في فصل الصيف، يزدحم "كورنيش" النيل في القاهرة بالرواد وباعة الأرصفة، وتمتد السهرات على ضفاف النهر إلى ساعة متأخرة من الليل، ولا يعكر صفوها سوى ضجيج الأغاني المنبعثة من مكبرات الصوت، والنداءات الصاخبة، لتتحول نزهة البسطاء إلى معاناة في السير والعثور على مقاعد خالية، فضلاً عن المغالاة في أسعار المشروبات المثلجة والساخنة.فريد عثمان- موظف على المعاش- قال لـ"الجريدة": "نزهة الكورنيش لم تعد كما كانت زمان، فقد أصبحت مكلفة للأسر البسيطة التي تبحث عن نسمات باردة في صيف شديد الحرارة، لاسيما بعد احتلال الباعة للأرصفة، واحتجازهم المقاعد الخشبية لحسابهم، وبعضهم يفترش بضاعته دون مراعاة للسائرين"، لافتاً إلى ضرورة تخصيص أماكن لهم، ومحاسبة المخالفين.
محمد خميس (طالب جامعي) أرجع المشكلة إلى زيادة عدد السكان في القاهرة، وتغير حالة المناخ، ووصول درجات الحرارة صيفاً إلى درجة غير مسبوقة، ما يدفع الكثيرين إلى الجلوس على ضفاف النيل، ومن ثم أصبح الكورنيش يزدحم بالرواد وباعة الأرصفة، وهؤلاء لا يخضعون للرقابة، ويبيعون بضائعهم من مشروبات وأغذية بأسعار مرتفعة، وبالتالي لم تعد هذه النزهة في متناول محدودي الدخل. من جهته، يقول الباحث عيد عبدالحليم لـ"الجريدة": "إن الكورنيش تحول من نزهة المحبين والبسطاء إلى ضجيج وصخب، وهذا يرتبط بالتحولات الاجتماعية التي أفرزت بعض السلوكيات الخاطئة، وتنامي ظاهرة التلوث السمعي والبصري، وطقوس الأفراح المرتبطة بالصخب"، مشدداً على ضرورة تصدي الجهات المعنية لاستغلال باعة الأرصفة لرواد الكورنيش.
أخر كلام
«كورنيش النيل» في قبضة باعة الأرصفة
22-07-2017