فلسطيني ينتقم لـ «الأقصى» بذبح 3 مستوطنين في «عشاء السبت»

• إسرائيل تعتقل منفذ هجوم «حلميش» وشقيقه
• عباس يجمد الاتصالات ويحذر من التقسيم

نشر في 22-07-2017
آخر تحديث 22-07-2017 | 21:45
فلسطينيون يتصدون لبلدوزر للجيش الإسرائيلي غرب رام الله أمس	 (أ ف ب)
فلسطينيون يتصدون لبلدوزر للجيش الإسرائيلي غرب رام الله أمس (أ ف ب)
على وقع أسوأ أعمال عنف تشهدها القدس منذ سنوات، أقدم شاب فلسطيني عشية جمعة الغضب على ذبح 3 مستوطنين انتقاماً للانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، قبل أن يصاب بالرصاص ويعتقل، في وقت أعلن رئيس السلطة محمود عباس تجميد الاتصالات مع سلطات الاحتلال لحين إلغاء إجراءاتها التعسفية.
في ظل تصاعد حدة العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على خلفية التدابير الأمنية التي فرضتها سلطات الاحتلال بمحيط المسجد الأقصى في مدينة القدس، قتل ثلاثة مستوطنين يهود في عملية طعن نفذها فلسطيني تم اعتقاله بعد إصابته بطلقات نارية مساء أمس الأول في مستوطنة «حلميش»، المقامة على أراضي قرية النبي صالح غرب رام الله.

وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن المهاجم الفلسطيني، (19 عاما)، دخل إلى منزل في مجمع نيفي تسوف وقتل ثلاثة إسرائيليين، وأصاب رابعا بجروح، قبل أن يصاب هو برصاص أحد الجيران الذي سمع صراخ من كانوا داخل المنزل.

وأوضحت المتحدثة أن الفلسطيني «هاجم وذبح عائلة خلال عشاء السبت، وقتل الجد واثنين من أولاده، وأصاب الجدة» بجروح، من دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل حول هوية سكان المنزل».

وذكر الجيش الإسرائيلي أن المهاجم نشر قبيل تسلّله إلى داخل المستوطنة وصية على «فيسبوك» قال فيها خصوصا «أنا كل ما أملك سكين مسنون ها هو يُلبّي نداء أقصانا» في إشارة إلى المسجد الأقصى، وكتب يقول «أنا أعلم أني ذاهب إلى هناك فلن أعود هنا، بل سأعود إلى الجنة برحمة الله، يا محلى الموت والشهادة فدى لله ورسوله ومسرى رسوله». ووقعها باسم «الشهيد بإذن الله عمر العبد أبوزين».

ودهمت القوات الإسرائيلية، أمس، منزل المهاجم وقيدت خروج الفلسطينيين من مسقط رأسه قرية كوبر في الضفة الغربية المحتلة.

وأوضحت متحدثة باسم الجيش أن قوات الأمن «مشطت منزل المهاجم وبحثت عن أسلحة وصادرت أموالا كانت تستخدم في أغراض الإرهاب. وجرى اعتقال شقيق المهاجم». وأضافت: «ستقتصر حركة الخروج من القرية على الحالات الإنسانية».

وجاء الحادث بعد ساعات من مقتل 3 وإصابة 450 فلسطينيا خلال مواجهات في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين بعد صلاة الجمعة، مع ازدياد حدة التوتر رفضا للبوابات الإلكترونية التي فرضتها إسرائيل لتفتيش المصلين عند مداخل الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.

ورفض المقدسيون الإجراءات الإسرائيلية وقرروا الصلاة أمام بابي الأسباط والسلسلة، وسط إجراءات عسكرية مشددة ومواجهات مستمرة منذ الأحد الماضي.

تجميد الاتصالات

وفي وقت سابق، أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتجميد كل الاتصالات الرسمية مع إسرائيل على جميع المستويات إلى أن توقف الإجراءات الأمنية الجديدة التي فرضتها عند الأقصى.

ورفض عباس، في نهاية اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله، «البوابات الإلكترونية»، مبينا أنها تأتي في إطار «إجراءات سياسية مغلفة بغلاف أمني وهمي لفرض السيطرة على الأقصى والتهرب من عملية السلام واستحقاقاتها وتحويل الصراع من سياسي إلى ديني وتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا».

وإذ قرر تخصيص مبلغ 25 مليون دولار جديدة لـ «تعزيز صمود المقدسيين»، وجه عباس نداء للفصائل الفلسطينية وخاصة حركة «حماس» من أجل الارتقاء فوق الخلافات الداخلية وتغليب الشأن الوطني على الفصائلي والعمل على وحدة الشعب الفلسطيني.

وطالب «حماس» بـ «الاستجابة لنداء الأقصى بحل اللجنة الإدارية، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من أداء مهامها والذهاب إلى انتخابات وطنية شاملة».

ودعا رئيس السلطة الفلسطينية إلى عقد جلسة للمجلس المركزي الفلسطيني لوضع التصورات اللازمة والخطط لحماية المشروع الوطني، كما دعا اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني إلى الإسراع في استكمال الإجراءات لعقد جلسة للمجلس.

وطالب الأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية للمقدسات والأرض والشعب الفلسطيني إلى حين انتهاء الاحتلال الإسرائيلي.

اشتباكات غزة

في السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إصابة 30 نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرات «غضبة الأقصى» على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع أمس الأول.

وتمركزت التظاهرات في عدد من المناطق من بينها منطقة «خزاعة» شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع إلى جانب مخيم المغازي وسط القطاع، إضافة إلي مخيم جباليا وحي الشجاعية شمال وشرق القطاع.

يذكر أن انتفاضة الأقصى عام 2002 انطلقت بعد اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون مع المئات من أفراد قوات الاحتلال باحات المسجد، واستمرت خمس سنوات، وقتل فيها نحو 4412 فلسطينيا وجرح 48322 آخرون، فيما قتل نحو 1000 إسرائيلي.

وفي شهر سبتمبر من عام 1996 شهدت الأراضي الفلسطينية مواجهات استمرت 3 أيام، بعد أن افتتحت إسرائيل نفقا تحت أساسات المسجد الأقصى، وأطلق عليها حينها (هبة النفق) استشهد فيها 63 فلسطينيا في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي وقت لا يتوقع أن تهدأ الأمور مع إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إبقاء البوابات الإلكترونية مع تخفيف استخدامها، ندد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس بـ «استخدام اسرائيل المفرط للقوة في قمع الفلسطينيين بالقدس».

وقبله، طالبت وزارة الخارجية إسرائيل بالإنصات إلى دعوات المجتمع الدولي لها كي ترفع فورا كل القيود بما فيها البوابات الالكترونية عند مداخل الأقصى، معربة عن الأسف والقلق العميق حيال عدم إقامة صلاة الجمعة مجددا في الحرم القدسي الشريف وحيال سقوط شهداء ووقوع عشرات الجرحى جراء الأحداث اليوم.

إردوغان يندد باستخدام حكومة نتنياهو المفرط للقوة
back to top