الاحتقان يتزايد بالقدس... وإسرائيل تتجه لإزالة البوابات

• سقوط فلسطينيَيْن بالضفة
• اجتماع وزراء عربي طارئ
• «الجامعة» تحذر تل أبيب من «اللعب بالنار»

نشر في 24-07-2017
آخر تحديث 24-07-2017 | 00:06
مشهد عام يظهر الكاميرات الجديدة والحواجز الحديدية التي وضعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمام بوابات المسجد الأقصى بالقدس الشرقية أمس (أ ف ب)
مشهد عام يظهر الكاميرات الجديدة والحواجز الحديدية التي وضعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمام بوابات المسجد الأقصى بالقدس الشرقية أمس (أ ف ب)
زادت مشاعر الاحتقان لدى الفلسطينيين مع استمرار الاشتباكات التي تدور على خلفية رفض بوابات تفتيش إلكترونية وضعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ أسبوع عند المسجد الأقصى، في وقت أفادت تقارير بأن الشرطة الإسرائيلية ركبت كاميرات مراقبة بعد التوصل إلى اتفاق على إزالة البوابات التي أشعلت أسوأ موجة عنف منذ أعوام.
خيمت مشاعر الاحتقان على الفلسطينيين، أمس، مع تواصل الاشتباكات التي اندلعت على خلفية رفض دخول المسجد الأقصى عبر بوابات إلكترونية للتفتيش أقامتها السلطات الإسرائيلية منذ أسبوع في القدس الشرقية المحتلة، وسط مخاوف من تصاعد موجة العنف التي وصفت بالأسوأ منذ أعوام.

وأدى المئات من الفلسطينيين صلاة الفجر أمس قرب باب الأسباط، في الجدار الشمالي للمسجد، وسط وجود مكثف لقوات الشرطة الإسرائيلية، عقب مواجهات انتهت بتفريق تجمع قرب الأقصى ليل السبت ـ الأحد.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، مقتل شابين فلسطينيين خلال مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية، أحدهما في بلدة العيزرية شرق القدس والآخر في قرية أبو ديس المجاورة في الضفة الغربية المحتلة. وبذلك يرتفع عدد قتلى التوتر منذ الجمعة الماضية إلى 8 بينهم 3 مستوطنين إسرائيليين.

تعزيزات واعتقالات

وأرسلت إسرائيل، أمس، قوات إضافية إلى الضفة الغربية، وفرقت الشرطة حشدا من الفلسطينيين الذين يلقون الحجارة في القدس. وشنت حملة اعتقالات طالت 29 من قيادات حركة «حماس» بالضفة.

وقامت قوات إسرائيلية مجددا باقتحام قرية كوبر غرب رام الله، مسقط رأس منفذ الهجوم الذي ذبح خلاله 3 إسرائيليين في مستوطنة «حلميش» الجمعة الماضية.

ودارت اشتباكات بين أهالي القرية والقوات الإسرائيلية التي أغلقت مداخل القرية بواسطة جرافات في إجراء عقابي جماعي.

حل بديل

وفي وقت لاتزال بوابات الكشف عن المعادن، التي أشعلت التوتر بشأن الموقع المقدس الذي يعرف لدى المسملين بالحرم القدسي ولدى اليهود بجبل الهيكل، منصوبة في مكانها أمام بوابات المسجد، تم تثبيت كاميرات مراقبة جديدة قرب أحد مداخل باحة الأقصى.

وذكرت القناة الإسرائيلية الثانية أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الشرطة وبلدية القدس يقضي بإزالة تدريجية للأبواب الإلكترونية واستبدالها بكاميرات لمراقبة المصلين، موضحة انه في حال اشتبهت الشرطة الإسرائيلية بأحد الفلسطينيين سيتم تفتيشه عبر أجهزة الكشف اليدوية.

وأكد منسق شؤون الحكومة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية، الجنرال يواف موردخاي، إمكان إحداث تغيير في الإجراءات التي اتخذت عقب العملية التي نفذها ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم وأدت إلى مقتل شرطيين اسرائيليين من الأقلية الدرزية، قبل نحو 10 أيام.

وقال موردخاي: «نأمل في أن يتمكن الأردن وغيره من الدول العربية من تقديم حلول أمنية أخرى للمشكلة»، في إشارة إلى البوابات الإكترونية. وأضاف: «أي حل، سواء أكان إلكترونيا أو عبر وسائل التكنولوجيا أو الإنترنت، فإسرائيل مستعدة لأي حل، نحن بحاجة إلى حل أمني لا سياسي أو ديني».

وأكد موردخاي: «ندرس خيارات أخرى وبدائل لضمان الأمن».

لكن وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، شدد على أنه سيستمر في دعم الإبقاء على بوابات الكشف عن المعادن إلا في حال قدمت الشرطة بديلا مناسبا.

وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه ضغوطا متزايدة على خلفية التدابير الأمنية الجديدة بالأقصى، اجتماعا حكوميا صباح أمس، والتقى أعضاء وزارة الأمن في وقت لاحق.

وقال في مستهل الاجتماع الحكومي: «منذ اندلاع الأحداث، أجريت سلسلة من التقييمات مع عناصر الأمن، بمن فيهم الموجودون في الميدان».

وأضاف: «تصلنا منهم صورة محدثة عن الوضع، إضافة إلى توصيات بشأن الخطوات القادمة التي سنتخذ قراراتنا بناء عليها».

لعب بالنار

في غضون ذلك، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أمس، إسرائيل من «اللعب بالنار وإشعال فتيل أزمة كبرى مع العالمين العربي والإسلامي من خلال فرضها إجراءات أمنية للدخول إلى الحرم القدسي» وإدخال المنطقة «منحنى بالغ الخطورة».

ونقل بيان عن الأمين العام للجامعة قوله إن «القدس خط أحمر لا يقبل العرب والمسلمون المساس به». وأضاف أبوالغيط أن «الأيام الماضية أثبتت أن الاعتبارات الأمنية لا تمثل الباعث الحقيقي وراء الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة»، مشيرا إلى أن «ما يجري اليوم هو مع الأسف استكمال لمشروع تهويد المدينة المقدسة، والاستيلاء على البلدة القديمة التي لا تعترف أي دولة في العالم بسيادة إسرائيل عليها».

وحذر الأمين العام، بحسب البيان، الحكومة الإسرائيلية من «الانجراف وراء دعاوى القوى اليهودية المتطرفة التي صارت، كما يتضح للجميع، تقبض على زمام السياسة الإسرائيلية».

ومن المقرر أن يعقد مجلس وزراء الخارجية لجامعة الدول العربية جلسة طارئة لبحث الوضع في القدس بعد غد الأربعاء.

الخارجية الفلسطينية

من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين ما تقوم به سلطات الاحتلال في المسجد الأقصى، سواء كانت من خلال نصب بوابات الكترونية أو كاميرات في محيطه وساحاته أو اختلاق مسارات للتحكم بدخول المصلين.

وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، أن السلطة أوقفت التنسيق الأمني مع إسرائيل، التي حذرها من أنها «ستخسر حتماً لأننا نقوم بحماية الأمن عندها».

وقال عباس في رام الله، إن «القرار الذي اتخذناه بوقف جميع أنواع التنسيق سواء الأمني أو غيره، ليس سهلاً إطلاقاً، لكن عليهم أن يتصرفوا، وأن يعرفوا أنهم هم الذين سيخسرون حتماً، لأننا نقوم بواجب كبير جداً في حماية الأمن عندنا وعندهم».

وتابع: «نحن نحارب العنف والإرهاب، أما إسرائيل فتريد محاربة الإرهاب من خلالنا وتعتمد علينا، ولا تقوم بواجباتها، فهذا ما لا نقبله، لذلك إذا أرادت إسرائيل أن يعود التنسيق الأمني عليهم أن يتراجعوا عن هذه الخطوات التي قاموا بها».

وتوقع الرئيس أن «تكون الأمور صعبة جداً» في حال أصرت سلطات الاحتلال على بقاء تدابيرها بالأقصى.

تفاعل دولي

وجاء ذلك فيما تجرى اليوم محادثات مغلقة، بدعوى من مصر وفرنسا والسويد، في مجلس الأمن بشأن العنف المتصاعد في القدس وسبل وقفه. كما ستبحث منظمة التعاون الإسلامي توتر الأقصى في اجتماع طارئ.

من جهتها، ناشدت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط جميع الأطراف «ضبط النفس إلى أقصى حد».

ودعت الرباعية «إسرائيل والأردن إلى العمل معا من أجل الإبقاء على الوضع القائم» في باحة الأقصى والذي يتاح بموجبه للمسلمين دخول الموقع في أي وقت، ويتاح لليهود دخوله في أوقات محددة من دون السماح لهم بالصلاة.

إسرائيل تعاقب أهالي قرية كوبر مسقط رأس منفذ هجوم «حلميش»

عباس يؤكد وقف التنسيق الأمني مع الإسرائيليين
back to top