لماذا حدثت أزمة الخليج؟ وهل ستتكرر؟
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
ومع تقديرنا للأسباب المعلنة للأزمة، والتي قد يكون بعضها مستحقاً، إلا أن جوهر طبيعة الأزمات أبعد من التفاصيل، وقد يعود ذلك لسببين، الأول أن مجلس التعاون لم يتمكن، عن قصد، من إيجاد نظام أمني جماعي، تركن فيه كل دولة إليه لتحقيق مقتضيات أمنها، ويضمن لها عدم الخوف والتعامل مع ما تراه يمثل تهديداً لها. بل اختارت كل دولة أن تبني نظامها الأمني الفردي معتمدة إلى حد كبير على مكونات خارجية، وهنا تصبح الحاجة "الأمنية" بين دول الخليج ضعيفة إن لم تكن منعدمة. وهو أمر يضعف المنطق الجماعي، ويجعل الباب مفتوحاً بسهولة للأزمات سواء كانت حقيقية أو مفتعلة. أما السبب الثاني فيعود لطبيعة اتخاذ القرار بدول المجلس، فهي قرارات فوقية بشكل عمودي من الأعلى للأسفل، نهائية لا معقب وراءها، لا تخضع لنقاش، بما في ذلك قرارات الأزمات، فلا أحد يعلم كيف تحدث أزمة، وما هي أسبابها الحقيقية، وكيف ستنتهي؟ أما إن انتهت فلا يعلم أحد كيف انتهت؟ ويعيد هذا الوضع حديثاً قديماً جديداً عن الإصلاح السياسي في الخليج والمشاركة السياسية، والتي هي العنصر الضامن للاستقرار.وبالتالي ودون الخوض في تفاصيل الأزمة الحالية، فإنه ما لم يتم التعامل بجدية مع إشكالية الأمن الجماعي وتطويرها، وإشكالية نمط الحكم وانفتاحه بإشراك الشعب، فإننا موعودون، للأسف، بأزمات بمبرر أو بدون مبرر، ربما لن يكون أصعب تلك الأزمات مثلاً، أين ستعقد دورة الخليج القادمة لكرة القدم؟ والتي يفترض أن تجرى قرعتها في سبتمبر وموعدها في ديسمبر، وبمحض الصدفة فإن مكانها المقرر سلفاً هو الدوحة.