موسكو تحضّر منطقة آمنة بإدلب
● «تحرير الشام» تدعو إلى «مشروع سني»
● دانفورد: صراع موسكو وطهران يظهر
في خضم توتر غير مسبوق واقتتال دام انتهى بوقوع مركز المحافظة في قبضة هيئة «تحرير الشام»، بقيادة جبهة «فتح الشام»، ذراع تنظيم القاعدة السابقة في سورية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أنها بصدد إنشاء مناطق لخفض التصعيد في إدلب، مشيرة إلى أنها أبلغت واشنطن وعمان وتل أبيب بنشر قواتها جنوب سورية.وأوضحت «الدفاع» الروسية أن شرطتها العسكرية أقامت نقطتي تفتيش و10 نقاط للمراقبة جنوبي سورية، حيث سيطرت قوات الرئيس بشار الأسد على 150 كلم من الحدود مع العراق و211 كم من الحدود مع الأردن، مؤكدة أنها أقامت أيضاً 6 نقاط مراقبة أخرى في منطقة تخفيف التصعيد في غوطة دمشق الشرقية.وبعد مرور ساعات على استفرادها بمدينة إدلب على حساب حركة «أحرار الشام»، التي قررت الانسحاب إثر خمسة أيام من الاقتتال الدامي، أصدرت «هيئة تحرير الشام» بياناً ليل الأحد- الاثنين أكدت فيه أنها كانت ومازالت جزءاً من «الثورة السورية»، داعية جميع الفصائل إلى اجتماع فوري للخروج بـ «مشروع سني يحفظ الثورة وأهلها».
وشددت الهيئة، التي تشكل «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً وجناح تنظيم القاعدة في سورية) نواتها الرئيسة، على الجهاد حتى إرساء الاستقرار في المنطقة وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وتأسيس «مشروع سني ثوري جامع يحفظ الثوابت ويحقق الأهداف بمشاركة الكوادر المدنية والنخب السياسية في الداخل والخارج إلى جانب الكتل العسكرية لجميع الفصائل والمجموعات».وطمأنت «تحرير الشام»، الخارجة لتوها من اقتتال داخلي مع حليفتها السابقة «أحرار الشام»، على أن المناطق المحررة ملك لأهلها، لا يمكن بحال أن تستفرد بها جهة دون أخرى، مؤكدة ضرورة تسليمها لإدارة مدنية تقوم على تنظيم حياة الناس، بحيث توضع القوى الأمنية للفصائل في خدمة تلك الإدارة.ووجهت الهيئة دعوة إلى «الفصائل العاملة في الشمال السوري، إضافة إلى العلماء والمشايخ والنخب الثورية والكوادر المدنية، لاجتماع عاجل وفوري للوقوف على تحديات المرحلة والخروج بمشروع يحفظ الثورة وأهلها ويمثلها خير تمثيل ويقودها للنصر».
حشد وخرق
ومع استمراره في خرق الهدنة المعلنة في غوطة دمشق الشرقية باستهدافه عين ترما وحوش الضواهرة والنشابية وحرستا بقصف جوي وصاروخي، أرسل النظام تعزيزات جديدة لدعم قواته المقاتلة ضد تنظيم «داعش» على محور السخنة شمال شرق مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي.وبحسب مصدر في مطار القامشلي ومصادر إعلامية مقربة من النظام، فإن «نحو 200 من مقاتلي الدفاع الوطني غادروا المطار ليل الأحد- الاثنين متوجهين إلى السخنة»، موضحة أن عناصر من الحرس الجمهوري تحركت مع آلياتهم ودباباتهم من جبهة الزلف بريف السويداء الشمالي الشرقي باتجاه بلدة السخنة.ولفتت المصادر إلى أن التعزيزات تم إرسالها إلى السخنة بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الحكومية على هذا المحور، حيث سقط 48 قتيلا، بينهم 8 ضباط، اثنان منهم برتبة عميد خلال الأيام الثلاثة الماضية. وتعد سيطرة القوات الحكومية على بلدة السخنة في حال تحققها خطوة مهمة نحو دخول ريف دير الزور الجنوبي الغربي، بالتوازي مع تقدمها على بقية الجبهات، ولاسيما ريف الميادين الجنوبي الغربي وريف الرقة الشرقي.استعراض روسي
إلى ذلك، أعلن قائد القوات البحرية الروسية فلاديمير كورولوف، أمس، أن سفنا وطائرات حربية روسية ستشارك في استعراض بحري عسكري قرب ميناء طرطوس السوري بمناسبة يوم الأسطول الحربي الروسي.وأضوح كورولوف أن الاستعراض البحري العسكري في البحر الأبيض المتوسط سيجري للمرة الأولى في 30 يوليو بقرار من وزير الدفاع سيرغي شويغو، مشيرا إلى أن الفرقاطة «الأميرال أسين» ستقود مجموعة السفن الروسية أثناء الاستعراض.مصالح متباينة
وفي واشنطن، أشار رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، أمس، إلى تباين مصالح بين روسيا وإيران وتنافس على النفوذ في سورية، مؤكدا أن التقارب الروسي- الإيراني- السوري لن يستمر، لأن ما تريده طهران ودمشق يختلف عما تبحث عنه موسكو، وذلك سوف يظهر للعيان مع مرور الوقت.وقال دانفورد، خلال مشاركته في منتدى «أسبن» الأمني المنعقد في ولاية كولورادو الأميركية، «من المؤكد أننا نواجه يومياً نشاطات إيران التوسعية المخبربة في المنطقة»، معتبرا أنها هي الدولة الأكثر تهديداً لمصالح الولايات المتحدة، التي «أولا وقبل كل شيء للحيلولة دون وقوع حرب نووية».وبعد زيارة المسؤول الثاني في التحالف الدولي روبرت جونز للقوات سورية الديمقراطية ذات الغالبية الكردية في مدينة عين عيسى بمحافظة الرقة، وتأكيده أنها شريك جدير بالثقة، حاول دانفورد طمأنة تركيا، بتشديده على أن أي حل سياسي أو عسكري في سورية، سيأخذ بعين الاعتبار مصالحها الأمنية.