نهاية سريعة لمعركة عرسال... و«المستقبل» شكك بشرعيتها

• «حزب الله» يسيطر على وادي الخيل ويرفض التفاوض
• الجيش يسهل دخول نازحين

نشر في 25-07-2017
آخر تحديث 25-07-2017 | 00:05
جنديات لبنانيات يساعدن نازحين سوريين في عرسال أمس
جنديات لبنانيات يساعدن نازحين سوريين في عرسال أمس
يبدو أن المعركة في جرود عرسال، التي أجّلت لسنوات، وتم استخدامها سياسياً من الأطراف المتنازعة في لبنان، تتجه إلى نهاية سريعة وغامضة على يد «حزب الله» الذي اختار توقيتها وفق تطورات إقليمية ودولية، وسط ترقب لنتائج وتداعيات هذه المعركة، سواء على سورية
أو لبنان.
بعد 4 أيام على بدء معركة عرسال، يبدو أن الأمور تتجه صوب الحسم، مع إعلان قيادة عمليات "حزب الله"، أمس، أن "المعركة مع جبهة النصرة شارفت على نهايتها"، داعية "جميع المسلحين في ما تبقى من جرود عرسال إلى أن يحقنوا دماءهم بإلقائهم السلاح وتسليم أنفسهم مع ضمان سلامتهم". وأفاد الإعلام الحربي للحزب عن "حالات فرار وانسحابات واسعة في صفوف النصرة بواسطة دراجات نارية باتجاه خطوط التماس مع داعش في شرق جرد عرسال"، إضافة إلى "انسحاب مجموعات أخرى باتجاه وادي حميد والملاهي، حيث مخيمات النازحين السوريين".

«حزب الله» يتقدم

وواصل "حزب الله"، أمس، تقدمه في جرود عرسال، حيث سيطر صباحا على وادي المعيصرة ومرتفع قلعة الحصن في جرود عرسال، الذي يشرف بشكل مباشر على مثلث معبر الزمراني شرق الجرد. وأحكم مقاتلو الحزب سيطرتهم الكاملة على وادي الخيل، بعد معارك خاضها مع ساعات الصباح تركزت بشن هجوم واسع وقصف مدفعي وصاروخي وتقدم على أكثر من محور، وسط انهيار تام وفرار في صفوف مسلحي "النصرة"، وتحذيرات من فرار المسلحين الى منطقة وادي حميد والاحتماء بالمدنيين في المخيمات.

وقالت مصادر ميدانية إن "الحزب تقدم إلى ما تبقى من وادي الخيل من 3 جهات الشرقية والغربية والجنوبية، وتمكن من السيطرة على الوادي الذي يعد من أهم معاقل النصرة بوتيرة سريعة"، مضيفة: "تقدم عناصر الحزب بشكل واسع بجرود عرسال، وسيطروا على مواقع النصرة في وادي معروف، وادي كحيل، وادي زعرور، وادي الدم، وادي الدقايق".

وختمت: "أبلغ حزب الله لوسطاء أن الحسم العسكري أصبح الخيار النهائي، ولا مجال للتفاوض مع النصرة، واتخذت قيادة الحزب القرار باستغلال الانهيار الحاصل في صفوف المسلحين حتى النهاية عبر هجمات متتالية وسريعة".

العسكريون المخطوفون

في السياق، ذكرت قناة الـ "أو.تي.في"، أمس، أن "الأجهزة الأمنية حددت مكان وجود المخطوفين لدى داعش، وهو قريب من أمكنة انتشار وحدات حزب الله". وأضافت انه "على رغم تحديد مكان وجودهم، فإن معلومات عن وضع العسكريين لدى داعش غير متوافرة". ولاحقا، نفى أهالي العسكريين المخطوفين لقناة "الجديد"، "كل ما أشيع من معلومات عن تحديد موقع ابنائهم".

في موازاة ذلك، سهّل الجيش، بالتعاون مع الصليب الأحمر، دخول 79 شخصا من النساء والأطفال من المخيمات في وادي حميد في جرود عرسال الى داخل البلدة. وواصل فريق هيئة الإغاثة في عرسال بتقديم المساعدات العينية للعائلات التي نزحت من جرود عرسال إلى داخل البلدة وقدمت حصصاً غذائية لهم بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبتوجيه من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان.

إلى ذلك، اعتبر تيار "المستقبل" في بيان، أمس، أنه "إذا كانت أبواق السفاهة والتحريض والتخوين الموالية لحزب الله، تعتبر المعارك الدائرة في جرود السلسلة الشرقية، فرصة لإضفاء الشرعية الوطنية على مشاركة الحزب في الحرب السورية، وسائر الحروب التي يشارك فيها بلبنان والخارج، فإننا في تيار المستقبل لن نقع في هذه الخطيئة الوطنية، مهما بلغ حجم التهديدات والرسائل المكتوبة والمتلفزة التي تهدد المعترضين على سياسات "حزب الله" بالقتل والإبادة والملاحقة".

وعبر "المستقبل" عن "أسفه لتلك الدونية في مقاربة الاعتراض السياسي على زج لبنان بالحرب السورية، يؤكد موقفه المبدئي الذي لا تراجع عنه، ويتمسك باعتبار الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، الأداة الحصرية للدفاع عن لبنان واللبنانيين وحماية الحدود".

وردا على البيان، اعتبر رئيس حزب "التوحيد العربي"، الوزير السابق وئام وهاب أن "مشاركة حزب الله في الحرب على الإرهاب ليست بحاجة إلى تغطية تيار سيصبح قريباً من الماضي، وطالما قمتم بتبليط النورماندي تستطيعون أن تكملوا احتجاجاً"، مضيفا: "لو كنتم صادقين في أقوالكم لما قبلتم أن يعود سعد الحريري رئيساً للحكومة بموافقة حزب الله، كفى نفاقاً، فالسنة في لبنان فقدوا الأمل بكم". وأشار في "تغريدة" على موقع "تويتر"، أمس، إلى أنه "ليس هناك في لبنان والأمة بوق مشبع بالعمالة والوقاحة والخيانة أكثر منك يا فؤاد السنيورة ومن أزلامك في الكتلة".

مشاكل صحية وراء وفاة 4 سوريين

تسلم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، أمس، تقرير اللجنة الطبية التي كشفت على جثث السوريين الأربعة الذين ألقي القبض عليهم في منطقة عرسال، أثناء عملية أمنية للجيش اللبناني، تخللتها 5 عمليات انتحارية، وما لبثوا أن فارقوا الحياة. واعتبر التقرير أن "وفاتهم ليست ناتجة عن أعمال عنف، بل عن مشاكل صحية مختلفة لكل منهم". وكان ناشطون سوريون معارضون اتهموا الجيش اللبناني بتعذيب هؤلاء حتى الموت.

دعوة إلى القتل في افتتاحية صحيفة!

شكّلت الأحداث والمعارك الجارية في جرود عرسال مادة دسمة للسجالات السياسية والإعلامية، وآخرها قيام رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" المحسوبة على "حزب الله"، إبراهيم الأمين، بنشر افتتاحية، أمس، يهدد فيها بقتل كل من يرفض أن تكون "الإمرة لحزب الله"، واصفا هؤلاء بأنهم "عملاء وخونة". وأثار كلام الأمين ضجة كبيرة على وسائل التواصل، وانقساما بين مؤيد ومعارض لكلامه.

وفيما اعتبر المعارضون تهديد الأمين صادرا بطريقة غير مباشرة عن حزب الله، أشاد المؤيدون له بصحته، مذكرين بأن بعض اللبنانيين كانوا ضد القتال مع إسرائيل.

في المقابل، سخر معلق لبناني معروف من تهديدات الأمين، قائلا انها نسفت بدقيقة واحدة كل "الإجماع" الذي تمكن حزب الله من الحصول عليه بسبب قتاله مجموعات إرهابية على الحدود.

back to top