شهدت العاصمة العراقية بغداد، اليوم ، استعراضاً عسكرياً كبيراً، حضره رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، احتفالا بتحرير مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى الشمالية، من سيطرة تنظيم داعش.

ونُظم الاستعراض الذي حمل عنوان «التحرير والنصر» في ساحة الاحتفالات داخل المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا وسط بغداد، وشارك فيه «جميع التشكيلات العسكرية والأمنية بوزارتي الدفاع والداخلية وهيئة الحشد الشعبي، وجمع كبير من عوائل الشهداء»، حسب بيان لمكتب رئيس الوزراء.

Ad

اعتقالات وغارات

جاء ذلك، في وقت أعلنت قيادة العمليات المشتركة للقوات العراقية إلقاء القبض، اليوم ، على أكثر من 250 مقاتلاً في «داعش» بالموصل كانوا يختبئون في الانفاق من بينهم قياديون في التنظيم. كما أعلنت قيادة العمليات مصرع العشرات من عناصر «داعش» في غارة جوية عراقية ببلدة القائم التابعة لمحافظة الانبار والمحاذية للحدود السورية.

ولا يزال «داعش» يستولي على قضاء تلعفر غرب الموصل وقضاء الحويجة في كركوك وأقضية راوه وعانه والقائم اقصى غرب محافظة الانبار.

العامري

في غضون ذلك، طالب زعيم «منظمة بدر» هادي العامري، اليوم ، بمنع عودة المتطرفين إلى المناطق المحررة، ومنع عودة أئمة المساجد المتطرفين لاعتلاء المنابر، قائلا: «لن نسمح بعودة أي امام مسجد متطرف يزرع الفرقة والفتنة والطائفية مرة أخرى بين أبناء الشعب العراقي».

وذكر العامري، في كلمة له خلال حفل تأبيني لمقاتلين من منظمته المنضوية في «الحشد»، إن «النصر على داعش بالموصل تحقق بأيد عراقية بامتياز والأجهزة الأمنية استطاعت تحرير الأرض، ومليون رهينة استخدمهم تنظيم داعش كدروع بشرية في معركة الموصل».

وبشأن عدم مشاركة الحشد في معركة تحرير الموصل، أوضح العامري ان «هناك أسبابا وضغوطا داخلية وخارجية افضت الى تقسيم الواجبات بين الحشد الشعبي والقوات العراقية»، مضيفا أن «قوات الحشد استطاعت وبالتعاون مع قوات الجيش ان تعزل مناطق غرب الموصل عن عمليات تحرير المدينة».

حراك سني

إلى ذلك، تصاعد الحراك السياسي في محاولة لترتيب «البيت السني» تمهيدا لـ»مؤتمر بغداد»، الذي كان مقرراً أن يعقد اليوم لبحث الأوضاع في المحافظات السنية المحررة في مرحلة ما بعد «داعش»، لكن تم تأجيله الى شهر اغسطس.

وأكد النائب عبدالقهار السامرائي، امس، أن إعلان تأسيس «القوى الوطنية العراقية» اليوم الأول، «حمل رسالتين، الاولى للداخل بمضمون اننا داعمون للدولة، والاخرى للمحيطين الاقليمي والعالمي بأن ابناء المحافظات السنية التي تحررت من (داعش) اجتمعوا ليوحدوا كلمتهم ويضعون برنامجاً موحداً، ويتفقون مع الدولة للبناء بشكل أساسي وتصحيح مسار العملية الديمقراطية للمضي الى مستقبل أفضل».

وأشار السامرائي الى أن «التحالف الوطني (الذي يضم الاحزاب الشيعية) لديه وثيقة تسوية، ويسأل دائما مع من يتفاوض حولها، اما اليوم بعد نهوض هذا التحالف الذي يمثل بشكل كبير ابناء المحافظات المحررة فهو سيعطي خريطة طريق جديدة للتسوية بشكل سريع».

واجتمع عدد كبير من النواب والشخصيات السنية مساء امس الأول، في منزل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ببغداد، كما عُقد في نفس الوقت مؤتمر مماثل في أربيل.

وطالب الاجتماعان الحكومة بإنهاء أي نفوذ أجنبي في العراق وإعادة النظر في العلاقات مع دول الجوار، في اشارة الى إيران، مشددين على ضرورة عدم السماح بأي «إخلال للعدالة»، ومبدين رفضهما إحداث «تغيير ديموغرافي» في المحافظات السنية التي تحررت من «داعش»، وإطلاق حملة وطنية وإقليمية ودولية لإعادة إعمار المناطق المحررة . وكان «المشروع العربي»، انتخب اليوم خميس الخنجر امينا عاما له وظافر العاني نائبا له، خلال مؤتمر تأسيسي. ويضم تحالف «القوى الوطنية العراقية» أكثر من 50 شخصية سنية منهم ثلاث لهيئة الرئاسة، هم سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي وأحمد المساري، رئيس كتلة اتحاد القوى البرلمانية، والسياسي المستقل وضاح الصديد، في حين تم اختيار 7 أعضاء للمكتب التنفيذي، وهم: أسامة النجيفي وصالح المطلك نائبا رئيس الجمهورية العراقي، ورافع العيساوي وزير المالية الأسبق، ورجل الأعمال والسياسي خميس الخنجر، وعضو مجلس النواب محمد الكربولي والشيخ عبدالله الياو.

إلى ذلك، يتوجه اليوم وفد رفيع من الاتحاد الوطني الكردستاني، برئاسة النائب الأول للأمين العام للاتحاد، كوسرت رسول، إلى العاصمة الإيرانية طهران، تلبية لدعوة رسمية، وذلك بعد يومين من عودة الأمين العام للاتحاد الرئيس السابق جلال الطالباني، من طهران، في زيارة استغرقت عدة أيام.

وقال ممثل حكومة إقليم كردستان في إيران، ناظم الدباغ، إن الزيارة ستتضمن بحث العلاقات الثنائية والأوضاع السياسية في المنطقة، اضافة الى استفتاء تقرير المصير في إقليم كردستان المقرر اجراؤه في 25 سبتمبر المقبل. وكانت إيران رفضت الاستفتاء متمسكة بـ»وحدة الأراضي العراقية».