تعتبر كلية العلوم في جامعة الكويت هي الكلية الوحيدة التي لا تتطلب اجتياز اختبار للقدرات، الأمر الذي مثل فرصة سانحة وصيداً ثميناً للعديد من الطلبة، ليتخذوها جسرا ومعبرا إلى كليات أخرى تعتبر هي رغبتهم الأساسية والأولى، فيقومون باختيار «العلوم» ضمن الرغبات الاساسية حين التقديم الى جامعة الكويت، وبعد القبول وضمان المقعد يقومون بالتحويل الى الكليات التي كانوا يرغبون فيها منذ البداية، والتي تجد عليها إقبالا كثيفاً، مما دفع هذه الكليات إلى رفع نسب التحويل إليها، وهي كلية التربية، والهندسة والبترول وغيرها.

ويرى المراقبون أن مشكلة الكلية لم تقف عند عزوف الطلبة عنها والنفور منها فقط، بل امتد الأمر الى ان كوادر التدريس الوطنية في الاقسام العلمية قليلة جداً، وتشكل نسبة ضئيلة من كوادر التعليم، بينما تكتظ الكلية بأعضاء تدريس من جنسيات مختلفة، وهم يشكلون هيئة اكاديمية مساندة تتحدث بعدة لغات، ما شكل عائقا أمام الفهم والاستيعاب لدى كثير من الطلبة، وهو ما يظهر من تعليقات طلبة الكلية عبر الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي بأن لغة الشرح بالكلية غير مفهومة.

Ad

وعلمت «الجريدة» من مصادر أكاديمية مطلعة في كلية العلوم أن الأقسام العلمية باتت تعاني نقصاً تاماً في الأساتذة والمساعدين الكويتيين، لتوجه تلك الكوادر إلى العمل في القطاعات الحكومية والخاصة، وأن العديد من الأقسام لجأت الى استقدام العديد من الهيئة التعليمية المساندة من مختلف الجنسيات لسد النقص الكبير في كل الأقسام العلمية.

من جانبه، قال رئيس قسم الفيزياء في كلية العلوم بجامعة الكويت، د. يعقوب مقدسي، إن هناك نقصاً واضحاً في عدد الكوادر الأكاديمية الكويتية في العديد من التخصصات العلمية، مما أدى الى ابتعاث العديد منهم الى مرحلتي الماجستير والدكتوراه في الجامعات الأميركية التي تحددها جامعة الكويت، والتي تشترط أن تكون الجامعة من أفضل 20 جامعة أميركية، مشيرا إلى ان ابتعاث الكويتيين في تلك الجامعات قد يصل الى 8 سنوات دراسة وبتكلفة اجمالية تصل الى المليون دولار للطالب الواحد، ولا يحق تغيير البعثة او الجامعة.

وتابع مقدسي، لـ"الجريدة"، ان قانون الابتعاث في جامعة الكويت يسمح فقط بالبعثة لـ8 سنوات فقط، وبعدها تسحب البعثة من الدارس ويقوم بدفع تكاليف جامعة الكويت له والتعويض، وذلك بسبب تأخره في إنهاء الدراسة وعدم الانتهاء من اتمام البعثة الدراسية، مشيرا الى ان الجامعة تعطي الاساتذة المساندين رواتب أعلى من الكويتيين للقبول بالتدريس فيها، إلا ان البعض منهم يرفض تلك العروض التي تقدمها له الجامعة، نظرا الى ارتباطاته الدراسية والاسرية في بلاده.

وأشار إلى ان طلبات الالتحاق بأعضاء هيئة التدريس المساندة تكون موقع الجامعة على الإنترنت، بحيث نهتم بأن يكون عضو هيئة التدريس يحمل بحوثا علمية لا تقل عن 60 بحثا، وأن يكون مهيَّأً للتدريس باللغة الانكليزية، وان آلية التقديم تكلف الجامعة العديد من المصاريف والتي تشمل الاقامة، وتذاكر السفر للهيئة التدريسية المساندة.

وعن عدم فهم طلبة كلية العلوم للاساتذة المساندين، أوضح مقدسي أن الطلبة أصبحوا في الوقت الحالي كثيري الغياب، بحيث نجد ان الدراسة تتطلب منهم الحضور لـ 50 أو 60 محاضرة، ونجد الطلبة لا يحضرون سوى 20 محاضرة، وهذا من الاخطاء الشائعة التي يقع يها الطلبة، مبينا أن العديد منهم أصبح يبرر فشله ورسوبه في المواد بسبب عدم فهمه للهيئة الاكاديمية المساندة، ويعبرون عن آرائهم تلك في مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكر أن كلية العلوم حرصت مؤخرا على ثبات اعتمادها الاكاديمي والذي يكون كل خمس سنوات، مبينا أن المؤسسة التي نتعاون معها هي استرالية ونظام الاعتماد الذي يدرس لدينا في الكلية استرالي.

وأكد مقدسي أنه "تم اعطاؤنا عدة ملاحظات في الزيارة السابقة لنا وتضمنت تلك الملاحظات: الكتب التي تدرس، المراجع الدراسية والتي يشترط أن تكون عالمية".