الفلبين: شهران على معركة ماراوي
الجيش يتجاوز مهلة تحريرها... وتمديد الأحكام العرفية
انقضى شهران، منذ شن إسلاميون متشددون، بينهم جماعة بايعت «داعش»، هجوماً على أكبر مدينة فلبينية تسكنها أكثرية مسلمة في بلد تقطنه غالبية من المسيحيين الكاثوليك، مدينة ماراوي، جنوب البلاد، وسيطروا على أجزاء كبيرة منها، مما دفع الجيش إلى شن عملية عسكرية ضدهم لا تزال مستمرة، في حين يقول الرئيس المثير للجدل رودريغو دوتيرتي، إنه على استعداد للانتظار عاماً لكي تنتهي الأزمة.ويسلم كبار ضباط الجيش بأنهم استهانوا بعدوهم، ويواجهون مصاعب في القضاء على المقاتلين، الذين يتمتعون بقدرات تنظيمية عالية رغم الهجمات البرية المتواصلة، التي يشنها مئات الجنود والقصف اليومي بالطائرات والمدفعية.وأمس الأول، وافق أعضاء البرلمان على طلب دوتيرتي مد العمل بالأحكام العرفية حتى نهاية العام في إقليم جزيرة مينداناو ومنح قوات الأمن سلطات أكبر في مطاردة المتطرفين فيما يتجاوز مدينة ماراوي الواقعة في الجزيرة. ويعيش حوالي خمسة ملايين مسلم في الفلبين أغلبهم في مينداناو.
لكن مازال الغموض يكتنف خطط دوتيرتي للتعامل مع المتطرفين بعد أن تستعيد القوات المدينة، التي مازال نحو 70 مسلحاً يتحصنون فيها وسط ركام ما كان في يوم من الأيام الحي التجاري المزدهر مع عدد كبير من الرهائن المدنيين. وسقط في الاشتباكات أكثر من 500 قتيل من بينهم 45 مدنياً و105 من القوات الحكومية. وبعد فوات أكثر من مهلة حددها الجيش لنفسه لاستعادة المدينة أصبح يقول الآن، إن خياراته محدودة بسبب الرهائن.وقال دوتيرتي، إنه طلب من الجيش تحاشي وقوع إصابات في صفوف المدنيين.وشهدت منطقة جنوب الفلبين منذ عشرات السنين حركات تمرد وانتشار قطاع الطرق، غير أن شدة المعركة الدائرة في ماراوي ووجود مقاتلين أجانب يحاربون في صفوف المسلحين المحليين أثار مخاوف من أن تتحول المنطقة إلى مركز في جنوب شرق آسيا لـ «داعش» في وقت يفقد فيه التنظيم أرضه في العراق وسورية. وأشار وزير الدفاع ديلفين لورينزانا، أمس الأول، إلى أن الحكومة ستعمل بعد الانتهاء من معركة ماراوي على تقوية عمليات المراقبة في المنطقة وتوسيع شبكة رصد أي معسكرات للتدريب تابعة للمتمردين وحركات المتطرفين.ويقول خبراء أمنيون، إن الحكومة تحتاج إلى تعديل استراتيجيتها بعد أن أخفقت في التصرف بناء على تحذيرات منذ فترة طويلة تشير إلى أن الأفكار المتطرفة بدأت تترسخ في مينداناو وتجتذب مقاتلين أجانب ممن عجزوا عن الانضمام لـ «داعش» في سورية أو العراق. وخططت لهجوم ماراوي ونفذته جماعة جديدة نسبياً تعرف باسم «جماعة ماوتي» وتريد الحصول على اعتراف تنظيم «داعش» بأنها تمثل فرعاً إقليمياً تابعاً له.