غوطة دمشق تدخل «خفض التصعيد»... والأسد يوقف القتال

● درعا في عهدة الروس
● «CIA»: إنهاء دعم الفصائل ليس استرضاء لموسكو
● وقف إطلاق النار بإدلب

نشر في 22-07-2017
آخر تحديث 22-07-2017 | 21:00
مقاتل من الجيش الحر يشرب المياه على جبهة الغارية الجنوبية بمحافظة درعا أمس  (رويترز)
مقاتل من الجيش الحر يشرب المياه على جبهة الغارية الجنوبية بمحافظة درعا أمس (رويترز)
مع بدء انتشار قوات الفصل الروسية في محافظة درعا، وقعت روسيا اتفاق خفض التصعيد في غوطة دمشق الشرقية مع فصائل معارضة سورية معتدلة خلال مباحثات سلام في القاهرة، الأمر الذي استجاب له نظام الرئيس بشار الأسد وأعلن وقفاً فورياً لإطلاق النار في بعض مناطق ريف العاصمة.
مع دخول هدنة جنوب سورية يومها الثالث عشر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، توقيع مسؤوليها اتفاقا مع فصائل المعارضة المعتدلة خلال مباحثات سلام في القاهرة حول آلية عمل منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية.

وقالت الوزارة في بيان: «نتيجة للمحادثات التي جرت في القاهرة بين مسؤولي وزارة الدفاع الروسية والمعارضة السورية المعتدلة تحت رعاية الجانب المصري، تم توقيع اتفاقات حول آلية عمل منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية».

والغوطة الشرقية من ضمن المناطق الأربع التي تشملها خطة «خفض التصعيد»، التي أبرمتها روسيا وايران حليفتا النظام وتركيا الداعمة للمعارضة في مايو، لكن الخلافات بشأن الجهات التي ستراقب هذه المناطق الأربع أخرت تطبيقه.

وذكرت روسيا أن الأطراف وقعت اتفاقات تم بموجبها «تحديد حدود مناطق خفض التصعيد وكذلك مناطق الانتشار وحجم قوات مراقبة خفض التصعيد»، مبينة أنها وافقت على اعتماد «طرق لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان وتأمين حرية التحرك للمقيمين».

وقالت روسيا إنها تنوي إرسال أولى قافلاتها للمساعدات الإنسانية وإخلاء الجرحى «في الأيام المقبلة» إلى الغوطة، معقل فصائل المعارضة قرب دمشق، وهدف عمليات عسكرية تشنها القوات النظامية وحلفاؤها.

وعلى الفور، أعلنت القيادة العامة للجيش السوري بدء تطبيق وقف الأعمال القتالية في مناطق من الغوطة الشرقية اعتبارا من ظهر أمس السبت، مشددة على أنه «سيتم الرد بالشكل المناسب على أي خرق» من قبل فصائل المعارضة.

قوات الفصل

وقبل ساعات، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الفصل الروسية المشرفة على على تنفيذ الاتفاق الروسي- الأردني - الأميركي الخاص بوقف إطلاق النار في جنوب سورية بدأت أمس الأول بالانتشار في درعا، مشيرا إلى أنها وصلت يوم الثلاثاء الماضي وتمركزت في قرية الموثبين ومحيطها في ريف المحافظة الشمالي قبل أن يتم توزيعها لفرض الهدنة في درعا والقنيطرة والسويداء.

برنامج المعارضة

إلى ذلك، أعلن قائد القوات الأميركية الخاصة الجنرال توني توماس رسميا، أمس الأول، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) أنهت برنامجها لدعم فصائل معارضة سورية تقاتل قوات الرئيس بشار الأسد والذي بدأته منذ 4 سنوات.

واعتبر توماس أن ذلك «كان قراراً صعباً حقاً» وهو «ليس استرضاء» للروس. واتُخذ بحسب اعتقاده استناداً إلى تقييم لطبيعة البرنامج ولِما تحاول واشنطن تحقيقه ومدى قابليته للاستمرار.

شرطة الرقة

على صعيد مواز، أفاد المرصد بإنهاء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تخريج دفعة من قوات شرطة محلية للإشراف على المناطق التي يتم السيطرة عليها في مدينة الرقة بعد طرد تنظيم «داعش» منها.

وأوضح المرصد أنه جرى تخريج نحو 260 عنصراً من المتطوعين من قاطني محافظة الرقة أشرف التحالف الدولي على تدريبهم تمهيدا لنشرها في مدينة الرقة وكامل مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد) بعد انتهاء عملية «غضب الفرات» في المدينة وريفها وطرد التنظيم من المنطقة.

الوحدات الكردية

في السياق، أمر قائد العمليات الخاصة الأميركية الجنرال رايموند توماس وحدات حماية الشعب الكردية بتغيير «اسمها»، وذلك قبل يوم تقريباً من كشفها عن تحالف مع السوريين العرب في 2015 يطلق عليه اسم قوات سورية الديمقراطية (قسد).

وقال توماس، خلال منتدى أسبن للأمن في ولاية كولورادو أمس الأول، إنه أبلغ الوحدات في 2015 بمخاوف تركيا، التي ترى وحدات حماية الشعب امتدادا لمسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور والمصنف إرهابياً لديها، مضيفا: «قلنا لهم بالحرف: عليكم تغيير اسمكم. ماذا تودون أن يكون اسمكم بخلاف وحدات حماية الشعب؟ وفي غضون يوم أعلنوا أن اسمهم أصبح قوات سورية الديمقراطية. فرأيت في استخدام كلمة ‹‬الديمقراطية‬ لفتة رائعة. أعطتهم بعض المصداقية».

وتحدث توماس عن تطور وحدات حماية الشعب، التي تكبدت خسائر فادحة في المعارك الأولى ضد «داعش»، لكنها ظلت تقاتل وتزيد من قوتها وأعداد مقاتليها، مقراً أيضاً بأن صلاتها المفترضة مع منتجهم القديم حزب العمال تخلق المشاكل وتحديات هائلة».

وقف الاقتتال

وفي إدلب، توصلت حركة أحرار الشام، المدعومة من أنقرة ودول خليجية، و»هيئة تحرير الشام» التي يغلب عليها عناصر جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) التي تشكل ذراع تنظيم القاعدة في سورية، أمس الأول إلى اتفاق يضع حداً لاقتتال دام ومواجهات عنيفة استمرت طوال أربعة أيام وأسفرت عن 92 قتيلاً بينهم 15 مدنياً.

وبعد اتساع رقعة الاشتباكات لتشمل مناطق عدة من محافظة إدلب، بما في ذلك داخل معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، أصدر الطرفان بيانين مماثلين يتضمنان إعلان وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين من الطرفين، وخروج الفصائل من المعبر وتسليمه لإدارة مدنية.

معابر إنسانية

من جهته، نفذ سلاح الجو السوري سلسلة غارات على تجمعات وتحصينات «داعش» في مدينة معدان وقرية بئر السبخاوي بريف الرقة الجنوبي الشرقي. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أمس، عن مصدر عسكري أنه تم تدمير عدد من مقار التنظيم وآلياته ورشاشاته الثقيلة، مشيرا إلى أن وحدات من الجيش فتحت خلال اليومين الماضيين 4 معابر إنسانية لخروج المدنيين من الرقة، بهدف حمايتهم وإنقاذهم من قبضة «داعش».

دفعة جديدة من «شرطة الرقة» والوحدات الكردية غيرت اسمها بأمر أميركي
back to top