أكدت نتائج دراسة طبية حديثة أنجزتها وزارة الصحة أخيرا بتمويل من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي للتعرف على مشكلة نقص اليود بين طلاب المدارس، أن مستويات اليود غير كافية لدى 33.5 في المئة من أطفال المدارس الابتدائية و46 في المئة من النساء الحوامل.وشملت الدراسة، التي حصلت «الجريدة» على تفاصيلها، 2600 شخص منهم 2100 طفل وطفلة أصحاء «أعمارهم من 6 إلى 12 سنة» تم اختيارهم عشوائيا من 12 مدرسة ابتدائية تمثل المناطق التعليمية الست بالكويت و510 سيدات حوامل لا يعانين أي مرض، وتراوحت أعمارهن بين 21 سنة وأكثر، تم اختيارهن من سجلات عيادات رعاية الأمومة والطفولة في 5 مراكز رعاية صحية أولية تمثل جميع المناطق في الدولة.
أعراض وأمراض ناتجة عن النقص
أكدت الدراسة أن من أعراض نقص اليود: الخمول المستمر، تقليل مستويات الإدراك، تضخم الغدة الدرقية، زيادة غير طبيعية في الوزن، وتشوهات جسدية للأجنة فترة نقص اليود عند الأم الحامل.وأوضحت أن منظمة الصحة العالمية ألزمت شركات الملح بإضافة اليود إلى الملح بهدف وصول اليود إلى جسم الإنسان بقدر ما يحتاج إليه، حيث يفضل أن يأخذ الفرد مقدار 200 مليغرام في اليوم.وأشارت إلى أن أسباب نقص اليود ما يلي: – استخدام الملح غير المعالج باليود في النظام الغذائي اليومي.– استهلاك المنتجات من الحقول التي يوجد فيها نقص اليود في التربة بسبب تآكل التربة.– استهلاك المنتجات من المحاصيل التي تزرع في المناطق الجبلية أو في المحيطات حيث التربة منخفضة اليود.– التعرض للمواد الكيميائية السامة، أو لغاز الكلور.ومن أعراض نقص اليود ما يلي: الإمساك، الكآبة، ترقق الشعر وهشاشة الأظافر، التعب والإرهاق المفرط، جفاف الجلد، تضخم الغدة الدرقية، زيادة الحساسية للبرد، ألم في الصدر وخفقان، مشاكل في الجهاز التنفسي، انخفاض مستويات اليقظة، خلل في الدورة الشهرية، الضعف المفرط وزيادة الوزن المفاجئة.
وقد أوصى الباحثون بإجراء مزيد من الدراسات العاجلة للتعرف على أسباب نقص اليود وتحديد الاستراتيجية والخطط اللازمة للتدخل بهدف الوقاية والمكافحة.وأشارت الدراسة إلى أن الاضطرابات الناتجة عن عوز اليود تمثل إحدى المشكلات الصحية الهامة والسبب الرئيس لضعف القدرات العقلية في كثير من دول العالم. وأوضحت أن تقييم حالة اليود لدى المجتمعات أمر ضروري للمراقبة والتحكم وتحديد الاستراتيجيات الملائمة للتدخل في حالة وجود عوز اليود.دراسة مقطعية
وجاء في الدراسة أنه نظرا لعدم وجود أي بيانات سابقة بخصوص حالة اليود لدى فئات المجتمع الكويتي، فقد تم إجراء هذه الدراسة المقطعية غير التداخلية بهدف تققيم حالة اليود لدى أطفال المدارس الابتدائية والنساء الحوامل في الكويت، وكذلك تحديد مقدار اليود في الملح المستخدم في إعداد الأطعمة بالمنازل.وأشارت الدراسة إلى أنه تم جمع عينة بول من كل شخص شملته الدراسة وتحليل مستوى اليود بها في مختبرات معهد الكويت للأبحاث العلمية، وقد تم تصنيف 2007، كما تم جمع وتحليل 400 عينة بول أخرى من أطفال المدارس المشمولين بالدراسة بهدف تأكيد النتائج، كما تم جمع عينات من ملح الطعام المستخدم في منازل أطفال المدارس المشمولين بالدراسة بواقع 20 غراما لكل عينة وتحليلها في معامل الأغذية بوزارة الصحة.مستويات طبيعية
وقد أظهرت النتائج أن تركيز اليوم بالبول يصنف ضمن المستويات الطبيعية قياسا بالمعايير المحددة من منظمة الصحة العالمية والشبكة الدولية لليود، فقد كان الوسيط الإحصائي لتركيز اليوم بالبول 130.2 و173.5 ميكروغراما لكل لتر لدى أطفال المدارس، 1890 عينة والنساء الحوامل 422 عينة على التوالي، كما كان تركيز اليود بملح الطعام المنزلي كافيا «35.7 جزءا في المليون»، مقارنة بالمواصفات الخليجية وتوصيات الشبكة الدولية لليود.وشددت الدراسة على أن اليود يعد واحدا من عناصر هرمونات الغدة الدرقية الذي يعمل كعامل حافز في عملية التمثيل الغذائي وحرق الطاقة، فاليود من المعادن التي يحتاج إليها الجسم بكميات معتدلة، ويساعد هذا المعدن في عملية أيض الدهون، وهو ضروري للنمو الجسدي والعقلي، كما أن اليود هو أكثر ما تحتاج إليه الغدة الدرقية، فهو يساعدها على العمل ويحميها من التضخم، ويحثها على إفراز الهرمون الخاص بعملية أيض الدهون، وأي خلل يحدث في عمل هذا الهرمون يؤثر في أداء الجسم عموما، كما أن انخفاض نسبة معدن اليود في الجسم يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية، ويتسبب في حدوث خلل عقلي لدى الأطفال، والأخطر من ذلك ارتباطه الوثيق بسرطان الثدي لدى النساء، وعندما يفتقر الجسم إلى اليود يشعر الإنسان بالتعب والخمول وزيادة في الوزن. ومن أهم مصادر اليود أسماك السلمون والسردين والتونة والبيض والفستق والثوم والفاصوليا والفطر والسمسم والسبانخ.الأطعمة الغنية باليود
يعتبر اليود من المعادن الأساسية التي تعمل على تحسين سير عمل الغدة الدرقية، وهي الغدة المسؤولة عن إدارة عملية النمو والأيض في الجسم. ونقص اليود يمكن أن يسبب أعراضاً وأمراضاً كثيرة مثل التعب وارتفاع الكولسترول والخمول والاكتئاب، وتورم الغدة الدرقية. وتشير الدراسات إلى أن هناك أدوية تؤخذ لعلاج نقص اليود، ولكن يفضل بشكل عام فى علاج نقص الفيتامين أو المعادن الاعتماد على الأطعمة والوجبات التى تفيد أكثر من الدواء، ومن هذه الأطعمة التى تعد من أهم مصادر اليود ما يلي: الأعشاب البحرية الصينية مثل سرطان البحر وسمك القد والروبيان، التونة والأسماك، التوت البرى، البيض المسلوق، الثوم، فول الصويا، السبانخ، التركي المشوي، التوت البري، البطاطا المخبوزة، الحليب، الفاصوليا البحرية، التونة المعلبة، الملح المعالج باليود، الزبادي، الموز، الفراولة، الذرة، الجبنة الشيدر والفاصوليا الخضراء. وقد تحدث زيادة نسبة اليود عن المعدلات الطبيعية حرقاناً في المعدة، وقد تؤدي إلى غيبوبة.