War for the Planet of the Apes... نوع نادر من الأفلام الناجحة
تبدو سلسلة Planet of the Apes أشبه بمعجزة. بدءاً من Rise of the Planet of the Apes عام 2011 ثم Dawn of the Planet of the Apes عام 2014، وصولاً إلى War for the Planet of the Apes هذا الصيف، أعطت هذه السلسلة الأولوية للقصة، والشخصيات، والمشاعر من دون أن تضحِّي بجمال المشاهد.
تشكّل Planet of the Apes إبداعات تكنولوجية تضمّ إنجازات مذهلة في أداء يلتقط الحركة. ومع قصص مليئة بالمشاعر، والبطولات المشوقة، والملاحظات الثقافية العميقة، تكون هذه السلسلة نوعاً نادراً من الأفلام الناجحة حصل فيها الصانعون على الحرية لسرد القصة التي يريدون كما يشاؤون.اجتمع المخرج والكاتب مات ريفز مجدداً مع الكاتب مارك بومباك في War for the Planet of the Apes، بعدما تعاونا معاً في Dawn. أعدا فيلماً ناجحاً من أفلام الصيف ترتكز قوته على ضبط النفس.يسلّط هذا العمل الضوء على المشاعر لا الابتكارات الرقمية. وكفيلم حرب، يُعتبر أحد أصغر الأفلام التي تقوم على الشخصيات، مثل A Man Escaped لروبرت بريسون عام 1956 وLa Grande Illusion لجان رينوار عام 1938. تدور أحداث أفلام مماثلة وسط حرب لا نهاية لها على ما يبدو، مركزةً على الأفراد داخل هذه الحرب: العلاقات التي تُبنى، والأرواح التي تُهدر، والصدمة، والتعذيب.
في War، لا تتمحور الحبكة حول معارك عظيمة، بل مهمات تجسس، وخطط هرب، وأنفاق سرية، وألعاب ذهنية، وضربات حظ. يشعر المشاهد بعمق بكل وفاة وكل خيانة، ما يحوّل الفيلم إلى صورة تذكّر بتأثيرات الحرب النفسية في الروح عقب تجربة مطوّلة.
قصة مختلفة
تدور القصة حول إحدى أبرز شخصيات الأفلام في السنوات الأخيرة، سيزار، التي يؤديها أندي سركيس. سيزار قرد بالغ الذكاء (نتيجة لتجربة مخبرية) يصبح قائداً نبيلاً متعاطفاً خلال الصراعات الدائرة بين البشر والقردة. سيزار بطل حقيقي، وعميق، ومحِب، ومحبوب تعذبه أعمال العنف والاضطرابات في مجتمعه وبين القردة والبشر. لذلك من السهل أن تدعمه وتُعجب به.في هذا العمل، يواجه سيزار الكولونيل، الذي يؤديه وودي هارلسون. وإذا كان سيزار يذكرنا بفيلم A Man Escaped، فشخصية هارلسون مستمدة بالكامل من Apocalypse Now وصولاً إلى الوجه المطلي بالأسود وموسيقى روك السبعينيات (يتضمن الفيلم أيضاً إشارة مرحة إلى هذا العمل مع عبارة Ape-pocalypse Now المدونة على جدران النفق). يشبه هذا الكولونيل الكولونيل كورتز: رجل أمضى وقتاً طويلاً في القتال وأعمال العنف، حتى بدأ الحزن وجنون الارتياب يتلفان عقله.سيناريو متقن
يدرك بومباك قوة الكفاءة في كتابة السيناريو. ومع شخصيات القردة التي يبقى حوارها محدوداً وبدائياً، لا داعي للإكثار من الكلام في السيناريو. لذلك يركّز عمله على نماذج الشخصيات: البطل، والمجنون، واليد اليمنى، و«العبد»، والجندي، والبريء. إلا أنه يقدّم هذه النماذج بشخصيات غنية قائمة بذاتها لها تاريخها الفردي، فضلاً عن إخفاقاتها وانتصاراتها.في War for the Planet of the Apes، يتخلى ريفز عن العجلة في تصوير الأحداث، سامحاً للحظات بأن تترسخ، والشخصيات بأن تُبنى، والقوة بأن تُستجمع بهدوء. وتساهم موسيقى مايكل غياتشينو بملء المساحات، فتنوح حزناً، وترعد، وتحلّق، وتضرب. وهكذا يبرز عمله المميز. كل ما في War for the Planet of the Apes، من الأداء إلى التكنولوجيا، خصوصاً الشخصيات والقصة، عالي الجودة. إنه إنجاز مذهل يمكننا وصفه بالمعجزة.
الفيلم يسلّط الضوء على المشاعر لا الابتكارات الرقمية