مصر| الأزهر يواجه فوضى الفتاوى بـ «أكشاك المترو»
142 مواطناً لجأوا إليها خلال أول يوم... ومعظم الأسئلة بشأن الربا
بعد نجاح تجربة الإذاعة الداخلية الموجودة داخل محطات مترو الأنفاق في القاهرة، منذ بداية شهر رمضان الماضي، في تقديم رسائل توعية دينية، بدأت لجنة الفتوى التابعة للأزهر الشريف، أمس الأول، عملها في أكشاك أقيم أول واحد منها داخل محطة مترو «الشهداء» (وسط العاصمة)، في إطار البروتوكول الذي تم توقيعه بين هيئة مترو الأنفاق ومجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر.وتمارس اللجنة مهامها بشكل يومي على مدار فترتين، تبدأ الأولى في التاسعة صباحاً حتى الثانية ظهراً، والفترة الثانية من الساعة الثانية ظهراً حتى الثامنة مساءً، وتعتبر تجربة أولية لتلبية احتياجات المواطنين المعرفية، والإجابة عن تساؤلاتهم، في محاولة لمواجهة فوضى الفتاوى، خصوصا الفتاوى المضللة، وهو ما استقبله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالترحيب.بدورها، ذهبت «الجريدة» إلى مقر لجنة الفتوى بـ«الشهداء»، ورصدت توافد عدد لا بأس به من المواطنين يطلبون رداً على تساؤلاتهم، وسط ترحيب من شيوخ الأزهر المنتدبين للعمل في هذه الأكشاك، حيث أشاد أحد رواد المترو بالفكرة وقال إنها ستوفر الكثير من الجهد وعناء الذهاب إلى مقر «دار الإفتاء».
فيما قال المشرف على مكتب الفتاوى في المترو، سيد توفيق، لـ«الجريدة» إن معظم المترددين على كشك الفتوى ينتمون إلى فئة الشباب، بينما تصدرت قائمة الأسئلة موضوعات لها علاقة بالمعاملات البنكية والقروض والفوائد الربوية.إلى ذلك، أشار المتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة لمترو الأنفاق، أحمد عبدالهادي، إلى نجاح التجربة، وإقبال المواطنين عليها، حيث طلب الفتوى من خلال هذه الأكشاك 142 شخصاً خلال أول يوم من تطبيق الفكرة، لافتاً إلى إبداء الجميع رضاهم عن الفكرة.وتابع عبدالهادي في تصريح لـ«الجريدة»: «الفكرة تُسهِّل على المواطن الحصول على إجابة واضحة عن تساؤلاته من مصدر موثوق هو علماء الأزهر، وبالتالي يوفر على طالبي الفتوى عناء الذهاب إلى دار الإفتاء.من جانبه، أوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية، محمد الشحات الجندي، أن اختيار الواعظين يقوم على أصحاب الفكر الأزهري الوسطي، لكونهم قادرين على مواجهة التشدد والفكر المتطرف في لقاءات تتلاحم مع الفئات الاجتماعية المختلفة وخاصة الشعبية، من دون الاكتفاء بالاعتماد على الوعظ من خلال منابر المساجد فقط.على النقيض، قال الكاتب اليساري مدحت الزاهد، إن هذه الفكرة ليست الحل الأمثل لمواجهة الفكر المتطرف، موضحاً أنه يجب الأخذ في الاعتبار العلوم الإنسانية المعاصرة التي يجب أن تُدرس في الأزهر نفسه، وأن الفتاوى المتشددة والمتطرفة لا يمكن مواجهتها فقط بـ«فتوى وسطية».