مصر| العريش: تصفية 40 إرهابياً وسقوط 8 مدنيين
• الأمن يعيد انتشاره في محيط «الوراق»... واشنطن تغضب مصر بمنع السفر إليها
حذرت الخارجية الأميركية رعاياها من السفر إلى مصر، أمس الأول، لما اعتبرته «مخاوف من عمليات إرهابية محتملة»، بينما تسلمت القاهرة أمس الأول 3 مقاتلات من طراز «كا 52» روسية الصنع، ضمن صفقة تعاقدت عليها مع روسيا، لتسليح حاملتي الطائرات «ميسترال»، في حين لقي 8 مدنيين مصرعهم في انفجار «مفخخة» بمدينة العريش.
بينما يواصل الجيش تنفيذ حملة على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة الفلسطيني، لتطهيره من العناصر الإرهابية، علمت «الجريدة» من مصدر أمني أن الحملة ضد عناصر «أنصار بيت المقدس»، الفرع المصري لتنظيم داعش، أسفرت على مدى اليومين الماضيين عن قتل نحو 40 إرهابيا مسلحا، وتدمير مخازن متفجرات، «وقد تمتد أياما لحين تطهير مناطق مزارع المسمى وجهاد أبوطبل والدهيشة من الإرهاب».في المقابل، قضى 8 مدنيين في العريش، وأصيب 4، أثناء محاولة اقتحام سيارة مفخخة يقودها انتحاري حاول استهداف حاجز المحاجر الأمني على الطريق الدائري، جنوب مدينة العريش، أمس، وبمجرد بدء المحاولة بادرت القوات بإطلاق النار، ما أدى إلى تفجير المفخخة وقتل الانتحاري.وقال شهود عيان: «أثناء انفجار السيارة تصادف وصول 3 سيارات يستقلها 12 مدنيا، ما أسفر عن مقتل 4 رجال وسيدتين وطفلين، تحولت أجسادهم إلى أشلاء، وإصابة 4 بشظايا وجروح متفرقة».
وفي تطور جديد ربما يلقي بظلاله على الأوضاع الأمنية، حذرت وزارة الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين من مخاطر السفر إلى مصر، لما وصفته بـ«وجود تهديدات إرهابية من جماعات العنف». وقالت الخارجية الأميركية، في بيان نشرته السفارة الأميركية بالقاهرة، أمس الأول، إن الإرهابيين مازالوا يهددون الأقليات الدينية في مصر، ويهاجمون المواقع والأشخاص المرتبطين بالكنيسة القبطية، ويمكن أن تحدث هجمات إرهابية في أي مكان بالبلد، بما في ذلك المناطق الحيوية، ووصف البيان سيناء بأنها «منطقة خطرة بشكل خاص».وذكرت الخبيرة في الشؤون الأميركية أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة نورهان الشيخ أن البيان لا معنى له، فمصر دولة مستقرة، وهذه التحذيرات تخص بلدان غير مستقرة، وتعاني حروبا واضطرابات داخلية.بدورها، وبتكليف من وزير الخارجية سامح شكري، نقلت السفارة المصرية في واشنطن إلى وزارة الخارجية الأميركية رسالة استياء من الصياغة الجديدة لإرشادات السفر إلى مصر، وأكد الناطق باسم الخارجية أحمد أبوزيد أنه «لا يوجد تحذير من وزارة الخارجية الأميركية بمنع المواطنين الأميركيين من زيارة مصر، وهذه الإرشادات خاصة بأعضاء البعثات الدبلوماسية الأميركية في مصر».في السياق، استمرت الخارجية الأميركية في إدراج «الجماعة الإسلامية» المصرية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، في التقرير السنوي بشأن الإرهاب، الذي ضم نحو 70 منظمة، وأشار التقرير إلى أن أميركا صنفت الجماعة الإسلامية باعتبارها إرهابية منذ أكتوبر 1997.
«كا 52»
في سياق آخر، وفي إطار الاستراتيجية التي تتبعها مصر لتنويع مصادر التسليح، تسلمت القاهرة أول 3 مقاتلات عسكرية روسية الصنع طراز «كا52- ك»، أمس، ضمن صفقة تتضمن حصول مصر على 46 طائرة من ذات الطراز، تم توقيعها عام 2015.وقال مصدر مطلع، لـ«الجريدة»، «من المقرر الاستعانة بهذه المقاتلات في تسليح حاملتي الطائرات ميسترال»، مبينا أن الاتفاق مع الجانب الروسي تضمن تدريب الطيارين المصريين على قيادة الطائرة.وأشار المصدر إلى أن المقاتلة الجديدة نسخة مطورة من مروحية «كا-50» (القرش الأسود)، وتستخدم لتدمير الأهداف الأرضية، مثل الدبابات والعربات المدرعة وغير المدرعة، والأهداف الجوية.وقال الخبير العسكري اللواء جمال مظلوم، لـ«الجريدة»، إن المقاتلات الجديدة ستستخدم في مجالات مكافحة الإرهاب، حيث يمكنها تنفيذ هجمات خارجية لضرب بؤر إرهابية في ليبيا.العفو الرابع
على صعيد آخر، قال أمين سر لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان عضو لجنة العفو الرئاسي طارق الخولي إن اللجنة تعمل الآن على إعداد قائمة العفو الرابعة، المتوقع إصدارها في أقرب وقت.وأضاف الخولي، لـ»الجريدة»، «اللجنة لا يمكنها التنبؤ بالأسماء التي قد يشملها العفو في قائمته الجديدة، لأن عملها يقتصر على إرسال أسماء، ثم تقوم الجهات المختصة بدراستها».وعن المعايير التي يتم على أساسها العفو، بين انها تتمثل في عدم الاشتراك في أعمال عنف، أو الانضمام لتنظيم إرهابي، لافتا إلى أن اللجنة مازالت تتلقى أسماء مطلوب الإفراج عنها، سواء من أعضاء اللجنة أو من المجلس القومي لحقوق الإنسان أو النقابات أو الأحزاب أو المواطنين. حكوميا، عقد مجلس الوزراء اجتماعه الأسبوعي، أمس، برئاسة شريف إسماعيل، وجرى خلاله بحث عدد من الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، إضافة إلى تقارير متعلقة بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين.وتطرق الاجتماع إلى بحث ومناقشة الإجراءات الوزارية التي سيتم اتخاذها بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، فيما يتعلق بضرورة العمل على الحد من آثار التضخم، عبر تفعيل دور الأجهزة الرقابية ومنع الممارسات الاحتكارية، واستعراض جهود استعادة أراضي الدولة المعتدى عليها، ووضع ضوابط صارمة لمنع تكرار حدوث تعديات مستقبلا.من جهتها، أعادت قوات الأمن انتشارها في محيط جزيرة «الوراق»، التي شهدت اشتباكات بين الأهالي وقوات الأمن، على خلفية محاولة القوات تنفيذ إزالات للمباني المخالفة.