بعد أشهر من إعلان قيادات مسيحية ومسؤولين أمنيين في مصر، بدء وزارة الداخلية تدريب عدد من فرق "الكشافة"، التابعة للكنيسة المصرية، لمواجهة التهديدات الإرهابية، انقسمت الأوساط القبطية في مصر بشأن المطالبة بتسليح هؤلاء الكشافة، في ظل تهديدات تواجهها الكنائس، بعد سقوط عشرات الأقباط بين قتيل وجريح، خلال الأشهر الماضية، بسبب عمليات إرهابية تقوم بها مجموعات متشددة في مصر.

ففي حين اتهم بعض الخبراء فكرة "تسليح الكشافة" بأنها ستكون بؤرة لتكوين ميليشيات دينية، قد تؤدي إلى احتقان طائفي فيما بعد، اعتبر البعض أن اكتفاء وزارة الداخلية بتدريب عناصر قبطية، على "تحقيق الاشتباه"، والقدرة على التفتيش الذاتي للأفراد والسيطرة على مسلحين أو حاملي متفجرات، أمر غير كافٍ لحماية الكنائس والأماكن المقدسة عند الأقباط.

Ad

وفي حين طالب رئيس منظمة "الاتحاد المصري لحقوق الإنسان"، نجيب جبرائيل، بتدريب كشافة الكنيسة وتزويدهم، على الأقل، بعصا كهربية لمواجهة تهديدات العناصر الإرهابية، التي تستهدف الكنائس، امتدح النائب البرلماني القبطي يسري مهنى القرار، معتبراً وزارة الداخلية موفقة في هذا الاتجاه الجديد، وأضاف: "حين تعلِّم شباب الكشافة طرق الدفاع عن الكنائس وحمايتها ضد الاعتداءات، يكون هناك رد فعل على أساس تدريبي، والأمر ليس مجرد محاولة من الشرطة التخلي عن مسؤوليتها".

في المقابل، قال المفكر القبطي كمال زاخر، إن فكرة تدريب الكشافة جاءت باقتراح من قبل مدير أمن المنيا، اللواء ممدوح عبدالمنصف، الذي نقله إلى أسقف عام المنيا، الأنبا مكاريوس، بشأن إمكانية تدريب شباب الكشافة في الكنيسة لمواجهة الاعتداءات المتوقعة، وأضاف زاخر: "للأسف، هذا الأمر يفتح الباب أمام تشكيل خلايا مسلحة على أساس طائفي تدشن النموذج اللبناني، لأن كل فصيل إسلامي سيطالب بتدشين كشافة تابعة له، ويؤكد على تخلي وزارة الداخلية عن دورها ومسؤوليتها في تأمين الكنائس".

الباحث والمفكر القبطي سليمان شفيق، اعتبر اتجاه وزارة الداخلية لتدريب الكشافة، دليلاً على عدم قدرة الداخلية على حماية الكنائس، وأضاف: "هذا تفريط في عمل وطني يضع الشرطة نفسها في موضع اتهام بتدريبها ميليشات مسيحية، وأنا أحذر آباء الكنيسة من وضع أبناء الكنيسة في مرمى النيران ضد الإرهابيين".