بعد البلبلة التي أثارها بيان يدعو الى تظاهرة ضد الجيش اللبناني، وما تبعه من الإعلان عن تظاهرة داعمة له، حسمت وزارة الداخلية اللبنانية قرارها بوجوب عدم إعطاء أي رخصة تسمح بوقفة تضامنية أو تظاهرة، لا دعما للنازحين السوريين ولا تأييداً للجيش.

وقالت مصادر متابعة لـ«الجريدة» أمس إن «هذا الإجراء سحب فتيل الفتنة التي روجت لها صفحة اتحاد الشعب السوري والتي حرضت على الجيش خلال اليومين الماضيين، قبل أن يتم توقيف صاحبها» أمس.

Ad

وأضافت: «داهمت قوة من شعبة المعلومات في الأمن العام في الجنوب، منزل المدعو هاني الحسين سوري الجنسية في تعمير عين الحلوة (مخيم اللاجئين الفلسطينيين) قرب حاجز الجيش وصادرت منه عددا من الوثائق».

وتابعت: «تولت شعبة معلومات الأمن العام هذه المهّمة باعتبارها القوى المخوّلة بهذه المهمات في المنطقة من قبل الاجهزة الأخرى، وقد جرى تحديد هوية الحسين عبر تعقّب الـ IP ليتبين انه هو صاحب صفحة اتحاد الشعب السوري في لبنان التي تحرّض على الجيش اللبناني».

وأشارت المصادر إلى أن «الحسين خبير في مجال المعلوماتية ومواقع التواصل الاجتماعي». وختمت: «توقيت الحملة التي تستهدف الجيش مشبوه، فهي تتزامن والحديث عن قرب الحسم في عرسال وجرودها للقضاء على التنظيمات الإرهابية».

وأكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، أمس، أن «هناك تنسيقا وتشاورا دائما بين الجيش اللبناني والسلطة السياسية»، مضيفاً: «الجيش اللبناني ليس بحاجة الى تظاهرات داعمة فله كلّ الدعم من السلطة السياسية».

في السياق، غرّد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط عبر حسابه الخاص على «تويتر»، أمس، قائلاً: «لا للتظاهرات حول موضوع النازحين ولا لتجربة 1975 و1967 التي أساءت للبلاد وقسمتها وللتمييز بين الارهاب والنازح السوري».

كما أكدت نقابة المحامين في بيان، أمس، أن «التحريض على المؤسسة العسكرية في هذا الوقت بالذات، ومحاولة استعطاف المجتمع الدولي تحت شعار حقوق الإنسان، يعتبر عملاً إرهابياً بامتياز، إذ من غير المسموح استباحة التطاول على الجيش مهما كانت الدوافع والأسباب». وأضافت أن «دعم الجيش والوقوف إلى جانبه في خياراته هو موقف وطني بامتياز، ما يحتم علينا جميعاً دعم خياراته لمكافحة الإرهاب المتمترس في أوكار مشبوهة باتت مكشوفة».

في موازاة ذلك، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمس، أن «الحرب الاستباقية التي يقوم بها الجيش ضد الارهابيين، تتم دائما بناء على توجيهات السلطة السياسية برئاسة رئيس الجمهورية». وأوضح عون أن «لبنان تحمل الكثير من الاعباء نتيجة تزايد عدد النازحين السوريين»، لافتا الى ان «تعاطي المجتمع الدولي مع هذا الملف، لم يصل بعد الى مرحلة تؤدي الى تسهيل عودتهم الى بلادهم».

وختم: «لبنان يأمل في الوصول الى حل سياسي للازمة السورية لانهاء معاناة النازحين والحد من تداعياتها السلبية على لبنان».

في سياق منفصل، أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في تصريح له من السفارة السعودية، أمس، خلال تقديمه التهاني بتولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، أن «لبنان سيكون دائما الى جانب المملكة السعودية كما كانت هي دائما الى جانب لبنان»، مباركا مبايعة الامير محمد بن سلمان، بالقول: «الف مبروك، وهذا عهد الشباب، نأمل أن يكون خيرا وبركة للسعودية والعالم العربي».