روسيا وأميركا... والمصالح!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهنا، فإن ما يجب التذكير به والتوقف عنده إذا اقتضت الضرورة هو أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد تعامل مع هذه المنطقة ودولها وأزماتها، وفي مقدمتها الأزمة السورية، انطلاقاً من أن الشرق الأوسط لم يعد منطقة مصالح حيوية لبلاده، وأنه إذا كان لابد من الاختيار فإن "خيار" إدارته هو على إيران، وهذا هو ما حصل وأدى إلى هذا الاحتلال الإيراني الحقيقي والفعلي لاثنتين من أهم الدول العربية هما العراق وسورية، إضافة إلى كل هذا التدخل العسكري والسياسي في اليمن وفي العديد من دول الخليج العربي، والمقصود هنا هو إمارة قطر بالتحديد.ربما ينسى البعض أو يتناسون أن العلاقات بين الدول، سواء أكانت كبرى أم صغرى و"مايكروسكوبية"، هي مصالح، ولذلك فإن وقوف روسيا إلى جانب نظام بشار الأسد كل هذه السنوات الطويلة والحفاظ عليه بالتدخل العسكري المباشر أو بإقامة القواعد العسكرية على الأراضي السورية ينطلق من دوافع مصلحية لا علاقة لها لا بالأخلاق ولا بالمبادئ ولا بأيٍّ من الشعارات الجميلة التي رفعها الاتحاد السوفياتي قبل انهياره، ولم يتحقق منها أي شيء على الإطلاق... للأسف!وهكذا، ومن أجل مصالحهم، إنْ في أوكرانيا وإن في بعض دول أوروبا الشرقية، وفي بعض دول البلطيق، وبالطبع في جزيرة القرم، فإن الروس بالإضافة إلى مسارعتهم للتدخل المبكر في الأزمة السورية قد سارعوا أيضاً إلى إقامة كل هذه العلاقات التي أولها مصالح وآخرها مصالح مع إيران التي بينها وبين روسيا، تاريخيّاً، ما صنع الحداد، والتي استمرت المشاكل الحدودية معها لسنوات طويلة، ولم تتخلَّ طهران عنها إلا بعدما قبضت الثمن جزيلاً بسكوت موسكو على احتلالها وبشكل عسكري مباشر لاثنتين من أهم الدول العربية هما العراق وسورية. هذا إضافة إلى تدخلها في الشؤون الداخلية لليمن وبعض دول الخليج العربي ولبنان.