تسببت التطورات الأمنية التي شهدتها مصر، خلال الأيام القليلة الماضية، في مخاوف دخول البلاد مرحلة جديدة من العمليات الإرهابية، التي ينفذها "ذئب منفرد"، على خلفية هجومين إرهابيين بالسكاكين، أحدهما شهدته مدينة الغردقة الساحلية، العاصمة الإدارية لمحافظة البحر الأحمر، الجمعة الماضي، وأودى بحياة سائحتين ألمانيتين وجرح أربعة آخرين، وهجوم آخر استهدف كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية الساحلية، أمس الأول، وأدى إلى جرح حارس الكنيسة.

كان مصطلح "الذئاب المنفردة" ظهر عام 2014، بعدما دعا زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي، في كلمة له عامة المؤيدين لأفكار التنظيم في أوروبا إلى استهداف مصالح الدول الغربية، المشاركة في العمليات العسكرية ضد التنظيم.

Ad

القائد السابق في تنظيم الجهاد، نبيل نعيم، قال لـ"الجريدة" إن "عمليتي الغردقة وكنيسة القديسين بداية لمرحلة إرهابية جديدة في مصر، تتبع طريقة الذئاب المنفردة"، مشيراً إلى أن "العمليتين لم تُحققا نتائج كبيرة على الأرض، مثل النجاحات التي حققتها مثيلاتها في أوروبا، إلا أن تلك النوعية من العمليات خطيرة".

وأضاف أن "إحباطها يكون ضعيفاً، ولا تحتاج إلى دعم لوجستي سواء بالتدريب أو مُعدات التنفيذ، إذ إن العملية يتم تنفيذها بالسكاكين أو المركبات عبر عمليات دهس".

من جانبه، استبعد الباحث في شؤون الحركات الأصولية، مصطفى أمين، أن تكون مصر دخلت مرحلة عمليات الذئاب المنفردة، قائلا لـ"الجريدة" إن "الذئاب المنفردة ليس لها بيئتها الحاضنة في مصر مثل مثيلتها في أوروبا، فمصر تضم تنظيمات عنقودية سرية وأخرى مُعلنة، مثل حسم وجنود الخلافة وولاية سيناء، ويمكن للأشخاص أن يندمجوا فيها سرا، فالمتطرفون في مصر ليس لديهم دوافع لاتباع منهجية الذئاب المنفردة، التي يتبناها الشخص نتيجة عدم وجود تنظيمات، حتى ولو سرية، يمكن أن ينخرط فيها".

ولفت أمين إلى أن الطريقة المُعتمدة في واقعتي (الغردقة وكنيسة القديسين) هي ذاتها طريقة "الذئب المنفرد" في أوروبا، إلا أنه لا يمكن اعتبار العمليتين تدشيناً لمرحلة "ذئاب منفردة"، إذ إن انتماءات العناصر المنفذة ستكشفها التحقيقات التي تجريها نيابة أمن الدولة العليا مع متهمين.

وكيل جهاز "الأمن الوطني" سابقا، فؤاد علام، استبعد أن تكون مصر دخلت مرحلة عمليات "الذئاب"، لافتا، في تصريحات لـ"الجريدة"، إلى أن مُنفذي هجوم الغردقة والقديسين من الممكن أن يكونا مضطربين نفسياً أو يمران بظروف ضاغطة.

وأضاف: "لا يوجد تنظيم عاقل يحتمل حجم المغامرة بدفع أحد عناصره للقيام بعملية نسبة نجاحها لا تتعدى الـ10 في المئة".