البخور «المقدس»
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
الشيخ سلمان العودة حلق لحيته وأعاد قراءة باب اللحية التي كانت تمثل خطا أحمر أمام صاحب الخطاب الديني، وتشكل الهيئة الخارجية للمتدين هويته وتحمل دلالات فكره. وهو بذلك يخرج من هذه الهوية النمطية لهوية أكثر تساهلا، ويقدم صورة جديدة للمتدين، وكأن الصورة القديمة لم تعد مقبولة اليوم. دلالة كل هذا هو خروج أصحاب الخطاب من الخطاب.تفوق الخطاب الديني منذ عام النكبة أو الهزيمة القاسية، التي مني بها العرب عام 1967، على الخطاب التقدمي أو الليبرالي، والذي تراجع تحت ضغط الحكومات العربية. وكان الدور الذي لعبه الرئيس السادات في مصر لتمكين هذا الخطاب دورا حاسما أفاد منه التيار الديني ليس في مصر فحسب وإنما في أغلب الدول العربية. وتراجع الخطاب التقدمي طوال هذه الفترة أضاع منه فرصة إقامة جيل ثان أو ثالث، وهو ما يعاني منه حتى اليوم.في القادم من الأيام تشير كل الدلالات على فشل الخطاب الديني الذي قدمته الجماعات الإسلامية، وحتى الآن لا نرى إمكانية نمو الخطاب التقدمي كبديل يحتاجه الفرد العربي الذي يشعر بحالة من الضياع. فإذا كان أصحاب الفكر التقدمي يعتقدون أن المؤسسة الرسمية ستختارهم بديلا لأصحاب الفكر الديني فهم واهمون، لن تقدم المؤسسة سوى من تستطيع شراءهم من المثقفين وأشباه المثقفين، كما ستتخلص من أصحاب الخطاب الديني إلا من يسير في ركابها، أو من يقبلون بتغيير ثيابهم وتهذيب لحاهم، ستبعد أصحاب الفكر الحر في محاولة لمسك العصا من المنتصف. لن ينهض الفكر التقدمي إلا بجهد ذاتي يستغل وسائل التواصل العديدة المتاحة اليوم، والتي لا تتحكم فيها المؤسسة الرسمية كثيرا.الأيام القادمة حبلى ولننتظر!