شبه الرئيس الفنزويلي الاشتراكي الشعبوي نيكولاس مادورو، نفسه برئيس النظام العراقي السابق صدام حسين، في وقت تشهد بلاده احتجاجات وتظاهرات أدت إلى مقتل وإصابة المئات.

وقال مادورو، في كلمته أثناء تكريم جنود أصيبوا خلال الاحتجاجات، وهو يرتدي لباسا عسكريا: "أنا أشبه صدام حسين... صدام حسين الحقيقي".

Ad

وتنظم المعارضة الفنزويلية اليوم استفتاء شعبيا رمزيا ضد مادورو الذي ينوي تعديل الدستور من دون مشاركتها.

وتقول المعارضة، إن الهدف من هذا الاستفتاء الذي تصفه السلطات بأنه "عصيان مدني" وسيجرى من دون موافقتها، هو تجسيد لرفض الناس الجمعية التأسيسية المقبلة.

ويؤكد معهد "داتاناليسيس" لاستطلاعات الرأي، ان حوالى 70 في المئة من الفنزويليين يعارضون الجمعية التأسيسية، وأن 80 في المئة ينتقدون حكم مادورو لفنزويلا التي ادت التظاهرات المستمرة منذ ثلاثة اشهر ونصف الشهر، الى توقف جزئي لدورة الحياة فيها، وسقوط 95 قتيلا.

وحرصا منها على ألا تتيح للمعارضة بسط سيطرتها الكاملة، دعت الحكومة المواطنين الى ان يختبروا آلات التصويت التي ستستخدم في 30 يوليو لانتخاب الجمعية التأسيسية، والى الحصول على معلومات عن هذا الانتخاب.

وستكون مهمة الجمعية التأسيسية التي يريدها الرئيس مادورو، وسيتم انتخاب أعضائها الـ545 في 30 يوليو، تعديل الدستور المطبق لتأمين استمرار حكم التيار الشافيزي الاشتراكي الشعبوي المعادي لواشنطن.

ويرفض هذا المشروع رفضا قاطعا، تحالف المعارضة الذي يضم اطيافا من اليسار الديمقراطي وصولا الى الليبراليين ومحافظي اليمين، والذين يرون فيه وسيلة للالتفاف على الجمعية الوطنية التي تشكل فيها المعارضة الأكثرية منذ 2016، بعد 17 عاما من الهيمنة التشافيزية.

لذلك ينظم هؤلاء، تعبيرا عن احتجاجهم، الاستفتاء الشعبي الرمزي حول هذه الجمعية التأسيسية في 1600 مكتب تصويت في انحاء البلاد.

وحصلت الأزمة السياسية على خلفية تراجع اسعار النفط الذي يؤثر منذ 2014 على الاقتصاد الذي يؤمن "الذهب الاسود" 95 في المئة من العملات الصعبة. وتتوافر لفنزويلا اكبر احتياطات نفطية في العالم.وأعلنت النائبة المعارضة ماريا كورينا مشادو ان "بعثة تضم خمسة من الرؤساء القدامى وصلت بصفتهم مراقبين دوليين" للاستفتاء الرمزي للمعارضة.

والرؤساء السابقون هم المكسيكي فنسنت فوكس، والكوستاريكيان لاورا شينشيلا وميغيل انخل رودريغيز، والكولومبي اندرس باسترانا والبوليفي خورخي كيروغا.

واعتبر الأمين العام لمنظمة الدول الاميركية لويس الماغرو الذي يصف نظام مادورو بأنه "دكتاتوري"، ان الاستفتاء الشعبي الذي دعت اليه المعارضة يمكن ان "يوقف انهيار المؤسسات". ويرى ائتلاف "طاولة الوحدة الديمقراطية" المعارض، ان الاستفتاء الشعبي سيكون "صاعقا" للمرحلة الاخيرة من التعبئة التي تهدف الى حمل نيكولاس مادورو على التخلي عن السلطة. ولا يستبعد ايضا امكانية الدعوة الى اضراب عام.

وكانت المعارضة تمكنت من جمع تواقيع لإجراء استفتاء وفق الدستور على إطاحة مادورو، إلا أن الاخير ألغى الإجراءات بقرار غير دستوري.