بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة اللبنانية، زعيم تيار المستقبل الى واشنطن، حيث استقبله الرئيس الاميركي دونالد ترامب، أجرى وفد رفيع من حزب الله برئاسة النائب محمد رعد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» التابعة للحزب زيارة لطهران التقى خلالها مسؤولين إيرانيين.

وكان آخر لقاء للحريري مع رئيس أميركي هو الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2011، انتهى بقيام حزب الله بإسقاطه من رئاسة الحكومة، وبقائه خارج لبنان لسنوات انتهت بعودته الى البلاد ومشاركته في حكومة وحدة مع الحزب.

Ad

جاء ذلك، بينما صعدت كتلة «المستقبل» النيابية، أمس، من حدة مواقفها تجاه عمليات «حزب الله» العسكرية في جرود عرسال. واستغربت الكتلة «قرار حزب الله خوض المعركة بقرار متفرد منه خارج إطار الدولة اللبنانية وشرعيتها، وخارج مؤسساتها الدستورية والعسكرية والأمنية».

وأكدت الكتلة بعد اجتماعها الاسبوعي أنّ «الحزب في قراره المتفرد بخوض هذه المعركة في مواجهة تلك التنظيمات يمثل قرار القيادة الإيرانية ومخططاتها بهدف إحكام السيطرة على المنطقة الحدودية الشرقية من لبنان، وذلك بالتنسيق مع النظام السوري، تمهيداً للإطباق الكامل على لبنان بهدف تطويع نظامه وتحويله إلى نظامٍ مُشابهٍ للنظامين الإيراني والسوري». وشددت على دعمها وتمسكها بالجيش اللبناني «باعتباره الآداة الأمنية الشرعية التي لها وحدها الحق الحصري في حمل السلاح واستعماله في الدفاع عن لبنان وحدوده وعن الشعب اللبناني وحمايته»، معتبرة أن «لا شرعية سياسية أو وطنية للقتال الذي يخوضه حزب الله في منطقة السلسلة الشرقية تحت أية حجةٍ كانت».

وطالبت الكتلة الحكومة بأمرين اثنين، «الأول: تمركز قوات الجيش في المناطق التي ينسحب منها المسلَّحون لحماية الحدود اللبنانية الشرقية، بما يمكن أهل عرسال من العودة الى مزارعهم ورعاية مصالحهم. والثاني: استعمال ما هو متاح في القرار 1701 لجهة الطلب من مجلس الأمن الدولي الموافقة على توسيع صلاحيات قوات الأمم المتحدة في مؤازرة الجيش اللبناني لحماية الحدود الشرقية والشمالية للبنان أُسوةً بالتجربة الناجحة في الجنوب».

ورد رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب عبر «تويتر»، أمس، على بيان الكتلة، متسائلاً: «من أنتم يا كتلة المستقبل لتحددوا الشرعية الوطنية لمعركة عرسال؟ أنتم حثالة سياسية، خربتم لبنان اقتصادياً وأمنياً وتقبضون ثمن تخريبكم»، معتبرا أن « كتلة المستقبل برئاسة السنيورة تشكل الجناح السياسي لداعش والنصرة».

ميدانياً، فشلت المفاوضات عبر وسطاء بين جبهة «النصرة» و«حزب الله»، في اليوم الخامس من المعارك بين الطرفين، من أجل تسليم الإرهابيين أنفسهم إلى الجيش اللبناني، مقابل توقف العمليات العسكرية. وعلى إثر ذلك، قرر حزب الله حسم ما تبقى من مناطق «النصرة» في جرود عرسال عسكرياً فشنّ هجوماً واسعا على كل المحاور في وادي حميد، لتدخل المعركة في ساعاتها الحاسمة.

وأفادت مصادر ميدانية «عن اتجاهين للهجوم على النصرة؛ من معبر الزمراني، ومن جهة وادي حميد، لتضييق الخناق عليها».

يذكر أن امير «النصرة» ابو مالك التلي بات موجودا في منطقة محصورة بين منطقة الكسارات ووادي حميد ومنطقة الملاهي. ولفتت المصادر إلى أنّ «النصرة كانت تُقيم خطّ دفاعٍ أوّل، تمكّن حزب الله من اختراقه بوتيرة سريعة»، وقالت إنّه «بعد اختراق هذا الخط، تواصل مقاتلو النصرة مع التلّي عبر الجهاز، فردّ قائلاً: أفضّل أن أكون معكم... لكنني في مكان مقدّس».

ورجّحت المصادر أن «يكون التلّي يحاول دفع الأموال الى أشخاص لتأمين انسحابه منفرداً عبر عرسال، إلا أنّ الجيش يضبط محيط البلدة من الجهات الأربع، الأمر الذي سيصعب على التلّي تنفيذ خطته»، خاتمة: «كل جهود حزب الله الآن تصب على إيجاد التلي لإعلان النصر في معركة عرسال».

وأسفرت عمليات أمس عن مقتل عنصرين من الحزب هما علي الرضا قاسم عبيد من بلدة قرحا، ومحمد سهيل الحج حسن من بلدة شعت البقاعية.

في موازاة ذلك، لفت قائد الجيش العماد جوزف عون، أمس، إلى «وجود 50 إرهابياً خطيراً من بين الموقوفين في مخيمات عرسال، بعضهم من الرؤوس المدبّرة والمشاركين في اختطاف العسكريين والهجوم على مهنية عرسال، خلال أحداث أغسطس 2014»، مؤكّداً أنّ «الجيش، مع التزامه الدقيق بمعايير حقوق الإنسان، لن يجعل من المخيمات ستاراً للإرهابيين، يمكّنهم من التخطيط في الخفاء والإعداد لتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل».