اندلعت مواجهات عنيفة مساء أمس الأول في مدينة الحسيمة، بمنطقة الريف شمال المغرب، التي تسكنها أغلبية أمازيغية، وشهدت حركات تمرد عبر التاريخ.

وتحدى مئات المناصرين لحراك الريف» قرار السلطات عدم السماح بتنظيم أي مسيرات، وخرجوا أمس الأول من أجل المطالبة بالإفراج عن رفاقهم المعتقلين بتهمة «المساس بالأمن الداخلي للدولة»، وعلى رأسهم زعيم «الحراك» ناصر الزفزافي الموقوف منذ نهاية مايو.

Ad

وشهدت الحسيمة والبلدات المجاورة لها صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، ولجأت إلى القوة لمنع المسيرة الكبيرة المقررة منذ فترة طويلة رغم قرار الحظر الصادر في 17 يوليو.

ووفق السلطات المحلية في الحسيمة، فإن مجموعة من الملثمين عمدت إلى استفزاز القوات الأمنية ومهاجمتها بالحجارة، ما أدى إلى إصابة 72 عنصراً بجروح متفاوتة الخطورة، وتم تخريب وإحراق سيارتين تابعتين للأمن، بالإضافة إلى إصابة 11 متظاهراً نتيجة استعمال الغازات المسيلة للدموع، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة. ونقلت وكالة أنباء المغرب عن سلطات الحسيمة أن متظاهرا أصيب بجروح في الرأس "بسبب رشق حجارة"، إذ دخل في غيبوبة وسينقل الى الرباط في مروحية، موضحة انها فتحت تحقيقا "لمعرفة ملابسات هذا الحادث".

وتمكن المحتجون من التظاهر بشكل متقطع في حي سيدي عابد بالقرب من الساحة المركزية في المدينة، لكن قوات الأمن تصدت لهم بسرعة. وهتف المتظاهرون: «يحيا الريف! يحيا الزفزافي!».

وتمت الدعوة إلى هذه التظاهرة، التي أطلق عليها منظموها اسم «المسيرة المليونية» من إجل ادانة تهميش المنطقة، منذ فترة طويلة، لكن بعد توقيف الزفزافي وأكثر من 150 من رفاقه أصبح المطلب الرئيسي الإفراج عنهم.

وعلى وقع سلسلة اعتقالات شملت 10 ناشطين، أعلنت نيابة الحسيمة فتح تحقيق مع الحميد المهداوي، وهو رئيس موقع إلكتروني إخباري محلي اتهمته السلطات بأنه دعا أشخاصاً إلى «المشاركة في تظاهرة محظورة، والمساهمة في تنظيمها».

وعلى امتداد ثمانية أشهر تشهد المنطقة الجبلية الناطقة بالأمازيغية في شمال المغرب تظاهرات سلمية شبه يومية في مدينة الحسيمة وبلدة أمزورين المجاورة، للمطالبة بالتنمية في منطقة الريف، التي يعتبرون أنها مهمشة ومهملة اقتصادياً واجتماعياً من السلطات.