High Light: «خلية العبدلي»
قضية هزت الرأي العام الكويتي وتفاعل معها المجتمع بكل مكوناته واتجاهاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك لخطورة أبعادها الأمنية؛ فاكتشاف مخزون أسلحة ومتفجرات يكفي لتقويض نظام الحكم أمر في غاية الخطورة؛ زد على ذلك أن الطريقة المنظمة لجلب هذه الأسلحة من خلال خطة مدروسة عن طريق البحر والوصول إليها من خلال الإحداثيات يؤكد فكرة التخابر مع دولة أجنبية.ومن المفرح أن اكتشافهم جاء مصادفةً، وكأن هذا البلد الطيب محمي من رب العالمين، بفضل إسهامات قائد الإنسانية سمو أمير البلاد وشعبه في المجال الخيري والإنساني، وهو ما يحث عليه ديننا الإسلامي الحنيف.وتم تقديم المتهمين إلى القضاء حيث خضعوا لمحاكمة عادلة شملت كل درجات التقاضي، حتى تمت الإدانة لستة عشر متهماً بحكم التمييز النافذ.
غير أن ما يثير الاستغراب هو عجز وزارة الداخلية عن القبض عليهم، وهي المشهود لها منذ زمن بعيد بالقدرة الفائقة على التعامل مع القضايا التي تهز الرأي العام، ولاسيما تلك التي تتعلق بأمن الدولة؛ ونذكر المطاردة المشهورة لتنظيم "أسود الجزيرة" والقبض عليهم، وكذلك القبض بسرعة البرق على مرتكبي جريمة مسجد الصادق، فضلاً عن مطاردة شباب الحراك على خلفية الآراء السياسية، والكل تابع اقتحام منزل مسلم البراك ومسلسل اقتفاء أثره وكأننا نعيش فيلماً بوليسياً.ومما يثير كذلك علامات التعجب تصريح وزارة الداخلية التي أكدت فيه، بحسب سجلات جميع المنافذ، أنه لا توجد حالة مغادرة لأي أحد من المحكوم عليهم بخلية العبدلي، ونشر هذه السجلات بالأسماء أمام الرأي العام؛ مع العلم أن الخبر الذي تفاعل معه كل الكويتيين هو هروب أعضاء الخلية عن طريق البحر من خلال "طراريد" كانت في انتظارهم قرب الشواطئ الكويتية، لذلك من الطبيعي والمنطقي ألا تكون لهم حركة خروج في المنافذ!
ختاماً:
نشكر الشعب الكويتي على التفاعل مع القضايا التي تمس أمن الوطن، وعلى رأسه أعضاء مجلسنا الموقر الذي طالب أعضاؤه بعقد جلسة خاصة لمناقشة حقيقة خبر هروب المحكوم عليهم في هذه القضية، فإن كان الخبر حقيقاً فيجب معرفة المتسبب بهذا، وإن لم يكن حقيقياً فسرعة القبض عليهم. ودمتم بخير.