تسببت الزيادة المتنامية في أسعار العديد من السلع في الأسواق المصرية، في عزوف قطاع لا يُستهان به من المصريين عن شراء أغذية معينة، مثل الأسماك، التي شهدت أخيراً قفزة كبيرة في أسعارها، بسبب ارتفاع أسعار السولار، الذي تعمل به الكثير من مراكب الصيد، مما جعل جيوب محدودي الدخل والمنتمين إلى الطبقة المتوسطة صيداً ثميناً بالنسبة لتجار الأسماك الغالية.ظلت الأسماك حتى العام الماضي وجبة اقتصادية للكثير من المصريين، خاصة الأنواع الشعبية مثل البلطي في ظل الارتفاع المستمر لأسعار اللحوم الحمراء والدواجن، إذ لم يكن سعر الكيلوغرام من البلطي يتجاوز 13 جنيهاً، لكنه تضاعف ليصل الآن إلى 30 جنيهاً (أقل من دولارين أميركيين).
العديد من الأسر التي كانت تفضل وجبة السمك لم يعد بمقدورها شراؤه، ومن بين هؤلاء سيدة أربعينية حكت لـ«الجريدة» تفاصيل قرارها بتغيير نوعية وجبة الغداء، حينما أعطت نجلتها الكبرى 25 جنيهاً (نحو 1.25 دولار أميركي) لتبتاع كيلوغراماً من السمك البلطي، فلم تتمكن من شراء المطلوب، لأنها اكتشفت أن المبلغ الذي بحوزتها يحتاج إلى خمسة جنيهات إضافية لشراء طلبها، فكان قرار الأم هو تغيير نوعية الوجبة بشراء كيلو وربع من أجزاء وهياكل الدواجن، (كيلوغرام الهياكل بـ15 جنيهاً أي أقل من دولار أميركي)، وقالت: «حتى سمك الغلابة أصاب أسعارها الجنون. مش هانشتريه تاني».وزارة الزراعة المصرية، دخلت أخيراً على خط الأزمة في محاولة لخفض أسعار الأسماك عبر ضخ المزيد من الكميات في الأسواق، وقالت الوزارة في بيان: «الهيئة العامة للثروة السمكية ملتزمة بانتظام عملية توريد الأسماك لمصلحة وزارة التموين، لطرحها بأسعار مخفضة، لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين طبقاً للبروتوكول الموَّقع بين الطرفين». وينص البروتوكول على بيع أسماك «البلطي نمرة1» بـ16 جنيهاً للكيلوغرام، و«نمرة2» بـ15 جنيهاً، و«نمرة 3» بـ13 جنيهاً، و«نمرة4» بـ5 جنيهات.بدوره، قال نائب رئيس شعبة الأسماك في الغرفة التجارية، طارق فهمي، إن المشروعات السمكية المزمع إنشاؤها ستُحقق الاكتفاء الذاتي من الثروة السمكية، في حين قال أستاذ الاقتصاد في جامعة القاهرة، فخري الفقي، إن مشروعات الاستزراع السمكي لن تحقق الاكتفاء الذاتي من المنتجات السمكية إذا لم يتم تغيير استراتيجية الصيد والتوجه إلى أعالي البحار للصيد من هناك.وبرَّر نقيب الصيادين، أحمد نصَّار، زيادة أسعار الأسماك، بأن نحو 70 في المئة من مراكب الصيد متوقفة عن العمل بعد الزيادة الأخيرة في أسعار السولار، الذي تعمل به مراكب الصيد، مما أدى إلى قلة المعروض من الأسماك فارتفعت الأسعار مُجدداً، منتقداً غياب خطط واضحة للنهوض بالثروة السمكية في مصر.
دوليات
مصر| السولار يلهب أسعار الأسماك ويشل مراكب الصيد
16-07-2017