نظمت القوى والفصائل الفلسطينية «مسيرات غضب نصرة للمسجد الأقصى» في مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة أمس احتجاجاً على الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل أخيرا بشأن المسجد الواقع بمدينة القدس الشرقية، والتي تضمنت تركيب كاميرات وبوابات إلكترونية أمنية لتفتيش المصلين.وخرجت مسيرات في بيت لحم دعت إليها قوى وفصائل فلسطينية، وفي رام الله ومنطقة قلنديا نظمت حركة «فتح» مسيرتين ودعت لـ«النفير العام»، ودعت حركتا «الجهاد» و»حماس» إلى «التأهب وإعلان النفير العام للدفاع عن المسجد الأقصى، وتصعيد انتفاضة القدس» خلال مظاهرات حاشدة في غزة رفضا للعدوان الإسرائيلي على أولى القبلتين وثالث الحرمين عند المسلمين. وجاءت التظاهرات الغاضبة عشية مناوشات بين المصلين الذين رفضوا دخول المسجد عبر البوابات الإلكترونية التي أقامتها إسرائيل أخيرا وأقاموا الصلاة عند باب الأسباط. وأسفرت الاشتباكات التي اندلعت ليل الثلاثاء- الأربعاء بين جنود الإسرائيليين والفلسطينيين عن إصابة 34 بينهم حالة خطيرة.
وأصيب خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، برصاص مطاطي أطلقه جنود إسرائيليون، أثناء التعامل مع الاحتجاجات في محيط المسجد.
تحذير أردني
ودعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس إسرائيل الى إعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلين «فوراً ومن دون أي اعاقات»، محذر من أزمة يصعب تطويقها.وأكد الصفدي خلال اجتماعين منفصلين عقدهما مع سفراء المجموعة الأوروبية والدول الآسيوية في المملكة لـ»البحث في الأوضاع المتوترة في القدس»، ان «إنهاء التوتر الذي يهدد بأزمة سيكون من الصعب تطويقها هو في يد إسرائيل، التي عليها أن تقوم فورياً بفتح المسجد الأقصى كلياً ومن دون أي إعاقات».وأوضح الوزير في بيان ان «احترام اسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وإلغاء كل إجراءاتها التي تحاول فرض حقائق جديدة على الأرض في خرق لالتزاماتها القانونية والدولية بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، يشكل مفتاح استعادة الهدوء في الأماكن المقدسة».وأضاف أن «المملكة تريد وقف التوتر واستعادة الهدوء في القدس والحؤول دون تفاقم الأوضاع، وستستمر في العمل على تحقيق ذلك عبر جهودها المستهدفة إعادة فتح المسجد الأقصى المبارك أمام المصلين».وحذر الصفدي من ان «استمرار التوتر والتصعيد سيعمق اليأس، وسيزيد من فرص استغلال المتطرفين له لتصعيد الموقف وتهديد الأمن والاستقرار».ودعا الوزير المجتمع الدولي الى «تحمل مسؤولياته، والعمل على إنهاء الاحتقان» في الاقصى.في غضون ذلك، طالبت مصر إسرائيل بوقف العنف واحترام حرية العبادة والمقدسات الدينية وحق الشعب الفلسطيني في ممارسة شعائره الدينية في حرية وأمان.وحثت القاهرة إسرائيل على «عدم اتخاذ مزيد من الإجراءات التي من شأنها تأجيج الصراع واستثارة المشاعر الدينية وزيادة حالة الاحتقان بين أبناء الشعب الفلسطينيي بما يقوض فرص التوصل الى سلام عادل وشامل تأسيسا على حل الدولتين».تقييد إسرائيلي
في المقابل، صدق البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» بالقراءة التمهيدية أمس، على مشروع قانون يقيد أي انسحاب إسرائيلي من مدينة القدس الشرقية المحتلة التي يصر الفلسطينيون على أنها عاصمة دولتهم. وقالت القائمة العربية المشتركة إن «الكنيست» صدق بالقراءة التمهيدية بأغلبية 58 مقابل 48 عضوا، على مقترح تعديل قانون «القدس عاصمة إسرائيل»، الذي يهدف إلى «عرقلة وتقييد أي قرار مستقبلي قد ينص على تغيير السيادة الإسرائيلية الاحتلالية على مدينة القدس».وأضافت: «ينص مشروع القانون الذي قدمته عضو الكنيست من حزب البيت اليهودي اليميني شولي موعاليم، على أن القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي ودولة إسرائيل، ولا يمكن لأي جسم أن يتخلى عن القدس عاصمة لإسرائيل إلا بأغلبية 80 عضو كنيست». ويبلغ عدد أعضاء الكنيست 120 عضوا.