تكون الأولى، ولكن هناك أغاني أشعر بها أكثر مما يشعر بها الجمهور لأنه لم يسمعها مثلي ويعيش تفاصيلها.

• ما أمنياتك؟

- على المستوى الفني أن تحكم الأسرة السيطرة على تربية أولادها، وتدقق جدياً فيما يستمعون إليه، لأن الغناء في الوقت الراهن يتضمن بعض الإساءة، وأنا أعتبر الغناء تهذيبا للنفس لا إفسادا لها، والأهم من ذلك يجب على الاسرة أن تربي أولادها على سماع الطرب الأصيل، والكلمة الجميلة واللحن العذب، لأن الأغنية لها تأثير كبير في نفس المتلقي.

• هل خطا أحد من أبنائك مثل خطواتك؟

- لدي ابني محمد في معهد الفنون الجميلة، وهو رسام ونحات وخطاط، وابني الآخر أمجد يعمل مدرسا للغة الإنكليزية، أما بناتي مجودة فتخصصت في السيراميك، ود. ياسمين ود. زينة تدرسان في الجامعة.