أديت في «هذا المساء» تجربتك الدرامية الأولى كمحترفة. كيف نجحت في الإمساك بتفاصيل شخصية «تقى» وتقديمها بهذه الجودة؟

يرجع ذلك إلى جهود المُخرج تامر محسن الذي تحدث إليّ عن تفاصيل الشخصية وإحساسها وأبعادها في المواقف والأحداث كافة، ما سهَّل عليّ تقديمها وتجاوز الصعوبات التي واجهتنا.

Ad

ماذا عن أصعب المشاهد التي واجهتك في كواليس العمل؟

كان مشهد التحرّش الأصعب في المسلسل. قدّمته إلى جانب الفنان محمد جمعة الذي أدى دور «فياض»، وكان حقيقياً وواقعياً لدرجة كبيرة، إذ أحكم المخرج تامر محسن خطة ذكية كي يظهر أدائي واقعياً وصادقاً ومن دون تكلّف. ورغم أن الشمهد كان صعباً فإنه كان مميزاً، ولمس كل فتاة تعرّضت لهذا الموقف.

نجاحك في الدراما التراجيدية بشهادة الجميع، هل سيسجنك في هذا النوع من الأعمال؟

بالتأكيد، لا أتمنى أن يفرض عليّ النجاح السجن في أي نوع من الأدوار، لأنني أحب التمثيل وأتمنى أن أقدم مختلف الألوان الدرامية حتى الكوميدي منها، ولن أُحصر في نوع محدد لمجرد أنني نجحت فيه. من جانبي، سأجتهد بالطبع في تدقيق اختياراتي وتنويعها في حدود المتاح بالطبع.

تكنولوجيا وتصنيف

إلى أي مدى تعد التكنولوجيا عنصراً مؤثراً في مجتمعاتنا؟ وهل هذا الصراع يصنع حالة من الهوس والخوف؟

أصبحت التكنولوجيا من ضروريات الحياة اليومية لكل فرد في مجتمعنا، خصوصاً في التواصل مع الآخرين، ما يترتّب عليه الإحساس بالخوف والهلع، خصوصاً بعدما لفت المسلسل النظر إلى خطر اختراق الخصوصية والتعرف إلى مجمل البيانات الشخصية والمعلومات، بل والأسرار أيضاً، ما يمحي خصوصية الأفراد، وهو أمر مرعب.

ولكن يرى البعض في هذا الأمر مُبالغات للإيحاء بوجود هذا الخطر.

للأسف، لا وجود لأية مبالغة في طرح الفكرة، والعمل في الأساس يناقش قضية هذا الخطر والتجسس واختراق الخصوصية. وبصدق، كان يجب طرح هذا الموضوع لتنبيه الجميع، لا سيما من يتعاملون ببساطة مع التكنولوجيا التي ربما تدمّر حياتهم في حال سرقة الهاتف مثلاً. وهذا لا يعني أن الهواتف كافة مراقبة أو مخترقة، ولكن الحذر واجب.

ما رأيك في ظاهرة التصنيف العمري لعدد من المسلسلات، من بينها «هذا المساء»؟

التصنيف العمري من وجهة نظري أمر إيجابي لتحديد ما يناسب المشاهدين بأعمارهم كافة، من ثم لا تتعرّض فئة عمرية معينة لعمل لا يلائمها وتكون النتائج سلبية.

بدايات ومسرح

هل قللت بداياتك المسرحية من حدة التوتر في تجربتك الدرامية الأولى؟

استفدت من تجربتي على خشبة المسرح، لكنها لم تقض على حالة التوتر والخوف من الكاميرا، خصوصاً أنها تجربتي الدرامية الأولى. لكل من المسرح والدراما متعته الخاصة وطريقة العمل فيه، وتقنيات مختلفة. في المسرح يحصل الممثل على ردود الفعل مباشرة من الجمهور على عكس التلفزيون، حيث تأتي الآراء بعد التصوير والعرض.

شاركت في عدد من عروض المسرح بشكل متنوع بين الإخراج والتمثيل، أيهما تفضلين؟ وهل يمكن أن نراك على مقعد الإخراج الدرامي يوماً ما؟

أنا فعلاً، شاركت في عروض مسرحية عدة مع صديقي وأستاذي المخرج شادي الدالي، وأخرجت عرضاً بمفردي تحت اسم «حبهان» عام 2013 ومن خلاله عشقت تجربة الإخراج، فأنا هاوية له منذ صغري إلى جانب التمثيل طبعاً، أما الإخراج الدرامي فربما أفكر يوماً في خوض التجربة ولكن حتماً ليس الآن لأني مشغولة بتثبيت قدميّ كممثلة.

حدثينا عن عرض مسرحية «الخلطة السرية» ومشاركتها في مهرجان المسرح العربي.

شاركت المسرحية في الدورة التاسعة من المهرجان في الجزائر. العرض من إخراج شادي الدالي، ونتاج ورشة كتابة مشتركة بينه (كان يرأس الورشة) وبين أعضاء العرض من ممثلين، وحقّق ردود فعل مرضية جداً.

ما الذي يحتاج إليه المسرح، خصوصاً المستقل للظهور في المشهد الفني مجدداً؟

يحتاج المسرح المستقل إلى اهتمام كبير من المسؤولين في وزارة الثقافة في مصر، إلى جانب زيادة إنتاج العروض، واحتضان الأفكار وطرحها، والتعاون مع الشباب الطموحين الذين يحبون المسرح. باختصار، المسرح يحتاج إلى مسرح.

صناعة نجم

حول قدرة الموهبة على صناعة نجم، تقول أسماء أبو اليزيد: «تكفي الموهبة وحدها لتقديم «مشروع نجم»، لكن المذاكرة والاجتهاد يصنعان النجومية، إذ يحقق الفنان طموحه ويحافظ على نجاحه ويطوره».