عقد فريق من متحف سميثسونيان الأميركي، الزائر لمركزي عبدالله السالم وجابر الأحمد الثقافيين ومتاحف حديقة الشهيد في الفترة من 23 إلى 28 الجاري، مؤتمراً صحافياً ظهر أمس، حول الزيارة وأهدافها بحضور د. سامي المصري المدير التنفيذي للمركزين الثقافيين وعبدالله المطيري.

في البداية، قالت نائبة مدير متحف هيرشورن التابع لسميثسونيان وحديقة المنحوتات والمتحف الوطني للفنون الحديثة والمعاصرة، المتحدثة الرائدة عن الفن والثقافة في القرن الحادي والعشرين، إليزابيث دوغل: "أعجبت بالمراكز الثقافية والتوجه الثقافي الذي يعيد الحفاظ على الإرث الثقافي والرؤية التربوية التي تنبثق عنها الاستراتيجية الثقافية والتربوية، إضافة إلى التواصل مع الجمهور بكل شرائحه لتهيئة مناخ تعليمي وتربوي، والحفاظ على البيئة، مثل متحفي الموطن والذكرى في حديقة الشهيد، حيث التعامل مع الماضي الصعب والاجتياح الآثم، والتطلع إلى المستقبل، إنها قاعدة تجديدية ترتكز على البحوث، كي يحدث التطور والتواكب مع متطلبات المجتمع والمستقبل، ليكون في متناول أيديهم كل المعلومات".

Ad

وتابعت حديثها: "إن المتاحف الحالية ليست مقصورة على التراث والثقافة فقط، بل على الاقتصاد والترفيه أيضاً، ومثال ذلك ما يقدمه مركز جابر الأحمد الثقافي من برامج ترفيهية وفنون الأداء المسرحية والموسيقى، ونتطلع إلى تسخير كل إمكاناتنا ومؤهلاتنا لإنجاح أهداف المؤسسات الثقافية الكويتية".

وأكدت دوغل على سبل التعاون من خلال المشاركة بأفضل الممارسات النقاشية بقطاع المتاحف وعبر التواصل مع الجمهور بكل شرائحه، والبرمجة، واستضافة المعارض العالمية في مجال البيئة أو الفنون الجميلة أو التراث الإسلامي، وكذلك في مجال التدريب وبناء القدرات الكامنة في الكوادر الكويتية الناشئة لتكون فاعلة في القطاع الثقافي.

مؤسسة عريقة

ومضت في حديثها قائلة إنه من خلال هذه المنظومة نكتشف الكويت وثروتها التاريخية والثقافية والتراثية عبر التمازج والمشاركة الفعلية كجزء من التواصل الثقافي، ما يمهد لإنشاء سوق عمل جديد في قطاع الفنون الأدائية والمتاحف عبر رؤية الديوان الأميري لاستقطاب الشباب الكويتي.

من جانبها، قالت مديرة مكتب سميثسونيان للعلاقات الدولية والبرامج العالمية مولي فانون: "المؤسسة عريقة جداً، مهمتها منذ إنشائها المعرفة وكيفية استدامة المعرفة حالياً ومستقبلا، وهذه المؤسسة تتكون من 19 متحفاً مع حديقة حيوان و9 مؤسسات بحثية، فلديها برنامج عالمي للتعاون مع مؤسسات وممثلين حكوميين ومحليين لأكثر من 150 دولة".

وأضافت أن زيارة الوفد جاءت تلبية لدعوة كريمة من الديوان الأميري لزيارة مركزي عبدالله السالم وجابر الأحمد الثقافيين ومتاحف حديقة الشهيد، وتم الاطلاع على هذه الصروح الثقافية بإعجاب كبير لهذا الإنجاز والرؤية للتغيير من مبدأ الحفاظ على الموارد الثقافية والتراث، وكيفية تسخير قدرات الخبراء من المؤسسة الأميركية لمساعدة الجمهور الكويتي لمواكبة المستقبل، كما يشاركون في مجال البرمجة والفعاليات والمؤتمرات والتنظيم الإداري الثقافي.

نواة فعلية

بدورها، قالت مديرة برنامج الاستدامة الثقافي لمكتب العلاقات الدولية بمؤسسة سميثسونيان، التي تتحمل مسؤولية الإشراف على تطوير المشروعات العالمية في الفنون والثقافة وتنفيذها، ليز تونيك سيدار: "نحن اليوم في عصر تحاول فيه المؤسسات الثقافية والمتاحف التي اقتصر دورها سابقاً في المحافظة على المقتنيات، الآن تشرك الجمهور كنواة فعلية لها دور كبير تلعبه في المجتمع، والذي سيكون فعالا لتتماشى مع متطلبات وتحديات المستقبل".

يذكر أن لمؤسسة سميثسونيان 155 مليون قطعة متحفية، منها 136 مليون من مجموعات التاريخ الطبيعي، إضافة إلى مجموعات فنية لبيكاسو وغيره، والهياكل العظمية للديناصورات والإنسان، مجموعة من الطيور المحنطة، وأول طائرة صنعها الأخوان رايت، ومجموعات تمثل التنوع البيئي على مستوى العالم، كما أن مهمتها أيضاً الحفاظ على الفنون والتقاليد والعادات التراثية بمختلف بلدان العالم، وتعمل على رقمنة هذه المجموعات من أجل توفيرها للجمهور بشكل عام، إلى جانب فتح المجموعات الأصلية للباحثين.