ندوة حول «ست الحسن في ليلتها الأخيرة»:

سلوى البنا تستعيد الذاكرة الأدبية

نشر في 16-07-2017
آخر تحديث 16-07-2017 | 00:00
سلوى البنا
سلوى البنا
بمناسبة صدور «ست الحسن في ليلتها الأخيرة»، للروائية الفلسطينية سلوى البنا، عقدت في دار «الندوة» في بيروت، ندوة حول الرواية شارك فيها الشاعر الدكتور محمد علي شمس الدين، والناقد المسرحي عبيدو باشا، وأدارتها الإعلامية أمل المصري.
خلال ندوة حول «ست الحسن في ليلتها الأخيرة» لسلوى البنا، كانت كلمة تقديم للإعلامية أمل المصري قالت فيها: «بعد ستة أعمال روائية، تدفع الأديبة سلوى البنا بروايتها السابعة، وهي عمل غرائبي عجيب، لم تغادر فيه جو الحكايات التي تحبها، فرمت إلينا قضية تحكم هذا العالم وتتحكم فيه منذ بداية تشكله، وعليها تتوقف نهايته، أي قضية تحاكم فيها الضحية».

أضافت: «هي رواية من الأدب السياسي، تتميز بخطين، واحد يمثّل الواقع الحالي، أي الاجتياح الذي تتعرّض له المنطقة من مشروع تجريفي تدميري عبرت عنه الرواية في منشئه في البيئة الصحراوية، وخط ثان هو الفلاش باك أو الكابوس الذي يتراءى لها، وهو دلالات الواقع التاريخي مرمزاً بالحكاية».

الشاعر محمد علي شمس الدين الذي شارك في الندوة أيضاً استهل كلامه بالإشارة إلى الأعمال الروائية العالمية التي قرأها، معدداً منها «أولاد حارتنا» لنجيب محفوظ، و«حجر الصبر» للأفغاني رحيم عتيقي الحائز جائزة غونكور الفرنسية، و«أولاد الغيتو» لإلياس خوري الحائز جوائز عدة، وأيضاً لعباس بيضون وغيرهم، والآن «قرأت رواية سلوى البنا «ست الحسن في ليلتها الأخيرة»، ذكر.

وأوضح أنه أراد من خلال هذا الاستهلال أن يطرح سؤاله عن حقيقة الرواية والتي تكاد تنافس الشعر في حضوره، و«تبين لي أن الرواية تقوم على المناورة والالتباس بين الواقع والمتخيل، وأنها ابنة الخيال، وأيضاً الخيال هو أساس الشعر».

«تستعيد سلوى في هذه الرواية ذاكرة أدبية، ومنها العنوان الروائي بامتياز»، قال شمس الدين، وتابع: «كذلك تستعيد نزعة أدبية، وتضع في أكثر من مكان وعلى لسان الراوي أو الشاهد قطعة شعرية أو أدبية».

وأشاد شمس الدين بالرواية، مشيراً إلى «المناخ الأدبي - الأخلاقي الذي تحمله رواية سلوى، وبهذا فإنها تقترب من المؤسسين الأوائل للرواية، ومن بينهم جبران خليل جبران في روايته «الأجنحة المتكسرة» والتي اعتمد فيها أسلوب النقد الاجتماعي».

وأنهى رؤيته لمضمون الرواية بالقول: «القاع الروائي لهذه الرواية هو قاع خصب وجديد وفيه تتجلى القدرة الروائية لسلوى البنا».

جمهور تعرفه

تحدث الناقد عبيدو باشا حول الرواية فقال: «تكتب سلوى البنا لجمهور محدد، جمهور تعرفه وتستطيع أن تتوقع ردود فعله، لأنه جزء من الحكاية. تقف سلوى عند المفارق كي تروي تلك المشاهد غير السوية المتراقصة داخل إطار النماذج السائدة، فكل مشهد في الرواية يستدعي المشهد الآخر، وكل بلد يستدعي البلد الآخر. تروي الفلسطينية المقيمة في بيروت ما جن بالشام، وتمرّ عبر بطاقات التصوير الضوئي إلى اليمن. كراس الكيمياء مفتوح على البلدان العربية. سوف تراوح الانتفاضات الباطنية بالنص في حجم النص المنشور».

أضاف: «الرواية طريق الهروب في أروقة الإضاءات الخافتة والظلام الماجن، إلى الحلم بالحياة. وكتابة سلوى البنا كتابة رصاص يسيل أمام العينين. «ست الحسن» في ليلتها الأخيرة إنما هي زفرة وقت، بغناء وريح وماء يسيل على أرض، حيث يطمح الساكنون بأرض لا أسوار فيها».

صراع

في حوار بين الحضور والروائية البنا، أوضحت الأخيرة بعضاً من جوانب عملها الروائي، وما يتضمّنه من صراع حضاري وثقافي وسلوك اجتماعي في قلب الواقع الاجتماعي المشتعل بصراعاته السياسية، لأن روايتها هذه تنتمي إلى الأدب السياسي بامتياز، «في حين أن مقتطفات الإيحاءات ما هي إلا في خدمة النص السياسي وجزء من السلوك الاجتماعي لأحد طرفي الصراع فيه».

عبيدو باشا: سلوى البنا تكتب لجمهور تعرفه وتتوقع ردود فعله
back to top