مع دخول الهدنة الجزئية يومها العاشر في جنوب سورية، وصل نحو 400 جندي روسي إلى قرية الموثبين ومحيطها ومدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، تحضيراً لنشرهم كقوات فصل على جميع خطوط التماس بين قوات الرئيس بشار الأسد وفصائل المعارضة في عموم منطقة حوران.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر، فإن قوات النظام استقدمت قبل يومين كرفانات (بيوت متنقلة) من العاصمة دمشق، ونشرتها بالزاوية الشمالية لكتيبة الاشارة 110 التابعة لقيادة الفرقة التاسعة بمحيط مدينة الصنمين، لتكون مقرا عسكريا مؤقتا للقوات الروسية.

Ad

وأشارت المصادر إلى تنفيذ القوات الروسية فور وصولها إلى درعا عدة جولات استطلاعية بمناطق قوات الأسد، ونشرت قطعا عسكرية في مدينة ازرع وخربة غزالة والشيخ مسكين.

إعادة تموضع

وتطبيقاً للاتفاق الثلاثي، أعادت ميليشيات إيران و»حزب الله» اللبناني وحركة «النجباء» العراقية قبل أيام انتشارها في منطقة حوران، في حين لاتزال قوات الأسد تنتشر في جميع الجبهات والمحاور العسكرية في محافظتي القنيطرة ودرعا.

ورصدت لجنة المراقبة الروسية- التركية المشتركة في مناطق تخفيف التوتر 9 خروقات للهدنة خلال الـ24 ساعة الماضية، 5 منها لحوادث إطلاق نار في محافظة اللاذقية، و4 انتهاكات في ريف دمشق.

الاتحاد الروسي

في هذه الأثناء، صادق مجلس الاتحاد الروسي، أمس، على البروتوكول الملحق باتفاقية نشر مجموعات القوات الجوية الروسية في سورية والذي ينص على تغيير فترة نشر القوات من ما لا نهاية إلى 49 عاماً، مع التمديد التلقائي لـ25 عاماً إذا لم يعلن أحد الطرفين نيته وقف العمل بالاتفاقية، قبل عام على الأقل من موعد نهايتها.

وتسمح الاتفاقية، التي وقعتها موسكو ودمشق في 26 أغسطس 2015، لوحدات من القوات الجوية الروسية بالانتفاع المجاني بمطار حميميم ومنشآته وما يوافق الطرف السوري على تقديمه من قطع الأرض.

اقتتال إدلب

وفي تطور ميداني لافت، سيطرت حركة «أحرار الشام» على عدد من البلدات في ريفي حلب وإدلب بينها سرمدا والأتارب بعد اقتتال دامٍ مع «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) بدأ بخلاف حاد واستفزازات متبادلة بسبب رغبة كل طرف برفع رايته في مدينة إدلب.

ووفق مصدر في المعارضة، فإن المواجهات بين الفصيلين توسعت وامتدت إلى كل من منطقة جبل الزاوية ومدن سراقب والدانا، إضافة إلى منطقة بابسقا المتاخمة لمعبر باب الهوى.

وفي اليوم الأول، انتزعت «أحرار الشام» مدينة الأتارب بريف حلب الغربي ومواقعَ تابعةٍ للهيئة في كل من بلدات شنان وفركيا والمغارة ومعرزاف وحرش بنين في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الغربي، بالإضافة إلى السيطرة على مدينة سرمدا والدانا.

وأحصى المرصد مقتل 14 من الطرفين إلى جانب عشرات الجرحى والمعتقلين في «هذه الاشتباكات الأعنف والأوسع» بينهما، متحدثاً عن «معركة إنهاء وجود».

علم الثورة

وتأتي هذه المواجهات بين كبرى الفصائل على خلفية رفع «أحرار الشام» علم «الثورة السورية» في عدة بلدات وقرى بريف إدلب، الأمر الذي أغضب «تحرير الشام» فحركت بدورها أرتالها لاقتحام المناطق التي تسيطر عليها الحركة.

وأصدر الناطق الرسمي باسم «أحرار الشام» محمد أبو زيد بياناً اتهم فيه «الهيئة» باعتقال الشيخ محمد طاهر عتيق رئيس محكمة جبل الزاوية، ما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين.

ورد حسام أبو عمران مسؤول منطقة جبل الزاوية في الهيئة بأن المشاكل بدأت عقب رفع مجموعة من الحركة علم الثورة الذي تبنته أخيرا بجانب راية التوحيد في إحدى قرى إدلب، فحدثت مشادات كلامية وسرعان ما تطور الأمر، متهماً الحركة بالهجوم على منازل عناصر الهيئة في القرية.

عين دقنة

على جبهة أخرى، ذكر المرصد مقتل 15 على الأقل من الفصائل المدعومة من أنقرة خلال هجومها على قرية «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) المدعومة أميركياً في قرية عين دقنة الواقعة في ريف حلب الشمالي.

وأكد القيادي في «وحدات حماية الشعب» الكردية بروسك حسكة سحب تسع جثث لمقاتلين معارضين سيتم «تسليمها إلى الهلال الأحمر الكردي في عفرين تمهيداً لاستلامهم من قبل أهاليهم»، موضحاً أن المعارك المستمرة «بالسلاح الثقيل» حالت دون سحب جثث أخرى.

وفي الرقة، فخخ تنظيم «داعش» مواقع أثرية في مدينة الرصافة، التي يعود عمرها إلى أكثر من 1500 عام، قبل أن يستعيدها النظام بإسناد من الطيران الروسي.

وأوضح عبدالله فطار، أحد الموظفين في متحف المدينة، أنه استهدف أبواب المدينة، والقلعة، وكاتدرائية القديس سرجيوس، والكنيسة، وكذلك خزانات المياه القديمة، والجدران والأبراج.

وتعد الرصافة، التي دخلت التاريخ في العصر الروماني والبيزنطي واستمرت إلى العصر الإسلامي، مركزاً دينياً يقصده المسيحيون، قبل اندلاع الحرب. وتعد لؤلؤة بادية الشام، وتقع على بعد 30 كيلومترا من مدينة الرقة.