أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس، أن "مطالب الدول الأربع المقاطعة لقطر تندرج ضمن السياسات الدولية في مكافحة الإرهاب"، مشدداً في مؤتمر صحافي مع نظيره البلجيكي في بروكسل على أن الدول الأربع تريد من الدوحة "وقف دعم الإرهابيين وإيوائهم والتحريض".وقال الجبير، إن "سياستنا هي صفر تسامح مع الإرهاب ومصادر تمويله"، وذكر، أن "قطر تسمح لوسائل إعلامها بنشر خطاب الكراهية والتحريض"، لكنه أمل "أن تسود الحكمة قطر وتلبي مطالب وقف دعم الإرهاب".
ولفت الوزير السعودي إلى أن مباحثاته مع نظيره البلجيكي تطرقت إلى "مواصلة إيران محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، ودعم طهران الإرهابيين".وأشار إلى أن الرياض "استضافت مؤتمر القمة الإسلامية الأميركية لمكافحة الإرهاب بمشاركة 50 دولة". من ناحيته، قال الوزير البلجيكي ديدييه رينديرز، إن بلاده تؤيد الوساطة الكويتية لحل الأزمة.
المعلمي
وبعد تأويل تصريحاته خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مندوبو الدول الأربع في الأمم المتحدة في نيويورك، وتفسيرها على أنها استبدال مطالب الدول الأربع من قطر بالمبادئ الستة، التي أعلن عنها وزراء خارجية الرباعي في آخر اجتماع لهم في القاهرة أوائل الشهر الجاري، أوضح عبدالله المعلمي مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، أنه "على قطر تنفيذ كل المطالب التي قدمت لها من الدول الأربع"، مضيفاً أن "ما يهم الآن هو الالتزام بالمبادئ الستة الصادرة عن الدول الأربع عقب اجتماعهم في القاهرة".وأضاف أن الدوحة تحاول الاستقواء بالجهات الأجنبية، مردفاً: "لن تقوم لها قائمة وهي تستقوي بالخارج". وأشار إلى أن "قطر ليست محاصرة وهي تهول الأمور أكثر من اللازم"، متابعاً: "سنذهب إلى المحافل الدولية بما فيها مجلس الأمن إذا لم تستجب الدوحة".في موازاة ذلك، قال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، إن حل "أزمة قطر" خليجي، وإن الدول المقاطعة تبحث عن "الحكمة لا المكابرة".وأضاف في سلسلة "تغريدات" عبر "تويتر"، أمس، "تمر كل أزمة بضبابية، مقصودة وغير مقصودة، فالمناورة والاعتماد على حل خارجي وتمييع المفاهيم سراب، ويبقى أساس الأزمة حياً وملخصه تغيير التوجه".وأوضح: "في أزمة قطر الممتدة الرهان على الحل الخارجي ينحسر، وهو رهان واهم ينتقص ويهمش ضرر قطر على جيرانها، والتطاول والمناورة لا تمثل استراتيجية".وتابع أن "الخوف أن قطر التي انزلقت سياستها من التوسط بين الأطراف إلى تمويل ودعم التطرف ستنزلق مجدداً عبر البوابة الخارجية، أوهام السيادة صعبة التصديق".وبين أنه "وفي ظل إدراك المجتمع الدولي بأن حل مأزق قطر خليجي، نبحث عن الحكمة لا المكابرة، كبير من يقول أخطأت بحقكم ومصلحتي ووجداني ضمن البيت الخليجي".وتابع أن "الحكمة أن تدرك الدوحة بأن الحل خليجي ومفتاحه السعودية، المناورة والمكابرة والاستقواء بالحزبي والأجنبي درب الزلق الذي لا نتمناه للدوحة".في أول تعليق قطري على تأكيد الدول الأربع التمسك بـ"المبادئ الـ6" التي تشمل محاربة والإرهاب والتطرف وتم الإعلان عنها في القاهرة 5 يوليو الجاري، ومدى استعداد الدوحة القبول بها، قال السفير القطري في واشنطن مشعل بن حمد آل ثاني، إن بلاده: "أظهرت منذ البداية مواقف بناءة تجاه حل الأزمة".وأضاف: "طلبنا عدة مرات عقد اجتماعات للجلوس معاً وعرض الأدلة الموجودة. الآن الأمر بات بيد الدول المشاركة بالحصار، التي عليها أن تقرر وتجلس إلى الطاولة لحل الأزمة، التي تضر بالجميع وخصوصاً بجهود الحرب على الإرهاب".ورفض آل ثاني الربط بين مذكرة محاربة الإرهاب التي وقعتها الدوحة مع واشنطن أخيرا وبين المطالب الموجهة لقطر من الدول المشاركة بالمقاطعة قائلاً: "علينا أن نتعامل مع هذه القضية بشكل مختلف، الاتفاقية الموقعة في قطر تتعلق بدعم جهود أميركا لمحاربة الإرهاب وهذا هو فحواها، أما بالنسبة للقضايا المرتبطة بالأزمة الحالية فأنا أؤمن بأن موقفنا واضح للغاية وجاء على لسان وزير خارجيتنا عندما قال، إننا دولة عقلانية ونحن ننخرط في جميع الجهود بشكل بنّاء".في غضون ذلك، اعتبرت مندوبة قطر في الأمم المتحدة علياء أحمد بن سيف أن "الإجراءات أحادية الجانب ضد قطر حصار غير قانوني ينتهك ميثاق الأمم المتحدة".وطالبت في تصريحات بإلغاء إجراءات الدول المقاطعة أولاً قبل البدء في حوار جاد لحل الأزمة الخليجية، مؤكدة أن قطر لا تقبل إملاءات أو شروطاً.وقالت مندوبة قطر، إن الأرضية القانونية ممهدة أمام الدبلوماسية القطرية لرفع القضية بأكملها إلى الأمم المتحدة إذا استدعت الحاجة إلى ذلك. وأضافت أن "أجهزة الأمم المتحدة مطلعة على تفاصيل الانتهاكات المترتبة عن الحصار غير القانوني والجائر".في غضون ذلك، أوضح نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش في تصريحات مساء أمس الأول أن الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي يعتزم القيام بجولة خليجية تشمل الكويت والسعودية وقطر، الأحد والاثنين المقبلين، سيحاول المساعدة في تسوية الأزمة التي اعتبر أنها "ليست عصية على الحل" عبر الاستماع لمواقف الأطراف وتقريب وجهات النظر.وطالب المسؤول التركي الإمارات بأن تبدي "موقفاً لمصلحة السلام والتسوية، وهذا من مصلحتها أيضاً وإلا فكل صراع يلد صراعاً ولا يعلم أحد كيف تكون النتيجة".وقال قورتولموش، إن بلاده ليس لديها خطط لإغلاق قاعدتها العسكرية في قطر، مضيفاً أنها لا تستهدف أحداً من جيران الدوحة.وذكر أن أنقرة والدوحة تعتزمان إجراء تدريبات عسكرية في الأيام المقبلة وأن قوات أميركية ربما تشارك في المناورات.مساعٍ صينية
في هذه الأثناء، أكد وزير خارجية الصين وانغ يي عزم بلاده على القيام بدور بناء حيال الأزمة الخليجية معربا عن ثقته بدول مجلس التعاون الخليجي لحل الخلاف لما تتمتع به من حكمة وحنكة.وجاء ذلك في اجتماع وانغ مع وزير الدولة الإماراتي سلطان الجابر في العاصمة الصينية بكين أمس الأول.وشدد وانغ على "تأييد الصين حل الأزمة بالطرق الدبلوماسية والسياسية في إطار مجلس التعاون الخليجي في أسرع وقت ممكن وعبر الحوار المرن".وأكد وانغ أهمية التوصل إلى اتفاق بالاجماع فيما بين دول المجلس على أولوية التصدي للإرهاب بكل أنماطه.