ماكرون يدفع رئيس أركان الجيش للاستقالة
الرئيس الفرنسي يَعْبر أول أزمة كبيرة في عهده بخسائر متوسطة
بعد خلاف مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول اقتطاعات في ميزانية الدفاع، وقبل لقاء كان مقرراً بينهما غداً، أعلن رئيس أركان الجيوش الفرنسية بيار دو فيلييه، أمس، استقالته من منصبه، في قرار غير مسبوق يشكل أول أزمة كبيرة لولاية الرئيس.وقال الجنرال دو فيلييه (60 عاماً)، في بيان: «في الظروف الحالية، لا أعتقد أنني قادر على الحفاظ على استمرارية نموذج الجيش الذي أؤمن به، لضمان حماية فرنسا والفرنسيين».وعيّن ماكرون، في رئاسة الأركان، الجنرال فرنسوا لوكوانتر، المستشار العسكري لرئيس الوزراء إدوار فيليب، والذي ترأس سابقاً بعثة الاتحاد الأوروبي للتدريب العسكري في مالي عام 2013، وخدم أيضاً في رواندا والبوسنة.
وبدأت الأزمة بين ماكرون ودو فيلييه، بسبب اقتطاعات بـ850 مليون يورو من ميزانية الجيش للعام الحالي، في إطار تقشف شامل بموازنة الدولة. وانتقد دو فيلييه هذه الاقتطاعات، خلال لقاء لجنة الدفاع البرلمانية، ونُقِل عنه استخدام كلمة بذيئة. وعشية العيد الوطني في 14 يوليو، أكد ماكرون أنه لن يسمح للجيش بالتدخل. وبعد أن كتب رئيس الأركان على «فيسبوك» أنه «لا أحد يستحق أن نتبعه مغمضي الأعين»، رد الرئيس الشاب في مقابلة صحافية بأنه «إذا حصل خلاف بين الرئيس ورئيس أركانه، فإنه على رئيس الأركان أن يرحل».وتوالت ردود الفعل السياسية بعد إعلان استقالة دو فيلييه، في داخل المعارضة من اليمين واليسار، إلا أنه بدا أن الرئيس الشاب الذي يسيطر على أغلبية كبيرة في الجمعية الوطنية، ويمسك الحكومة بيد من حديد، قد خرج من أول أزمة كبيرة في عهده بخسائر متوسطة.وكتب النائب من حزب الجمهوريين اليميني المحافظ داميان أباد، العضو في لجنة الدفاع: «مبالغة ماكرون في فرض سلطته أدت إلى استقالة رئيس الأركان»، مضيفاً: «إنه نبأ سيئ لجيوشنا».وبينما علق النائب عن «الجمهوريين» برنار أكويي، الذي ترأس الجمعية الوطنية بين عامي 2007 و2012، على الاستقالة، قائلاً، إن ماكرون تجاهل مبدأ الفصل بين السلطات، توقّع وزير الدفاع السابق هيرفي مورين «عواقب خطيرة للخطأ الفادح الذي ارتكبه الرئيس».وفي حين انتقد حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتشدد القرار على لسان زعيمته النائبة مارين لوبن، والقيادي جيرار كولار، قال النائب فرنسوا كورنو جانتي، المتخصص في مسائل الدفاع، في بيان: «المسألة ليست معرفة من هو القائد، بل إذا كانت السبل العملانية متوافقة مع الأهداف السياسية»، مضيفاً أن الاستقالة «قرار شجاع ومفيد، خصوصاً أنه سيتيح فتح النقاش حول تمويل جيوشنا».