فرنسا تعرض لعب دور مساند للوساطة الكويتية
● لودريان: «خريطة الطريق» المقترحة من تيلرسون لحل «أزمة قطر» مناسبة
● ترامب: 10 دول مستعدة لاستضافتنا «بسرور» إذا أغلقت «قاعدة العديد»
عرضت فرنسا لعب دور مساند للوساطة الكويتية لحل أزمة قطر، مشيدة بما حققه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون خلال جولته التي استمرت 4 أيام في المنطقة، وعرض خلالها اقتراحات لخريطة طريق، وأساساً للاتفاق على حل.
أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان لودريان، من الدوحة أمس، أن باريس تسعى إلى المساهمة في جهود الوساطة التي تقودها الكويت لحل الأزمة بين قطر وأربع دول عربية هي السعودية والامارات والبحرين ومصر.وقال لودريان للصحافيين، عقب محادثات أجراها مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، إن «فرنسا يجب أن تقوم بدور مسهل للوساطة» التي تقودها الكويت.ووصل لودريان إلى قطر كجزء من جولة في الخليج تهدف إلى المساعدة في نزع فتيل الأزمة الخليجية. وأشار في هذه السياق إلى أن «فرنسا قلقة جدا من التدهور المفاجئ في العلاقات بين قطر والعديد من جيرانها».
وأضاف أن بلاده «تتواصل مع جميع هذه الدول للمساعدة في البحث عن حل»، داعيا إلى «الحوار والتهدئة» بين الدول العربية المنخرطة في النزاع.وشدد على أهمية مكافحة المجموعات الارهابية، وخاصة التي صنفتها الامم المتحدة، مبينا ان ذلك يعد تحديا وآفة كبرى يجب مواجهتها بحزم وتصميم. وأوضح انه تم تسجيل ارادة قطر بالعمل بشكل حازم بهذا الاتجاه وتعزيز التعاون بينها وبين فرنسا في مجال مكافحة الارهاب، وخاصة تمويله.وقال الوزير الفرنسي إن بلاده تدعو إلى «رفع الإجراءات التي تؤثر على السكان، في أسرع وقت ممكن، وخاصة الأسر التي تضم زوجين من جنسيتين مختلفتين، وتفرق شملها أو الطلاب».وأكد أهمية الجهود الذي بذلها وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون، الذي قام بجولة في المنطقة، وتقديم اقتراحات لخريطة طريق واساس للاتفاق «تبدو مناسبة».وقال عبدالرحمن: "أكدنا في هذا اللقاء، أن الهدف المشترك لجميع الدول والمجتمع الدولي العام، هو مكافحة الإرهاب وتمويله، وأن ما يحدث من إجراءات الآن يعطل مثل هذه الجهود، حيث إن مكافحة الإرهاب إجراء يتطلب العمل الجماعي من جميع الدول، ولا يقع على عاتق دولة دون أخرى".وأضاف: "مكافحة الإرهاب لا تكون بممارسة الإرهاب السياسي والفكري. لذلك، نتطلع للتعاون مع فرنسا في هذا المجال، ومع كل الدول الحليفة والصديقة لدولة قطر، للتصدي لهذه الظاهرة، ونتطلع أيضا للدور الفرنسي في دعم الوساطة الكويتية والجهود الأميركية في هذا المجال".وتوجه لودريان إلى السعودية للقاء الملك سليمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان، ومن المقرر ان يزور اليوم الكويت والإمارات.
إيطاليا
من ناحيته، أعرب وزير الخارجية الايطالي أنجلينو ألفانو، أمس الأول، عن أمله أن تؤدي الوساطة التي تقودها الكويت الى احتواء التصعيد والتوتر في الأزمة، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد عقب مباحثات بينهما في روما. وأكد الوزير الاماراتي حرص الدول الأربع على إبقاء الأزمة الحالية في نطاقها السياسي والدبلوماسي لحلها ومعالجة جذورها بـ»العمل المشترك في مواجهة التطرف والارهاب»، موضحا أن «هدفنا البحث عن حل مستدام».ترامب
إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أول تعليق رسمي له على مصير قاعدة «العديد» الأميركية في قطر، أن هناك 10 دول مستعدة لاحتضان القوات الأميركية حال نقلها من هناك.وقال ترامب، خلال مقابلة مع قناة «كريستيان برودكاستينغ نيتوورك» الانجيلية المحافظة، ردا على سؤال حول مستقبل القوات الأميركية في قطر: «في حال سنكون مضطرين إلى الخروج، ستكون هناك ثمة 10 دول راغبة في بناء قاعدة أخرى لنا، وهي ستتكفل بنفسها الإنفاق على ذلك».يذكر أن قاعدة العديد الجوية الواقعة في الصحراء وسط قطر تحتضن أكثر من 11 ألف عسكري أميركي وتمثل أهم مركز للعمليات التي تنفذها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وتعمل هذه القاعدة رسميا منذ عام 2002 وتستخدم حاليا كنقطة انطلاق أساسية لعمليات التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة.وأضاف ترامب في هذا السياق: «اننا بصدد أن نكون في علاقات جيدة مع قطر، ولا نتوقع أن مشاكل ستظهر مع القاعدة العسكرية».لكنه أردف في الوقت ذاته: «في حال سنحتاج إلى قاعدة عسكرية بديلة، ستكون هناك دول أخرى ستبنيها بسرور».وبحث ترامب مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هاتفيا، أمس الأول، الجهود الدبلوماسية لحل الخلاف القائم مع دولة قطر. وذكر البيت الأبيض، في بيان، أن الجانبين ناقشا خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه ترامب على متن الطائرة الرئاسية الأميركية «الجهود الدبلوماسية الحديثة لحل الخلاف مع قطر» مشيرا الى ان الطرفين «اكدا أهمية متابعة الالتزامات من قمة الرياض».وأضاف البيان ان «الرئيس ترامب شدد على وجه خاص على الحاجة إلى قطع جميع عمليات تمويل الإرهاب ومواجهة الأيديولوجية المتطرفة».