خاص

هلالي لـ الجريدة•: تطرف الأزهري مسؤولية منفردة

«المنهج الأزهري تعددي... ونرفض أن يمارس البعض وصاية على المجتمع»

نشر في 19-07-2017
آخر تحديث 19-07-2017 | 00:05
أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر د. سعد الدين هلالي
أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر د. سعد الدين هلالي
اعتبر أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، د. سعد الدين هلالي، في مقابلة مع «الجريدة»، تورط أي من خريجي الأزهر في الفكر المتطرف مسؤوليته المنفردة، مشدداً على أن مشكلة الفكر المتطرف تكمن في الفهم المغلوط للدين الذي تروِّج له جماعات إرهابية... وفيما يلي التفاصيل:

• البعض يحمِّل "الأزهر الشريف" مسؤولية نشر الفكر المتطرف؟

-هذه ادعاءات كاذبة، فالأزهر يقوم بدوره التعليمي على أكمل وجه، ويعتمد في تقديم المادة العلمية لطلابه على مبدأ الأمانة في العرض، فيقدم جميع الآراء الفقهية في المسائل المختلفة بكل تجرد، ويعطي الطالب الفرصة لتكوين وجهة نظره في ضوء تعدد الآراء الفقهية، فليس هناك أي وصاية فكرية تمارس داخل أروقة الأزهر، أو تمنع طلابه من التفكير والاجتهاد، فكيف تؤدي هذه المناهج وهذه الروح التعليمية، إلى نشر الفكر المتطرف، هذا ليس صحيحاً على الإطلاق.

• لماذا إذن تورط بعض خريجي الأزهر في قضايا إرهابية؟

- خريجو الأزهر هم المسؤولون عن ذلك، بصورة فردية، لأن البعض منهم يمارس وصاية على المجتمع، ويرى أن الشعب جاهل لا يصح أن يتم تخييره بين مختلف الآراء الفقهية، لذلك يفضل أن يتم فرض رأي واحد على الشعب كله، ولا يتم عرض الآراء والاجتهادات الفقهية المختلفة، وهذا مخالف لروح الأزهر القائمة على النقاش وتبادل الآراء وعرض وجهات النظر المختلفة، وإعطاء المجال للمواطن العادي لكي يعمل فكره ويختار، فعلى كل من يتخرج في الأزهر أن يلتزم بالمنهج الأزهري التعددي.

• هناك نغمة يتبناها بعض المتشددين باتهام عموم المسلمين بالجهل وضرورة فرض الوصاية عليهم؟

- الخطاب الديني الذي يتهم الشعب بالفساد هو خطاب فاسد، فلا يمكن وصم الشعب كله بالجهل أو الحماقة، بل يجب ألا ينصب المفتي نفسه وصياً على الناس ويترك لهم باب حرية التفكير مشرعاً، ولو تم اعتماد هذا المنهج لسقط الكثير من دعاوى المتطرفين وحججهم.

• كيف يتم تجنيد الشباب للانضمام إلى تنظيمات إرهابية؟

- التنظيمات المتشددة تستخدم الدين بشكل مغلوط، لتكوين كوادر إرهابية، فالنص الديني بطبيعته قابل للتوجه يميناً ويساراً، وكل شخص يفسره من وجهة نظره، والإرهاب يستخدم مناهج نفسية للتجنيد، من خلال إظهار زاوية معينة من الأفكار الدينية بغرض تجنيدهم، ويقدم تفسيرات متشددة للنصوص تخدم توجهات الإرهابيين.

• ما دور الأزهر في التصدي لهذه الأفكار؟

- نحن ننادي دائماً بضرورة إبعاد النصوص الدينية عن الصراعات السياسية واستخدامها سياسياً، فالنصوص جاءت لتحديد العلاقة بين الإنسان وربه، ولم تأت للمتاجرة بهدف تحقيق مكاسب مالية وسياسية، الدين جاء لراحة الإنسان، وليس ليأكل به المرء على موائد السياسة، ويسرق الآخرين باسم الدين، وأنا شخصياً ضد من يستخدم الدين بهدف جمع المال والاستخدام السياسي.

• هل أنت مع دعوات تجديد الخطاب الديني؟

- تجديد الخطاب الديني قوبل بالمبالغة، للأسف، سواء من قبل المؤيدين أو الرافضين له، فالفريقان يريدان استخدامه لأغراض أخرى، فالخطاب الديني يحتاج إلى الصدق والأمانة في مناقشته وطرح الحلول له، وليس إلقاء كل طرف المسؤولية على الآخر، وعلينا أن نبدأ البداية الصحيحة، وهي تحديد من يقوم بتدريس العلوم الدينية في إطار المنفعة السياسية، وهم الجماعات السلفية وتنظيم "الإخوان" وجميع هذه الكيانات لا علاقة لها بالأزهر، فالأخير بريء من كل التّهم التي تمسه في ملف تجديد الخطاب الديني، والأجدى أن نضع خطة متكاملة تقوم على الشق الأمني بمعاقبة وملاحقة ممارس الإرهاب باسم الدين، والشق الفكري القائم على إعطاء مساحة للأزهر لكي يقوم بمواجهة فكرية، تكشف فساد هذه الآراء المتشددة.

back to top