سيشنز يتعرض لهجوم جديد من ترامب وينوي الاستقالة
لعبة شد الحبال تتصاعد... وبحث عن تسويات ومساومات
الأزمة السياسية التي تواجهها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمتعلقة بملف التدخل الروسي المفترض في الانتخابات الأميركية العام الماضي، دخلت منعطفا جديدا وحاسما بعدما انطلقت جلسات الاستماع التي تجريها لجان الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب مع صهره ومستشاره الخاص جاريد كوشنير ونجله الأكبر دونالد جي آر ترامب ومدير حملته السابق بول مانفورت.وقال متحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إن المصرفي البارز الذي اجتمع مع كوشنر لم يفعل ذلك بناء على تعليمات من «الكرملين».وتتوقع أوساط سياسية مختلفة في واشنطن ان تنعكس الأزمة آجلا أم عاجلا على العديد من الملفات الداخلية والخارجية، بالنظر إلى انعكاسات النقاشات والتحقيقات التي بدأت تتخذ طابعا دراميا، فيما الاطراف المعنية بها بدأت تمارس لعبة شد الحبال وعض الأصابع، سواء عبر التهديدات المتبادلة أو عبر عروض المساومات بين سيد البيت الأبيض وخصومه، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء.
وتعتقد تلك الأوساط أن عروض القوة قد لا تكون كافية لرد تداعيات أزمة الملف الروسي، فيما المحقق الخاص في القضية روبرت مولر مدير «إف بي آي» السابق، يستعد لمقابلة الرجال الثلاثة، مع احتمال أن يكون قد جمع العديد من الأدلة التي قد تأخذ التحقيق في مسار جديد، بحسب تلك الأوساط.وأضافت تلك الأوساط أن التخبط الذي تواجهه إدارة ترامب في تثبيت المسؤولين الذين عينهم الرئيس في مواقعهم الحكومية، بات أشبه بكرة الثلج، بعد استقالة المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض شون سبايسر الأسبوع الماضي، واحتمال صدور قرار بإعفاء وزير العدل جيف سيشنز من منصبه أو استقالته، إثر موجة التغريدات التي أطلقها ترامب ضده، ووصلت امس الاول إلى حد وصفه بـ «المحاصر»، موجها اللوم له بسبب عدم قدرته على الدفاع عنه في هذا الملف الحساس. انقسام الموقف من سيشنز وصل إلى قيادات الحزب الجمهوري نفسه وإلى اقرب حلفاء الرئيس كرودي جولياني رئيس بلدية نيويورك السابق وأحد أبرز داعميه خلال حملته الانتخابية، الذي وصف نأي سيشنز بنفسه عن الملف الروسي بالقرار الصائب، في تعارض واضح مع الرئيس.ترامب الذي حاول استعادة أجواء واساليب حملته الانتخابية عبر سلسلة المهرجانات التي يعقدها في عدد من الولايات، وجه تحذيرا للحزب الجمهوري للوقوف إلى جانبه، واختار تعبئة قاعدته الشعبية على ملفات التأمين الصحي والضرائب، متهكما من الجمهوريين بسبب عدم اخلاصهم لوعودهم السياسية والانتخابية بإلغاء مشروع «أوباما كير» واستبداله، مشددا على كلمة الولاء في انتقاد مبطن للانتقادات التي توجه اليه او للذين يعترضون على اسلوبه.في المقابل هناك من يرى ان توافق الحزبين الجمهوري والديمقراطي على مشروع قرار جديد لفرض عقوبات على روسيا، ومنع الرئيس من الغاء تلك العقوبات من دون العودة إلى الكونغرس، تحول مادة للمساومة واستعراض القوة وتبادل الضغوط، بعد اكتفاء البيت الابيض بالحديث عن استعداد الرئيس لتوقيع القانون، إثر شموله عقوبات على كل من إيران وكوريا الشمالية كان طلب إضافتها على نص القرار، متوقعين ردود فعل روسية غاضبة، بعدما بدا ان الموقف من موسكو عاد ليتحول نقطة لقاء وتوافق بين الجمهوريين والديمقراطيين والاستابلشمنت (المؤسسة الحزبية) السياسية عموما.وتتناقل أجهزة الإعلام الأميركية العديد من المواقف والتصريحات التي تعكس ضيقا جمهوريا من تهديدات الرئيس وضغوطه، خصوصا أنه بدأ في تنفيذ تهديداته بتسمية مرشحين محسوبين عليه في مواجهة مرشحي الحزب الجمهوري، في انتخابات الحكام والنواب واعضاء مجلس الشيوخ. وهو ما قد يؤدي بحسب المراقبين إلى زيادة التباعد بين الطرفين، او على الاقل إلى تشتيت وحدة الجمهوريين داخل مجلسي الشيوخ والنواب في مواجهة مشاريع القوانين التي تقترح إدارة الرئيس انجازها خلال الاسابيع او الاشهر المقبلة، او في مواجهة أزمة الملف الروسي نفسه. وتحدثت أنباء عن أن ترامب يفكر في تعيين جولياني محل سيشنز. وأشار موقع أكسيوس الإخباري إلى أن هذه الفكرة ربما تكون فقاعة اختبار.إلا أن ترامب جدد هجومه على سيشنز أمس، معتبرا أنه ضعيف جدا في متابعة التسريبات الاستخباراتية، وأنه فشل في ملاحقة المرشحة الديمقراطية الخاسرة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة هيلاري كلينتون في قضية بريدها الالكتروني.وغرد ترامب عبر حسابه على «تويتر» قائلا ان «موقف وزير العدل جيف سيشنز حيال جرائم هيلاري كلينتون ضعيف جدا (أين هي الرسائل الإلكترونية والسيرفر؟) وملاحقة مسربي المعلومات الاستخباراتية».