مع اشتداد حدة الاقتتال في محافظة إدلب بين «هيئة تحرير الشام بقيادة «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً وذراع تنظيم القاعدة) وحركة «أحرار الشام» ليل الخميس- الجمعة، وتوسعه ليصل إلى الحدود مع تركيا، تحول معبر باب الهوى إلى ساحة جدية للمعركة الوجودية بين الشركاء السابقين.وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن معارك الفصيلين النافذين، اللذين تحالفا سابقاً بشكل وثيق وشكلا أساس «جيش الفتح» الذي سيطر على معظم محافظة إدلب عام 2015، أسفرت عن مقتل 65 شخصاً على الأقل بينهم 15 مدنياً، مؤكداً أنها «تدور داخل المعبر، الذي تحول إلى ساحة معركة وأصبح منقسماً بين الطرفين».
ووسط محاولات من قبل «تحرير الشام» لاقتحام قرية رام حمدان، دارت اشتباكات دامية على مشارف بلدة بنّش. وأقام الجانبان نقاط تفتيش جديدة، وقبع السكان في منازلهم خوفاً من وقوعهم ضحية.ومع احتدام المعارك، التي اندلعت بسبب خلاف حاد واستفزازات متبادلة مردها رغبة كل طرف في رفع رايته بمركز مدينة إدلب، قالت مصادر بالمعارضة السورية إن نحو 150 مقاتلاً من عملية «درع الفرات» التي تدعمها تركيا، وصلوا إلى إدلب، أمس الأول، عبر معبر باب الهوى لدعم «أحرار الشام».وخرجت تظاهرات متفرقة ضد الهيئة في عدة بلدات في المحافظة، بما فى ذلك بلدة سرمدا حيث فتح عناصرها يومي الأربعاء والخميس النار على المتظاهرين المناهضين لهم، مما أسفر عن مقتل ناشط إعلامي.
قاعدة روسية
على جبهة أخرى، أفاد نشطاء سوريون بشروع الجيش الروسي في بناء قاعدة جديدة له شمال درعا، بعد أيام على إنشائه أول قاعدة عسكرية له في بلدة موثبين شمالي المحافظة، مؤكدين أن قوات النظام أفرغت خلال الأيام الماضية كتيبة الإشارة 110 في مقر قيادة الفرقة التاسعة بمدينة الصنمين وتم وضع كرفانات داخل الكتيبة، مخصصة للقوات الروسية.وأوضح موقع «كلنا شركاء» المعارض، أنه منذ يوم الاثنين بدأت القوات الروسية التمركز داخل الكتيبة، مع وصول المئات من الضباط والعناصر ، بعد أقل من أسبوع على تمركزها في مدرسة السواقة التابعة للفرقة التاسعة في بلدة موثبين شمال درعا.في الأثناء، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتهاء العمل على تنسيق الأبعاد الرئيسية لآلية منطقة تخفيف التوتر جنوبي سورية، متوقعاً انطلاق الآلية في أقرب وقت.وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السيراليوني، بموسكو، إن عملية تنسيق التفاصيل المتعلقة بعمل الآلية مستمرة، موضحاً أن الحديث يتعلق بكيفية الرقابة على التزام الأطراف بنظام وقف إطلاق النار بين الجيش السوري وقوات المعارضة المسلحة، من أجل ضمان الوصول الإنساني دون أي عوائق والتنقل الحر للمدنيين الوافدين إلى المنطقة والخارجين منها.إلى ذلك، أكد نائب مدير إدارة الإعلام في الخارجية الروسية ارتيوم كوجين أمس، أن موسكو لم تتسلم حتى الآن عبر القنوات الرسمية أي معلومات عن إلغاء البرنامج السري لوكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي أيه» بتسليح وتدريب المعارضة السورية أو صدور مثل هذا القرار، مضيفاً: «كذلك لا نعلم ولا نعرف شيئاً عن حالة البرامج المماثلة للمؤسسات الأميركية الأخرى».في المقابل، اعتبر قادة في الجيش الحر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف برنامج «سي آي أيه» للمساعدات العسكرية ضربة قوية للمعارضة المعتدلة قد تتسبب في انهيارها ومجازفة تصب في مصلحة الرئيس بشار الأسد والجهاديين المرتبطين بتنظيم «القاعدة».وأكدت مصادر أخرى بالمعارضة أن الكثير سيتوقف على ما إذا كانت دول المنطقة مثل الأردن والسعودية وقطر وتركيا ستواصل دعمها للجيش الحر الذي محور برنامج «سي.آي.أيه». وقال مسؤول مطلع على البرنامج: «لم نسمع بهذا الأمر قط»، ووصفه بأنه مفاجأة.