الشباب ومستقبل السينما... هل يستعيد الفيلم المصري مكانته؟
شهدت الساحة السينمائية المصرية أخيراً بروز أسماء جديدة، لا سيما على مستوى الإنتاج، نجحت في تحريك المياه السينمائية الراكدة، وتقديم أعمال حلقت بعيداً عن السائد والمتداول.
هل يعيد هؤلاء مع دماء أخرى جديدة في مختلف عناصر العمل السينمائي إلى الفيلم المصري مكانته؟
هل يعيد هؤلاء مع دماء أخرى جديدة في مختلف عناصر العمل السينمائي إلى الفيلم المصري مكانته؟
قدّمت المنتجة دينا حرب إحدى أروع التجارب السينمائية التي عرضتها الشاشات خلال الفترة الماضية، «بشتري راجل». لا يتعلّق الأمر بفكرة الفيلم الجديدة والمختلفة فحسب، بل أيضاً بتسويقه والترويج له بطرائق لم تعرفها الساحة سابقاً، لذا حقق العمل نجاحاً جماهيرياً ونقدياً ملموساً.وخلال هذا الموسم السينمائي، نجح «هروب اضطراري» في تحقيق إيرادات وصلت إلى 40 مليون جنيه خلال ثلاثة أسابيع من العرض، وهو رقم قياسي في السينما المصرية، وشهد طاقم العمل تجمع ثلاثي شبابي للمرة الأولى: ندى السبكي، إذ أطلق المنتج محمد السبكي يد ابنته للعمل على الفيلم بحرية تامة مكتفياً بالإشراف العام، والمؤلف محمد سيد بشير، والمخرج أحمد خالد موسى، اللذان يخوضان تجربتهما الأولى في السينما.طاقم العمل حرص على استخدام أساليب حديثة في التصوير السينمائي، كذلك الاعتماد على خبراء أجانب متخصصين في تقنيات التصوير ومعارك الأكشن والمشاهد الخطرة التي قام بها أحمد السقا بنفسه، ولاقى ذلك قبولاً جماهيرياً ونقدياً كبيراً.
هل نجاح هؤلاء الشباب يحفِّز آخرين من الجيل الجديد لمواصلة الطريق؟ يرى الناقد طارق الشناوي أن في مصر لا تتوافر قاعدة نعمل عليها، باستثناء الإيرادات التي يسعى خلفها الجميع، وعليه سيبدأون في البحث حول أسباب نجاح هذا الفيلم لتشهد الفترة المقبلة أفلاماً كثيرة تشبه «هروب اضطراري»، على اعتبار أن التجربة نجحت وسيكون الهدف تكرار الحالة نفسها بعيداً عن كونها بتوقيع جيل من الشباب.ويعتقد الشناوي أن التكرار لا يعني بالحتمية تحقيق النجاح نفسه، فالأمر سيظل مرهوناً بجودة المشروع، موضحاً أن طاقم العمل، خصوصاً المخرج الشاب أحمد خالد، نجح في ضبط إيقاع الفيلم رغم وجود ثغرات في السيناريو. ويشير إلى أن «هروب اضطراري» لم ينجح لقوته فحسب ولكن لضعف المنافسين، وهي معادلة يجب أن توضع في الحسبان، لا سيما أن «جواب اعتقال» تحديداً جاء ضعيفاً، فكانت الكعكة كلها من نصيب السقا.
توافق فكري
يعتقد المخرج أحمد خالد موسى بدوره أن أحد أسباب نجاح فيلمه، وأي عمل فني آخر، التوافق الفكري بين صانعيه، و«هو ما تحقّق في «هروب اضطراري» بوجود المنتجة ندى السبكي التي تحمّست للتجربة وكانت حلقة الوصل بيننا وبين والدها المنتج محمد السبكي، وهو لم يكن مطمئناً لي ولا لتحملي عملاً ضخماً، ولكن بعد مرور نحو 10 أيام بدأ يثق فيّ رغم أنني أُخرج للسينما للمرة الأولى وأيقنت أنني قادر على قيادة الفيلم، وأثناء طرح بعض الأفكار تناقشنا ووصلنا إلى ما يصبّ في صالح العمل».الكلام نفسه يؤكده السيناريست محمد سيد بشير، موضحاً أن العمل في فريق متقارب فكرياً سهّل أموراً كثيرة، وبعيداً عن فكرة «صراع الأجيال»، يرى أن ثمة جيلاً جديداً في صدد تقديم سينما مغايرة بدأت إرهصاتها الأولى تتشكل وتتضح، وأنها تطرح أفلاماً بفكر جديد يناسب الشريحة العمرية التي تستهدفها.ويوضح السيناريست الشاب أن الاتجاه المقبل سيكون قريباً من هذا الفكر لأنه حقّق نجاحاً ملموساً، ومن المتوقع انتقاله إلى آخرين في الأفلام المنتظرة.من جانبه، يثمِّن مخرج «خطة بديلة» ومنتج «عسل أبيض» أحمد عبد الباسط فكرة دخول دماء جديدة إلى صناعة السينما، والنتيجة ستظهر بوضوح عند أعطائهم الإمكانات المادية، كما يقول، مؤكداً أن هذه الخطوة مهمة لتغيير دماء الصناعة والعمل على تطويرها، مشيراً إلى أن كلشيء في تغير مستمر ويجب مواكبته.
طاقم «هروب اضطراري» حرص على استخدام أساليب حديثة في التصوير السينمائي