«المشلح والدقلة والزبون».. ملابس ارتداها الرجال في الكويت قديماً

غالباً ما كانت تدل على المكانة الاجتماعية

نشر في 20-07-2017 | 10:05
آخر تحديث 20-07-2017 | 10:05
المشلح والدقلة والزبون أسماء لملابس ارتداها الرجال في الكويت وشبه الجزيرة العربية قديما في المناسبات الاجتماعية المختلفة وغالبا ما كانت تدل على المكانة الاجتماعية كما كان فرسان البادية وشيوخها يرتدون المزوية تعبيرا عن الشجاعة والهيبة والوجاهة.

ولعل أبرز ما ميز تلك الملابس آنذاك أنها كانت ذات طابع واحد في دول الخليج وإن اختلفت المسميات أو انفرد مجتمع عن آخر ببعض التفاصيل الصغيرة للباس فالدقلة على سبيل المثال انتشرت في الكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين وقطر وهكذا على امتداد شبه الجزيرة العربية التي يرتبط أبناؤها ولا يزالون بروابط الدم والدين والعادات والتقاليد.

أما المشلح فهو زي المعاريس وكبار القوم من الوجهاء والأثرياء حيث يرتفع سعره مقارنة ببقية الأزياء الرجالية وهو عبارة عن ثوب رجالي خفيف دون ياقة وله أكمام طويلة واسعة تأخذ شكل المثلث ويتم ارتداؤه عادة في فصل الصيف وتطرز أطرافه بخيط البريسم أي حرير الابريسم.

وكان المشلح يتميز بارتفاع سعره مقارنة بباقي الملابس الرجالية فأصبح دليلا على المكانة الاجتماعية لمرتديه الذين هم في العادة من الوجهاء وكبار الشخصيات إلى جانب تألق المعرس وخصوصا من الأثرياء بارتداء المشلح في ليلة الزفاف.

في السياق قالت الباحثة في التراث الكويتي غنيمة الفهد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن من الملابس التي كان يرتديها الرجل الكويتي قديما الشلاح وهو عبارة عن زي فضفاض وله أكمام واسعة جدا ويخاط من قماش البولين البارد أو الململ ويلبس الشلاح عادة في فصل الصيف للتخفيف من حرارة الجو.

وأوضحت الفهد أن الزبون نوع من المعاطف المزركشة يمتد طوله إلى الركبتين وكان يلبس فوق الدشداشة بحيث يلف حول البطن الجهة اليمنى أولا ثم الجهة اليسرى ويثبت بواسطة حزام يلف على الخصر.

وأضافت أن قماش الزبون كان يجلب من الهند وهو يلبس صيفا وشتاء مشيرة إلى أن ارتداء الزبون كان يضفي هيبة ومكانة للرجل قديما.

أما الدقلة فكما جاء وصفها في القاموس الحر للمعاني فهي رداء طويل مفتوح من الأمام ويغلق عند فتحة الرقبة بأزرار كما يتميز بوجود فتحتين من الجانبين تبدآن من مستوى الركبتين إلى الأسفل ويخاط عادة من الأقمشة الصوفية.

وتتميز الدقلة بنمط تراثي في التصميم لذلك كان رجال الخليج يتألقون في ارتدائها خصوصا في المناسبات الاجتماعية والوطنية وفي الأعياد حيث تسهل الحركة بها من جهة إلى جانب انخفاض تكلفتها مقارنة بالمشلح.

وفضلا عن ذلك اشتهر الرجال بارتداء المزوية وهي أحد أنواع العباءات التي كان يلبسها الفرسان وشيوخ القبائل وعادة ما تكون سوداء اللون وهي أقرب في شكلها إلى البشت المتعارف عليه وهي تحاك من وبر الإبل الناعم وصوف الأغنام.

ولعل من أبرز من عمل في حرفة خياطة الملابس الرجالية القديمة عائلة البحراني التي اشتهرت بتلك المهنة حتى أصبحوا يلقبون باسم الخياط.

ومن أشهر الخياطين كان المرحوم ملا علي الخياط الذي عرف بخياطة الزبون لكبار رجالات الكويت والشيوخ وتطريزه بخيوط الحرير "البريسم" حيث كانت أجرة الخياطة آنذاك تتراوح بين آنتين إلى أربع آنات.

back to top