أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس، قراراً جمهورياً بتعيين المستشار أحمد أبوالعزم رئيساً لمجلس الدولة، خلفاً للمستشار محمد مسعود، الذي انتهت ولايته أمس، متخطياً بذلك المرشح الوحيد من قبل الجمعية العمومية للمجلس، المستشار يحيى دكروري (الذي قضى بمصرية جزيرتي تيران وصنافير يونيو 2016)، والذي كان يحق له تولي المنصب وفقاً للقواعد القضائية القديمة، والتي تقضي باختيار أقدم نواب رئيس مجلس الدولة.واستند الرئيس السيسي في تخطيه لمبدأ الأقدمية إلى تعديلات على قانون السلطة القضائية أقرها البرلمان المصري، أنهت فكرة اختيار النائب الأقدم لرؤساء الهيئات حال خروجهم على المعاش، إذ أقرت التعديلات قواعد جديدة تسمح لرئيس الجمهورية اختيار مرشح من ثلاثة أسماء يتقدم بها قضاة كل هيئة، وإذا لم يرض عن قائمة المرشحين يحق له الاختيار مباشرة من بين أقدم سبعة نواب لرئيس كل هيئة.
وحول الإجراءات التي يمكن للمستشار دكروري اللجوء إليها حال رغب في الاعتراض على قرار تخطيه، قال مصدر في مجلس الدولة، لـ»الجريدة»: «من حق المستشار دكروري أن يطعن على قرار تعيين المستشار أبو العزم، في مدة لا تتجاوز 60 يوماً، وأنه وحده الذي يحق له الإقدام على هذه الخطوة، لأنه أقدم نواب رئيس مجلس الدولة المنتهية ولايته»، مرجحاً أن يبدأ دكروري في استشارة قضاة المجلس قبل اللجوء إلى هذه الخطوة.
مقتل ضابط
في سيناء، ومع استمرار فعاليات عملية «الفرعون الغاضب» من قبل قوات الجيش المصري لتطهير الشريط الحدودي بين قطاع غزة وشبه الجزيرة المصرية، قال مصدر أمني إن ضابطاً في الجيش قتل فيما أصيب ضابط آخر وأربعة من المجندين، في انفجار عبوة ناسفة جنوب العريش شمالي سيناء، أثناء مرور مدرعة في منطقة المحاجر على طريق جنوب العريش.وقال شهود عيان لـ«الجريدة»: «هناك عملية أمنية ضخمة متواصلة منذ فجر الاثنين الماضي»، ووصفوها بأنها الأكبر في منطقة جنوبي العريش، وأنهم رصدوا وصول العديد من الآليات العسكرية لتمشيط المنطقة وإلقاء القبض على الإرهابيين، وأنهم سمعوا أصوات انفجارات قذائف المدفعية والدبابات لم تنقطع خلافاً للتحليق المكثف للطائرات الحربية والاستطلاعية. وتحدثت مصادر مطلعة عن أن الحملة تهدف إلى تثبيت نقاط أمنية تشكل حزام أمان جنوب العريش في المناطق التي تتسلل منها العناصر الإرهابية إلى عمق المدينة.في السياق، أعلنت وزارة الداخلية، مساء أمس الأول، مقتل مسؤول التجنيد في تنظيم بيت المقدس، بعدما تمكنت الأجهزة الأمنية من التوصل إلى الإرهابي الهارب أحمد حسن أحمد، داخل منزل تحت الإنشاء بشارع العشرين دائرة قسم ثالث العريش، وجرى تبادل لإطلاق النيران، أسفر عن مقتل القيادي الإرهابي، بينما تمكن آخر من الهرب.احتفالية الشرطة
وفي حين شهد الرئيس المصري وكبار رجال الدولة احتفال أكاديمية الشرطة بيوم الخريجين، في مقر الأكاديمية بالقاهرة الجديدة، أمس، قال وزير الداخلية مجدي عبدالغفار، في كلمته أمام الحضور، إن جهاز الشرطة يدرك حجم التهديدات التي تحدق بالوطن، مشددا على أن «آفة الإرهاب الأسود البغيض التي تضرب العالم بأسره تعد الخطر الأكبر الذي أصبح يهدد استقرار الشعوب ويقوض أمنها».وذهب عبدالغفار إلى أن رجال الشرطة «عقدوا العزم على الإسهام الجاد في تحصين المصالح العليا للبلاد من كل خطر يهددها»، متابعاً: «من هذا المنطلق فإن الشرطة المصرية لا تألوا جهداً في التضحية بأغلى ما تملك بالروح والنفس إلى جانب الأشقاء بالقوات المسلحة من أجل المواجهة الحاسمة للتحديات مهما تعاظمت، وإن رجال الشرطة متمسكون بأن يظلوا حصنا منيعا لأمن الوطن وأمان المواطنين، متسلحين بسلطان القانون وهيبته».مؤبد
إلى ذلك، قضت محكمة جنايات القاهرة في جلستها أمس، بمعاقبة 4 متهمين (من بينهم متهمان هاربان) بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما لكل منهم، ومعاقبة متهمين اثنين آخرين بالسجن المشدد لمدة 15 عاما لكل منهما، وذلك لإدانتهم جميعا بمحاولة اغتيال رئيس محكمة استئناف القاهرة، المستشار معتز خفاجي، في شهر مايو 2015، عندما وضع الجناة قنبلتين أسفل سيارة خفاجي وأمام منزله بمنطقة حلوان، لكن الانفجارين لم يسفرا عن سقوط قتلى.في سياق آخر، تنطلق فعاليات المؤتمر الوطني الدوري للشباب الرابع، والمقرر إقامته بقاعة المؤتمرات الكبرى بمكتبة الإسكندرية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، بمشاركة نحو 1300 شاب وشابة، إضافة إلى عدد من رؤساء الأحزاب السياسية ورؤساء النقابات المهنية ورؤساء الجامعات والمثقفين والصحافيين والإعلاميين وممثلي المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي لحقوق الإنسان. وأطلق الرئيس السيسي فكرة المؤتمر الدوري للشباب، خلال مؤتمر الشباب السنوي الأول في أكتوبر الماضي، وعقد ثلاث مرات في مدن مصرية مختلفة.وقال مصدر رفيع المستوى لـ«الجريدة» إن مؤتمر الشباب من المتوقع أن يشهد مشاركة السيسي، وأنه قد يشرح موقف الدولة المصرية من ملفات حيوية مثل أزمة جزيرتي «تيران وصنافير»، وأزمة رفع أسعار المحروقات، وجزيرة الوراق الأخيرة في ضوء أزمة واضعي اليد على أراضي الدولة، وما حققته قوات الجيش والشرطة من نجاحات في ملف مكافحة الإرهاب.