لبنان: النصرة تتقهقر في الجرود وخسائر مهمة لـ «حزب الله»
اشتباكات وقصف صاروخي من مسافة صفر... ومدفعية الجيش تستهدف المتسللين من وادي الدم
بدأ «حزب الله» فجر أمس المرحلة الثانية من المعركة البرية في جرود عرسال وفليطة، والتي من المتوقع أن تكون أكثر عنفاً. وقالت مصادر ميدانية، إن «الحزب يتقدم في جرود عرسال، في حين يواجه بعض الصعوبات في جرود فليطة»، لافتة إلى ان «الاشتباكات بين الطرفين تحصل على مسافة قريبة جداً». وأشارت المصادر إلى «العدد الكبير من القتلى في صفوف الحزب، إذ سقط له حوالي 18 شهيداً خلال الـ48 ساعة الماضية». ورأت المصادر أن «الخسائر الكبيرة نسبياً تعود إلى سبب أساسي هو التكتيك العسكري الجديد الذي اعتمده الحزب في المعركة، إذ إن الإشتباكات الدائرة في الجرود حصلت من على مسافة صفر، أي على مسافة قريبة جداً، مما أدى إلى هذه الخسائر».
وأضافت ان «الحزب يسعى إلى السيطرة السريعة على الجرود، من خلال استعمال فائض القوة العسكرية سواء عبر المشاة، أو عبر القصف الصاروخي والمدفعي، الأمر الذي يتطلب اندفاعاً أكبر للقوات المتقدمة، وتالياً سقوط خسائر أكبر». وتابعت أن «قوة خاصة من الحزب اقتحمت أحد الكهوف والمغاور التي كان يستعملها ابومالك التلة»، مشيرةً إلى أن «الحزب استهدف بصاروخ ثقيل قصير المدى نقاط المسلحين الخلفية في مثلث وادي العويني ووادي الخيل في جرد عرسال». وأعلن الإعلام الحربي التابع لـ»حزب الله» أمس أن «الحزب يسيطر على منطقة جوار الشيح وادي كريتي وضليل الابيض وسرج قويصف جنوب جرد عرسال وسط اشتباكات مع مسلحي النصرة، كما انه يتقدم بجرود عرسال ويسيطر على قرنة وادي الخيل ومرتفع قرنة القنزح بعد اشتباكات عنيفة مع النصرة». تزامنا مع ذلك ما زال الجيش اللبناني يفرض طوقا للتصدي لأي تسلل للمسلحين في اتجاه عرسال، واستهدفت مدفعية الجيش مجموعة من المسلحين في وادي الدم كانت تحاول التسلل باتجاه مراكزه في عرسال. كما استهدفت مجموعة أخرى من المسلحين في وادي المعيصرة حاولت التسلل باتجاه مراكزه في عرسال.إلى ذلك، أفادت مصادر متابعة بأن «الدعوة التي أطلقها الشيخ محمد يحيى في وادي حميّد، وهو سوري الجنسية تابع للنصرة، عبر مكبر الصوت للقتال وإعلان النفير ضد الجيش اللبناني، في احد مخيمات النازحين في المنطقة، لم تلاق تجاوباً من النازحين، بل واجه اعتراضاً كبيراً من الأهالي».وأشارت الى «حالات انهيار لعناصر النصرة بوادي حميد في جرود عرسال بعد القصف الصاروخي غير المسبوق الذي يتعرض له الوادي منذ الصباح (السبت)». رفعت عناصر جبهة "النصرة" الراية البيضاء في كل من عقاب الدب وسهل الخيل في جرود عرسال، أمس، طالبين الاستسلام ووقف إطلاق النار، بعد القصف الصاروخي العنيف الذي تعرضت له، وذلك في أهم حدث ميداني منذ بداية المعارك فجر أمس الأول، خاصة أن المناطق التي استسلمت فيها عناصر "النصرة" تعتبر أهم مناطق سيطرتها.في السياق، أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أمس، أن «العملية الاستباقية الاخيرة جنّبت لبنان كوارث وويلات كانت ستشمل الكثير من المناطق ومن بينها النبطية»، مشدداً على أن «الأمن العام مستمر في درء الخطر عن لبنان وشعبه والمقيمين على ارضه مهما غلت التضحيات».وأضاف «يستحيل على لبنان العيش والاستمرار في ظل الارهاب، لذلك كانت الحرب عليه عند الحدود الشرقية والشمالية في معركة بقاء ووجود».