صعّد التحالف الوطني الحاكم في العراق، الذي يضم جميع الأحزاب الشيعية الرئيسية، من رفضه للاستفتاء حول تقرير المصير الذي ينوي الأكراد تنظيمه في إقليم كردستان وبعض المناطق المتنازع عليها، والتي يسيطرون عليها. وعقدت الهيئة القيادية للتحالف، مساء أمس الأول، اجتماعا برئاسة رئيس التحالف، عمار الحكيم، انتهى بالتشديد على «وحدة العراق ورفض الاستفتاء في إقليم كردستان».
وبحسب بيان صدر عن مكتب الحكيم أمس، فإن التحالف «يؤيد أي اجتماع يجري تحت سقف الدولة والحكومة والقانون وعلى أرض العاصمة العراقية بغداد إذا ما كانت مخرجاته تدعو إلى الوحدة والتماسك والخطاب الوطني»، في إشارة الى المؤتمر الذي تنوي القوى السنية عقده في اغسطس المقبل على الأرجح لترتيب البيت السني بعد التحرير من «داعش». وسبق الاجتماع خطاب حاد للحكيم، الذي يشغل أيضاً منصب زعيم المجلس الإسلامي الأعلى، والمعروف بعلاقاته القوية بالأطراف الكردية، اعتبر فيه أن «الإصرار على الاستفتاء سيعرض المنطقة لتسونامي التقسيم».ودعا الحكيم في كلمة له خلال ديوان بغداد للنخب السياسية الذي عقد بمكتبه في العاصمة العراقية، الولايات المتحدة الأميركية ودول الجوار والعالم الى «قول كلمتهم بما يتعلق بوحدة العراق عبر آليات واضحة لا عبر الاكتفاء بالتصريحات».
وحذر الحكيم من «إنعاش طموح الانفصال عند مناطق كثيرة في العراق أولها البصرة ومدن الجنوب وهذه الطموحات ستنتقل الى دول الجوار جميعاً، مما يعرض المنطقة لتسونامي التقسيم»، لافتا الى أن «انفصال الأكراد لا يمتلك مقومات دستورية، فتقرير المصير حق إنساني لكن المشكلة تكمن في الكيفية».وأكد أن «الأكراد اختاروا البقاء ضمن العراق مرتين مرة سنة 1917 ومرة سنة 2005 عندما صوتوا على عراق فدرالي اتحادي موحد عبر دستور حدد آليات رفضه وقتها برفض ثلثي ثلاث محافظات، ومع هذا صوت الأكراد وغيرهم لمصلحة الدستور»، لافتا الى «غياب قانون الاستفتاء من البرلمان الاتحادي المعني به بالدرجة الأساس، وكذلك برلمان الإقليم، وغياب المفوضية المعنية بهذا الاستفتاء».وأكد أن «مساحة الإقليم قبل 2003 تختلف عن مساحة الإقليم بعدها، وأن التمدد وصل الى حد 100 في المئة وكل الأراضي مملوكة لعشائر عربية أو تركمانية سواء في الموصل أو صلاح الدين أو ديالى أو كركوك وهذه الحقوق لا تسقط بالتقادم، كما أن حقوق الأكراد عندما هجرهم النظام السابق لم تسقط بالتقادم».
البغدادي
نفت خلية الصقور الاستخبارية التابعة لوزارة الداخلية العراقية أمس، الأنباء عن مقتل زعيم عصابات «داعش» الإرهابية المدعو أبوبكر البغدادي، بعد اعلان روسيا قتله في سورية بضربة جوية نهاية مايو الماضي، مع عدد كبير من الإرهابيين في اجتماع بضواحي الرقة.وقال رئيس الخلية أبوعلي البصري، إن «البغدادي مازال مختبئاً في سورية خارج مدينة الرقة»، مضيفا: «بحسب خلايا الرصد والمعلومات الدقيقة عن تحركاته، ولأننا معنيون أكثر من غيرنا من أجهزة استخبارات دولية وعربية بملاحقة ومطاردة ورصد جميع تحركات زعيم داعش وأتباعه، فإن خلية الصقور تنفي خبر قتله ولا صحة للمعلومات والتقارير التي تم نشرها والترويج لها مؤخراً».ونبه البصري، إلى أن «الواقع كشف بعد تحرير الموصل أن قدرات التنظيم الإرهابي لا تهدد العراق ودول المنطقة فقط، بل إن مخططاته وتدريباته كانت تنوي الوصول إلى مناطق كثيرة في العالم»، محذراً من «مخططات داعش باستهداف بعض المدن العالمية قريباً بعد هزائمه في العراق وتحديدا الموصل وفي سورية أيضاً».وقال البصري «لقد أرسل داعش خلايا نائمة من سورية عبر تركيا لتتوزع في أنحاء العالم لتثير الرعب والفوضى، مستغلين الأموال التي يدفعها رجال دين متطرفون وتجار لديهم أهداف سياسية واقتصادية لدعم داعش مالياً».في سياق آخر، أعلن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبدالأمير يارالله أمس، أن معركة تحرير مدينة الموصل من سيطرة «داعش» استمرت تسعة أشهر، لافتا الى مشاركة أكثر من 100 ألف مقاتل من القوات المشتركة.