«أصيلة»... والظاهرة الإرهابية!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ولعل ما يجب أن يُؤْخذ بعين الاعتبار أن القضاء على "داعش"، الذي ثبت أن بروزه على هذا النحو في الصراع المحتدم في سورية منذ عام 2011 كان بالتعاون مع نظام بشار الأسد وإيران، وبتواطؤ من روسيا، لن يكون بالمزيد من الانتصارات العسكرية كانتصار الموصل الأخير، فالأخطر أن هذا التنظيم قد تحول إلى "فكرة"، وإلى معتقدات سياسية تستند، وهذا هو الأخطر والأصعب، إلى "تشوهات" في فهم الدين الإسلامي الذي حرَّم قتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وهنا تكمن المشكلة، إذ إنَّ بعضهم أعطوا لأنفسهم الحق بتفسير هذا "الحق" إلى الذهاب بعيداً والسماح للمتطرفين الجهلة بفعل هذا الذي يفعلونه في العديد من الدول الغربية، وفي معظم الدول الإسلامية.وهكذا فإن التمادي في هذا الفهم، لا بل في هذه المفاهيم الخاطئة للدين الإسلامي، قد دفع العديد من التنظيمات التي توصف بأنها الأكثر تطرفاً إلى الاتّكاء على ما كان قاله أبو الأعلى المودودي وسيِّد قطب وغيرهما، لا إلى "الهجرة" فقط، بل إلى تكفير العديد من مجتمعات الدول الإسلامية، وهذا ما فعلته بعض أجنحة "القاعدة"، وما تفعله بعض أجنحة "داعش"، وما يفعله الذين يحتضنون ظاهرة ما يسمى "الذئاب المنفردة" التي غدت مستشرية ومتغلغلة في العديد من المجتمعات الإسلامية، في الكثير من الدول الغربية والأوروبية.وهنا، فقد تمت الإشارة في ندوات "أصيلة" بهذا الخصوص إلى أن ما يثير العديد من التساؤلات بهذا الخصوص، هو أنَّ كل هذه التنظيمات العُنْفية والمتطرفة والإرهابية، التي بدأت بـ "نظام" الإخوان المسلمين، الذي ارتكب العديد من جرائم الاغتيالات وبخاصة في مصر، والتي انتهت بـ"القاعدة" و"داعش" و"النُّصرة" لم تستهدف المحتلين الإسرائيليين لفلسطين بعملية واحدة، وحقيقة أنَّ هذا يثير العديد من الأسئلة والتساؤلات ويعزز الشكوك المُحقة حتى بـ "الإخوان المسلمين" الذين لم يلتحقوا بفصائل المقاومة الفلسطينية من خلال "حماس"، التي وضعت نصب عينيها تدمير منظمة التحرير والقضاء على "فتح" وإفشال السلطة الوطنية، إلا بعد اثنين وعشرين عاماً من انطلاق ظاهرة الكفاح الفلسطيني المسلح، الذي كان انطلق في عام 1965.