بعد صدور حكم التمييز وإقفال أبواب ملف قضية خلية العبدلي في وجه كل سياح التأويل الفانتازي والتفاسير المهرولة خارج نصوص الواقع والدفاع اللامعقول، ظهرت تالياً ردود أفعال متعددة هنا داخل المجتمع الكويتي، الأغلب منها كانت ردود أفعال مواطنين بمختلف أطيافهم وأعراقهم جعلوا من الولاء للوطن "نيشان" لا تخطئه سهام حبهم واعتزازهم، لهؤلاء الأغلب نرفع القبعة عالياً في الوقت ذاته الذي سنترفع فيه عن كل "قرمبع " وطني مثله. نوعان من ردود الأفعال المرصودة، أولهما ردود "جمهور الكرة" المطبلين لفريق واحد لا شريك له في المواطنة، المتقمصون لحال الهوليغانز الإنكليز ليعربدوا ويخربوا في أرجاء "حواري وفرجان" وحدتنا الوطنية الآمنة والمطمئنة، "جمهور الكرة" هؤلاء ليسوا من طائفة واحدة فقط بل من مختلف الأطياف، ولكن يجمعهم شعار واحد وهو لأجل عين طائفتي ألف عين حمئة لخطيئة تكرم، أسود علينا في مواجهة خطأ الآخر المخالف، وفي خرائب فرقهم نعامة تدس رأسها في الرمال المتحركة بعيداً عن الزئير المعتاد بنكهة المواء!
والثاني، وهو الأخطر، ردود أفعال عشاق الغفلة لإيران وحزب الشيطان، خصوصاً ممن بلع القط لسانه فجأة فصمت كفراً بوطن بعدما نطق دهراً لأمور أقل من هذا بكثير! هؤلاء العاشقون رموا وراء ظهورهم كل ما جاء في حيثيات حكم التمييز وما حملته سطور الاحتجاجات الرسمية قولاً وفعلاً تجاه إيران، وتابعها قفة الضاحية الجنوبية وجعلوا جل همهم تجاهل اسم إيران وحزبها وإخفاء بصمات عارهم التي ملأت مسرح الجريمة، بصمات تلمع في سماء الحقيقة، وجاءت واضحة فوق سطور الأحكام القضائية، فزع لِمَحوِها العشاق وتفرغوا لنبش ما تحت السطور بأظافرهم بحثاً عن نقطة ماء تبرير يغسلون به عار صمتهم في حضرة جمال كلمات الوطنية الصادحة، كلمات حق وولاء نطقت بها شفاه سنتنا وشيعتنا وعربنا وعجمنا على مر التاريخ، خالفها عشاق سراب يحسبه ظمآن العقل ماء، حتى جاء حبهم أعمى يفتقد بصيرة الأوطان وقد ضل من كانت العميان تهديه، وتمخض جبل نفاقهم فولد فأراً "ذهب "مع الريح العاصفة بكيان وطننا، في حين كان كلام الأوفياء من "فضفضة " ولاء محتوم لا يقبل أبداً القسمة على "انين" وطن!
مقالات
رماة الوطن وهوليغانز الطوائف وعشاق الغفلة
26-07-2017