استقبل سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، أمس، في قصر بيان الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فديريكا موغيريني، وبحث معها مستجدات الأزمة بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات ومصر والبحرين من الجهة الأخرى، بحضور النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي، وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله.

Ad

اجتماع مع الخالد

وعقد الخالد وموغيريني جولة محادثات في قصر بيان بحضور العبدالله وقيادات الخارجية. وأشاد الخالد أثناء اللقاء بـ"العلاقات المميزة"، التي تربط بين دولة الكويت والاتحاد الأوروبي، وكذلك بالعلاقات التي تربط بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع دول الاتحاد الأوروبي في كل المجالات ومختلف الصعد. كما تم خلال اللقاء بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وكانت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي قالت في تصريح للصحافيين في 17 الجاري "سأقوم بزيارة الكويت الأحد المقبل، الوسيط الذي ندعمه ونتعاون معه، حيث اننا على اتصال مستمر مع الجانب الكويتي".

ويقوم سمو أمير الكويت بجهود وساطة لرأب الصدع الخليجي، حظيت بإشادة دولية واسعة، اذ أعرب قادة ومسؤولون دوليون عن دعمهم لجهود سموه المخلصة من أجل حل الأزمة الخليجية وثقتهم الكاملة في المبادرة الدبلوماسية، التي اتخذها سمو الأمير، ومساعيه الحميدة نحو مستقبل خليجي أكثر أمناً واستقراراً.

وأكدت موغيريني أمس أن الكويت تتمتع بالمكانة والثقة من كل الأطراف الإقليمية والدولية لإيجاد حل سياسي دبلوماسي للأزمة الخليجية.

وقالت موغيريني، على هامش زيارتها الرسمية للبلاد، إن الاتحاد الأوروبي يدعم جهود الوساطة التي يقوم بها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لدعم المفاوضات بين أطراف الأزمة الخليجية.

ووصفت زيارتها للكويت بـ»الممتازة»، إذ بحثت العلاقات الثنائية بين الاتحاد الاوروبي والكويت والمجالات التي يجب ان يتم تطويرها، مشيدة بنتائج هذه الزيارة.

ولفتت الى انها ناقشت خلال الزيارة ايضا القضايا الإقليمية التي يتم العمل عليها، لاسيما دعم العراق بعد انتصار جيشه على ما يسمى تنظيم داعش واعادة اعمار المناطق المحررة، والعمل على ازمات اخرى مثل اليمن وسورية وغيرها.

وبدأت مساعي وساطة الكويت تتبلور في أزمة قطع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر علاقتها مع دولة قطر، وسط تطلع دولي وإقليمي إلى أن تثمر جهود سمو الأمير عن نتائج طيبة تعزز الوحدة الخليجية.

إردوغان

وفي وقت لاحق استقبل سمو الأمير، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، القادم من السعودية، في إطار جولة خليجية من المقرر أن ينهيها غداً في الدوحة.

وأجرى سمو الأمير جولة محادثات مع الرئيس التركي، تناولت آخر مستجدات الأزمة الخليجية، بالإضافة الى تطورات الأوضاع في العالم.

الملك سلمان وإردوغان

وفي جدة، عقد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز جلسة مباحثات مع إردوغان في قصر السلام، بحثا خلالها "الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب ومصادر تمويله".

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن الملك سلمان وإردوغان استعرضا خلال المباحثات، العلاقات بين البلدين، كما بحث الجانبان السعودي والتركي تطورات الأوضاع في المنطقة.

واستقبل سمو الأمير بدار سلوى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وذلك بمناسبة زيارة العمل التي يقوم بها للبلاد.

وحضر اللقاء رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، الى جانب صباح الخالد وكبار المسؤولين بالدولة.

وعقدت المباحثات الرسمية بين الجانبين، وقد تناولت استعراض العلاقات الثنائية التي تربط الكويت بالجمهورية التركية الصديقة وسبل تعزيزها وتنميتها على الصعد كافة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين، كما تضمنت المباحثات بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات بالمنطقة.

وساد المباحثات جو ودي عكس روح التفاهم والصداقة التي تتميز بها العلاقات الطيبة بين البلدين في خطوة تجسد رغبة الجانبين في تعزيز التعاون القائم بينهما في كل المجالات.

وأقام سمو الأمير بدار سلوى مأدبة عشاء على شرف إردوغان والوفد الرسمي المرافق له.

إردوغان يجدد دعمه

وجدد الرئيس التركي أمس دعم بلاده لجهود الوساطة الكويتية الرامية الى حل الأزمة الخليجية. وقال في مؤتمر صحافي قبل توجهه الى جدة، إن سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد يقوم بدور مهم في المنطقة منذ تولي سموه مقاليد الحكم، مشيدا بدور الكويت في حل الأزمة الخليجية.

وأشار الرئيس التركي إلى دعمه للوساطة التي يقوم بها الأمير، ودعا الدول الأخرى في المنطقة والأسرة الدولية الى تقديم "دعم قوي" الى جهود "شقيقه".

كما لفت الى الدور المهم الذي قد يؤديه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لحل الأزمة مع قطر، معربا عن الأسف إزاء التطورات الأخيرة في الخليج.

وصرح إردوغان في مؤتمر صحافي في اسطنبول قبل ان يصعد على متن الطائرة التي تنقله الى السعودية "ليس في مصلحة أحد ان تطول هذه الأزمة أكثر".

وتابع "منذ بدء الأزمة مع قطر نحن مع السلام والاستقرار والتضامن والحوار. لقد قدمنا المقترحات الضرورية للاطراف المعنيين، ونواصل القيام بذلك".

وأشاد الرئيس التركي بالطريقة التي تعاملت بها قطر مع الأزمة الخليجية منذ بدايتها، ونقلت "الأناضول" التركية للأنباء عنه القول قبل المغادرة الى جدة: "قطر تصرفت منذ بداية الأزمة الخليجية بعقل سليم وببصيرة تامة، وبذلت جهوداً كبيرة لحل الخلاف عن طريق الحوار، وأعتبر تصريحات الأمير تميم (بن حمد أمير قطر) قبل يومين بخصوص الأزمة الخليجية خطوة صحيحة نحو الحل".

وقال إن "تركيا تشعر بالأسف إزاء التطورات الأخيرة في الخليج، والمسلمون اليوم بحاجة أكثر من أي وقت للتكاتف ورص الصفوف، وللأسف المآسي الحاصلة في سورية والعراق وليبيا وفلسطين تزداد يوما بعد يوم، وما يحصل في المسجد الأقصى دليل على ذلك".

وشدد إردوغان على "وجوب ابتعاد العالم الإسلامي عن الخلافات الداخلية التي من شأنها هدر طاقات الدول"، وأشار في هذا الخصوص إلى أن أنقرة دعت منذ اندلاع الأزمة الخليجية إلى "وجوب حل الخلافات بالطرق السلمية وعن طريق الحوار".

وقال إن "إطالة أمد الأزمة الخليجية لن يعود بالنفع على أي طرف من أطراف الخلاف"، لافتا إلى أن الأطراف المستفيدة من الأزمة الخليجية "هم الذين يسعون إلى زرع الفتنة بين الأشقاء، والتحكم في مستقبل المنطقة".

وأوضح أن "السعودية تعد الشقيق الأكبر لمنطقة الخليج العربي"، وأن "دوراً كبيراً يقع على عاتقها فيما يخص حل الأزمة الخليجية، والملك سلمان بن عبد العزيز يأتي في مقدمة الشخصيات القادرة على حل الخلاف".

وقال إنه سيبحث مع أمير قطر اليوم "آخر المستجدات المتعلقة بالأزمة الخليجية، والأوضاع السائدة في سورية والعراق واليمن وليبيا، ومكافحة الإرهاب"

جونسون

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس استمرار بلاده في التواصل مع شركائها بالمنطقة، لمساعدتهم على التوصل إلى حل للازمة الخليجية ودعم جهود الوساطة الكويتية.

ورحب جونسون في بيان صحافي باستعداد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لحل الخلافات مع السعودية والإمارات ومصر والبحرين من خلال الحوار والتفاوض عبر الوساطة الكويتية.

كما أكد التزام دولة قطر بمكافحة الإرهاب بجميع مظاهره بما في ذلك تمويل الإرهاب.

وأعرب المسؤول البريطاني عن امله في إجراء مناقشات موضوعية بشأن الاختلافات المتبقية، وان تسفر عن نتائج مرجوة.

تعاون كويتي - أوروبي

قال سفير دولة الكويت لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي ولوكسمبورغ، جاسم البديوي، إن زيارة منسقة السياسات الخارجية والأمنية فديريكا موغيريني الى البلاد تأتي في نطاق العلاقات المتميزة التي تربط الكويت بالاتحاد الأوروبي، والتي توجت بتوقيع اتفاقية التعاون المشترك العام الماضي.

وأضاف البديوي أن هذه الاتفاقية «المهمة» حددت أوجه العلاقات بين دولة الكويت والاتحاد الأوروبي على المستويات كافة، مثل التنسيق السياسي والأمني والتعاون الاقتصادي والطاقة والتعاون في المجال الإنساني والثقافي والصحي، وغيرها من المجالات المشمولة بالاتفاقية.

وذكر أنه تم خلال لقاءات الضيفة مناقشة السبل المثلى في التعاون الثنائي بين الكويت والاتحاد الأوروبي، كما تم الاتفاق بين النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وموغيريني على تحديد 3 نقاط بين الطرفين في نطاق اتفاقية التعاون.

وأشار الى أن تلك الأولوليات التي تم الاتفاق عليها تركزت في المجال الاقتصادي والتعاون في مجال الطاقة والتعاون في مجال المساعدات الإنسانية، إضافة الى تنسيق الجهود وتوحيد الأهداف المشتركة.

وبين أن الطرفين تباحثا بهذه النقاط وكيفية المضي قدما، إضافة الى تحديد الأولويات بالتعاون المشترك بهذه النقاط المهمة «التي هي باكورة اتفاقية التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبي».

وأوضح أن هناك اجتماعا تمهيديا سيعقد بين الجانبين في شهر سبتمر المقبل، وسيكون على مستوى الخبرات للتباحث حول وضع تلك الأولويات.

وأعرب البديوي عن أمله أن تؤتي هذه الاتفاقية ثمارها وتحقق أهدافها، لافتا الى أن هناك مصالح كبيرة لدولة الكويت في الاتحاد الاوروبي لاسيما على مستوى الاستثمارات الكويتية، معربا عن الأمنيات أن تسهم هذه الاتفاقية في تعزيز وجود تلك الاستثمارات وتوثيقها وحمايتها.

وعن لقاء موغيريني مع سمو أمير البلاد، قال إنه تم التباحث حول العديد من القضايا الإقليمية وعلى رأسها الأزمة الخليجية، مشيرا الى أن موغيريني أبدت تقدريها للجهود التي يبذلها سمو الأمير في رأب الصدع وتوثيق العلاقات الخليجية.

وبين أن الاجتماعات التي أجرتها موغيريني خلال زيارتها للبلاد وثقت العلاقات الكويتية بالاتحاد الاوروبي بشكل واضح ومتين، معتبرا أن هذه اللقاءات «نقلة تاريخية» في العلاقات التي وضعت دولة الكويت في مكانها الصحيح على رأس أولويات الاتحاد الأوروبي.