يعاني معظم مَن يواجهون تحديات مستمرة في اختلاطهم اجتماعياً بالمحيطين بهم القلق غالباً، وتراجع تقدير الذات، والإحساس بالنقص، والتشكيك في الذات. نتيجة لذلك، يشعر مَن يتخبط مع الغرابة الاجتماعية بأنه لا يعلم مطلقاً ما «المناسب» ليقوله، ومتى عليه قوله، وكيفية قوله، ومتى يجب الكفّ عن الكلام، والطريقة المناسبة لمشاركة الآخرين في الأحاديث. كذلك يتساءل مَن يعانون الغرابة الاجتماعية باستمرار عن نظرة المحيطين بهم إليهم: هل يعتبرونهم غريبي الأطوار وخارجين عن المألوف؟

Ad

مشكلة منتشرة

صحيح أن الخجل يؤثر في الناس بطرائق مختلفة، إلا أن الغرابة الاجتماعية تظلّ إحدى المشاكل الأكثر انتشاراً. على غرار الخجل، تتخذ الغرابة الاجتماعية أشكالاً عدة وتأتي بدرجات متفاوتة.

يتراوح الانزعاج الحاد في بعض الأوضاع الاجتماعية بين تفادي النظر إلى العينين خلال الحوار، وبين تجنّب الناس والأوضاع الاجتماعية بالكامل. وهكذا يؤثر الخجل والانطواء على الذات في طريقة تعاطينا مع الآخرين، فضلاً عن خياراتنا في الحياة. فمن الممكن لإخفاقنا في التفاعل مع المحيطين بنا بفاعلية أن يحدّ من فرصنا الشخصية والمهنية.

إشارات

تشمل أبرز الإشارات إلى الغرابة الاجتماعية:

قلق وخوف حادان خلال أوضاع اجتماعية معينة.

فشل في تمييز الأعراف الاجتماعية وفهمها.

محاولة الناس باستمرار تجنبك والسخرية منك.

غياب الروابط المهمة مع الآخرين.

إخفاق في المشاركة {بانسياب وسلاسة} في المحادثات.

تفادي اللقاءات أو الأوضاع التي يكون فيها الاختلاط مع الآخرين متوقعاً أو ضرورياً.

سعي الآخرين إلى تجنبك عندما تجتمعون معاً.

خوضك حوارات غير منطقية أو محيّرة، كعجزك عن التوقف عن الكلام.

محاولة الآخرين تقليد سلوكك أو الاستهزاء به بقسوة.

هوسك بكل كلمة تخرج من فمك.

تفوهك باستمرار بتعليقات غير ملائمة أو محرجة، مثلاً: تقول دوماً أموراً تندم عليها.

شعورك بأن المحيطين بك يحكمون عليك خلال المحادثات.

نصائح للتغلب عليها

• انظر إلى عينَي مَن تحاوره واستمر في ذلك.

• مارس مهاراتك الاجتماعية، خصوصاً مع أفراد العائلة.

• تعلّم كيفية تحديد الإشارات الاجتماعية بالطريقة الصحيحة.

• نظِّم كلامك أثناء الحوار. وإذا شعرتَ بأنك تتحدث بسرعة أو تكثر الكلام، فاختصر.

• أكثر من الابتسام.

• حاول أن تتفادى ردود الفعل المقتضبة بإفراط.

في الختام، إن كنت تعاني الغرابة الاجتماعية، تشمل الخطوات الأكثر أهمية التي عليك اتخاذها تنمية الثقة الاجتماعية. ولكن قبل أن تتمكّن من بناء هذه الثقة، عليك أن تفهم الأعراف الاجتماعية الأساسية. فتمييز هذه الأعراف، وفهمها، وتطبيقها تساعدك في تعديل سلوكك الاجتماعي أثناء التعاطي مع الناس والأوضاع على حد سواء، ما يحدّ بالتالي من شعورك بالقلق والإحراج في الأوضاع الاجتماعية المختلفة.