شنّت فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة هجوماً مباغتاً على مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) المدعومة من واشنطن في ريف حلب الشمالي.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مناطق سيطرة «قسد» في ريف حلب الشمالي وريف عفرين بالريف الشمالي الغربي لحلب، شهدت انفجارات متتالية ناجمة عن قصف متصاعد ومكثف من قبل القوات التركية والفصائل المدعومة منها، موضحاً أن ذلك جاء بالتزامن مع معارك عنيفة بين الطرفين على محاور بمحيط قرية عين دقنة، الواقعة إلى الشرق من مطار منبج العسكري، وفي محيط مرعناز بشمال المطار.

Ad

وأوضح المرصد أن هذه الاشتباكات تأتي بعد تحضيرات من قبل القوات التركية، خلال الأيام الماضية، بمشاركة من الفصائل العاملة في ريف حلب، لبدء عمل عسكري هدفه السيطرة على المنطقة الممتدة من مارع إلى دير جمال، بغية إعادة عشرات آلاف النازحين إلى قراهم التي نزحوا عنها بريف حلب الشمالي.

معركة الرقة

وفي إطار معركة «قسد» مع «داعش» في معقله بالرقة، أعلنت المتحدثة باسم عملية «غضب الفرات» جيهان الشيخ أحمد، من مدينة عين عيسى أمس، السيطرة على حي اليرموك على الطرف الجنوبي الغربي للمدينة، مؤكدة أن «الحملة مستمرة وتسير بخطوات ثابتة وسليمة، لكن هناك اشتباكات عنيفة جداً».

وأكد المرصد أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن يسيطر على القسم الغربي من الحي دون استعادته بالكامل، مبيناً أنه مع استمرار المعارك العنيفة فر مئات المدنيين من مناطق «داعش» في المدينة إلى مناطق باتت تحت سيطرة «قسد» في الساعات الـ24 الأخيرة.

في موازاة ذلك، سيطرت قوات الرئيس بشار الأسد على سلسلة من حقول النفط جنوب غربي الرقة، ضمن عملية أطلقتها ضد تنظيم «داعش» في المحافظة، وقالت إن 6500 من أبناء العشائر الموالية لها شاركوا فيها إلى جانبها.

وذكرت وسائل إعلام النظام أن حقول الوهاب، والفهد، ودبيسان، والقصير، وأبوالقطط، وأبوقطاش، وقرى عدة أخرى جنوب غربي محافظة الرقة، باتت تحت سيطرة النظام.

وتقع هذه الحقول والقرى إلى جنوب بلدة الرصافة وآبارها النفطية، التي استعادها الأسد الشهر الماضي من «داعش» في أول مكاسب ميدانية يحققها داخل المحافظة.

ويرى متابعون لتطورات العملية أن خطوة النظام التالية ستكون الزحف نحو دير الزور، والبدء ربما ببلدة السخنة، بوابة المحافظة، لاسيما بعد سيطرته على حقل غاز الهيل الأيام الماضية، الواقع على بعد 18 كم جنوب البلدة.

مصالح إسرائيل

في هذه الأثناء، طمأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إسرائيل أمس، بأن روسيا والولايات المتحدة ستحرصان على وضع مصالحها في الاعتبار عند إقامة مناطق عدم تصعيد في سورية.

وكان لافروف يرد على تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من باريس في وقت متأخر من مساء أمس الأول، اعتبر فيها أن «إسرائيل تعارض اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سورية، التي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا، لأنه يكرس ويطيل أمد الوجود الإيراني في سورية، وهذا مرفوض تماماً».

وأوضح لافروف، على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي في العاصمة البيلاروسية مينسك، أن روسيا والولايات المتحدة قامتا بعمل تمهيدي مع جميع الأطراف المعنية بمنطقة خفض التوتر بجنوبي سورية، لضمان مصالح إسرائيل كاملة بهذا الإطار، مؤكدة أن «القيادة الإسرائيلية كانت على علم بكل الخطوات التي اتخذناها في هذا المجال».

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية المعارضة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو نقلت عن الأخير قوله خلال زيارته الى باريس، إن إسرائيل تعارض الاتفاق حول وقف إطلاق النار في جنوب سورية، «لأنه يزيد من الوجود الإيراني».

وكانت إيران رفضت الالتزام بهدنة جنوب سورية، ما اضطر الرئيس الروسي إلى ايفاد مبعوث الى طهران فشل بدوره في اقناع طهران بالموافقة عليها.

قائمة العقوبات

وفي بروكسل، وافق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أمس على إضافة 16 من رجال الأسد على قائمة العقوبات «لدورهم في تطوير واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين»، ليرتفع إجمالي عدد الموضوعين على القائمة الأوروبية إلى 225.

ووفق وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، فإن «من بين الـ16 عسكريين وخبراء كيميائيين مسؤولين عن الهجمات الكيماوية البغيضة على الرجال والنساء والأطفال»، مؤكداً أن بريطانيا كانت من بين الساعين لاستصدار هذه العقوبات من أجل «إرسال إشارة واضحة إلى النظام السوري بأن أعمالهم الوحشية لها عواقبها».

الأسد والفساد

من جهته، اعتبر الأسد، خلال لقاء عقده، أمس الأول، مع رئيس الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش آمنة الشماط، أن «مظاهر الخلل والفساد في سورية لديها دائماً القدرة على إيجاد ثغرات في القوانين والتغلغل في المؤسسات»، لافتاً إلى أن «الحرب ساهمت في تقشي الإهمال والتقصير وسوء الإدارة».