لبنان: «حزب الله» يبدأ «حرب الجرود» والجيش يتأهب

• سقوط قتلى من الحزب... و«النصرة» تخلي مواقع
• النازحون السوريون يرفعون أعلاماً لبنانية

نشر في 22-07-2017
آخر تحديث 22-07-2017 | 00:02
آلية للجيش تمر أمام سيارات تابعة لوسائل إعلام على مدخل عرسال أمس (رويترز)
آلية للجيش تمر أمام سيارات تابعة لوسائل إعلام على مدخل عرسال أمس (رويترز)
أطلق "حزب الله"، مدعوماً بطيران النظام السوري، عملية عسكرية في جرود بلدة عرسال شمال شرق لبنان، هدفها طرد المسلحين السوريين المتحصنين في الجبال الوعرة، وهي معركة تأجلت أكثر من مرة، بسبب وجود حساسية طائفية وسياسية.
بعد طول انتظار وتحضير امتد أسابيع، انطلقت، فجر أمس، عملية تحرير جرود عرسال وفليطة في السلسلة الشرقية للبنان من التنظيمات الإرهابية. وبدأ «حزب الله» والجيش السوري عند الساعة الخامسة العملية العسكرية البرية بهدف السيطرة على جرود عرسال ورأس بعلبك، إضافة إلى جرود القلمون السورية التي لا تزال تحت سيطرة عناصر جبهة «النصرة» وتنظيم «داعش».

العملية التي بدأت بعد تمهيد ناري غير مسبوق من حيث كثافة النيران، وبغطاء جوي من الطيران التابع للنظام السوري، هدفت في الساعات الأولى إلى التقدم باتجاه بعض النقاط الخالية في جرود فليطة، حيث سيطر مقاتلو الحزب على عدد من التلال، وذلك بهدف الوصول إلى المسافة صفر بينهم وبين مسلحي «النصرة».

وقالت مصادر ميدانية إن «الهدف الأساسي للمعركة هو فصل بلدة عرسال عن الجرود اللبنانية السورية، بهدف منع النصرة من الهروب إلى عرسال أو مهاجمة نقاط الجيش عند أطرافها بواسطة السيارات المفخخة».

وأضافت المصادر: «للوصول لهذا الهدف يقوم حزب الله بفتح جبهتين يتقدم فيهما عناصر الحزب بالتوازي على خط أفقي يمتد من جرود فليطة، وصولاً الى جرود عرسال، الأولى باتجاه حقاب وادي الخيل، والثانية باتجاه المنطقة الفاصلة بين الكسارات وجرود عرسال».

ولفتت إلى أن «التركيز في عمليات القصف المدفعي والصاروخي والجوي يتم على مناطق وجود النصرة لشطرها نصفين في محاولة لعزل مناطق سيطرتها عن المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش بالنيران».

وتابعت: «المعارك عنيفة جداً تستعمل فيها مختلف الوسائط النارية بين عناصر النخبة التابعة لحزب الله الذين يتقدمون من مناطق سهلية باتجاه مواقع محصنة في المرتفات الجبلية». وختمت: «هدف العملية هو السيطرة الكاملة على كل الجرود اللبنانية–السورية، ولن تتوقف قبل تحقيق هذا الهدف».

وأفادت المعلومات بأن «جبهة النصرة قد أخلت مواقعها وتحصيناتها في وادي حميد، وأصبح القسم الأكبر من جرود عرسال بحكم الساقط عسكرياً». كما نشرت صفحة الاعلام الحربي التابع لـ»حزب الله» فيديو يظهر مشاهد لاستهداف مسلحي الحزب في جرود عرسال لمقرات «النصرة»، كما استهدفت غارات جوية سورية مواقع مسلحي «النصرة» في جرود فليطة عند الحدود مع جرود عرسال في القلمون الغربي. وأسفرت العملية عن مقتل 3 مقاتلين من «حزب الله» هم حسين سليم وياسر شمص وحسن حمود، إضافة إلى عدد غير محدد من الإرهابيين.

الجيش

في السياق، نفى مصدر عسكري لبناني، أمس، أن «يكون الجيش شارك في العملية العسكرية في عرسال»، معلناً أن «هم الجيش الوحيد يتركز على حماية المدنيين ومنع تسللهم من منطقة التلال إلى بلدة عرسال والداخل اللبناني»، مشددا على أنه «ليس من مهمة الجيش المشاركة في العملية».

وأكد المصدر أن «الجيش في حالة استنفار وجاهزية تامة تحسبا لأي تطورات، وسيستهدف أي جماعات مسلحة داخل الأراضي اللبنانية».

وأغلق الجيش كل المداخل والمعابر بين بلدة عرسال وتلالها بشكل تام، محكما على الطوق الأمني الذي أقامه في المنطقة قبل أيام. واعتمد الجيش حالة استنفار قصوى في مراكز انتشاره في جرود عرسال ومحيطها ومناطق البقاع الشمالي لمنع تسلل أي من المسلّحين من المناطق الجردية باتجاه المناطق الآمنة في قرى البقاع الشمالي. كما رفع الجيش من جهوزيته ونشر عدداً من آلياته العسكرية داخل عرسال، وعزز مراكزه واستنفر جميع قطعاته ووحداته وألغى الاستراحات عن جميع العسكريين في منطقة البقاع الشمالي وعرسال.

النازحون

والتزم النازحون السوريون بالهدوء التام، عملاً بتعليمات الجيش اللبناني، ورُفعت الاعلام اللبنانية بكثافة على خيم النازحين السوريين. وشوهدت سيارات للصليب الأحمر اللبناني الذي استحدث مراكز ميدانية جديدة له في المدارس الرسمية في اللبوة والفاكهة، تنقل جرحى باتجاه بعلبك والبقاع الشمالي والهرمل.

الحجيري

وأكّد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري، أمس، أنّ «السوريين التزموا المخيمات، والاهالي متعاونون، ولا مظاهر ضد الجيش في البلدة»، مشيراً إلى انّ «الجميع يعرف الخطوط الحمر».

وأضاف الحجيري: «عرسال تشكر (حزب الله) عندما يحرر الأرض ويعيدها الى أهلها كما هو حاصل اليوم».

الأمن المركزي

ترأس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اجتماعا استثنائيا لمجلس الأمن الداخلي المركزي، امس، خصص لمواكبة الوضع في منطقة جرود عرسال وتفاعلاتها في الداخل اللبناني والتدابير الواجب اتخاذها لحماية المدنيين وسبل مكافحة شحن النفوس على مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي. كما بحث المجلس في مواضيع بقيت طي الكتمان. وقد أبقى المجلس جلساته مفتوحة لمتابعة المستجدات.

أرسلان

إلى ذلك، علق رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» وزير المهجرين طلال أرسلان عبر حسابه على «تويتر»، امس، على معركة جرود عرسال، قائلاً: «قلبنا مع الجيش اللبناني والمقاومين الأبطال في معركة جرود عرسال... والنصر حليفهم بكل تأكيد».

وقال رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، على حسابه الخاص على «تويتر»: «الله يكون مع رجال المقاومة في معركة تطهير جرود عرسال، وان شالله بالنصر وبأقل الخسائر».

وقال المتحدث الرسمي باسم "سرايا الشام" التابعة لـ "الجيش السوري الحر" عمر الشيخ: " قتل أكثر من 30 عنصراً من حزب الله اللبناني الذي بدأ الهجوم على جرود عرسال وفليطة في منطقة القلمون، حيث أوهم الثوار عناصر الحزب بأن المقرات أصبحت خالية مما دفع عناصر الحزب بالتقدم، ثم شنوا عليهم هجوماً وقتلوا المجموعة المتقدمة بشكل كامل".

back to top