تتواصل خطى الحكومة المصرية لتحقيق حلم إنشاء أول محطة نووية مصرية، في منطقة «الضبعة» التابعة لمحافظة مطروح الساحلية، فبعد افتتاح أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، السبت الماضي، في منطقة الحمام، القريبة من موقع المحطة النووية المزمع بدء تشييدها نهاية العام الجاري، تفتح مدرسة «الضبعة النووية» أبوابها لاستقبال الطلاب، مع بداية العام الدراسي في سبتمبر المقبل، لتكون أول مدرسة متخصصة في الشرق الأوسط لتخريج متخصصين في المجال النووي.

الخطوة تعد مغازلة لأبناء محافظة مطروح الحدودية، التي تعاني ارتفاعاً في معدلات البطالة، ويشكو قطاع عريض فيها من التهميش، الذي ربما يرجع إلى ابتعاد المدينة جغرافياً عن العاصمة، رغم تمتعها بمقومات سياحية فريدة، نظراً لإطلالها على البحر المتوسط، لكنها فقدت الكثير من زائريها نتيجة تراجع معدلات السياحة الأجنبية، منذ حادث سقوط طائرة روسية في مصر 31 أكتوبر 2015.

Ad

المدرسة التي تقبل الحاصلين على شهادة الإعدادية (المتوسط) تم الانتهاء من تجهيزاتها اللوجيستية، بما في ذلك مباني إقامة الطلبة والمعامل، واقتراب الانتهاء من تشكيل هيئة التدريس التي ستتضمن معيدين بكليات الهندسة، في مجالات متخصصة ذات علاقة بالعلوم النووية.

وستبدأ المدرسة عملها باستقبال أوراق 70 طالباً، منهم 45 طالباً من أبناء مطروح التي تقام المدرسة على أرضها، وتؤهل المدرسة خريجيها للالتحاق بكلية الهندسة، والعمل في مشروع الضبعة مباشرة، علماً بأن اشتراطات اختيار الطلاب للالتحاق بالمدرسة تعتمد على الدرجات التي حققوها في المرحلة الإعدادية بالرياضيات والعلوم واللغة الإنكليزية، كأفضلية للالتحاق بالمدرسة.

وقال محافظ مطروح، اللواء علاء أبوزيد، إن المحافظة مُهتمة بإنجاح التجربة، لاسيما أنها المدرسة الأولى من نوعها بالشرق الأوسط، مضيفاً أن هناك متابعةً دائمة وتنسيقاً مع مديرية التربية والتعليم، لاختيار أفضل الكوادر الشبابية للالتحاق بالمدرسة.

وأشار أبوزيد إلى أن تحديد نسبة لأبناء مطروح في القبول لا يعني أن المدرسة ستكون حكراً عليهم، لكنه جاء تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية بوضع أولوية لأبنائها.

من جهته، قال كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية سابقاً، يسري أبوشادي، لـ«الجريدة» إن التوجه لتدريب الشباب وتعليمهم من المرحلة الثانوية أمر مهم، وموجود في دول لها تجارب في المجال النووي، لافتاً إلى أن إنشاء المدرسة سيساعد على تشغيل المفاعل، في وجود جيل على وعي بهذا الملف، وحصل على تدريبات تؤهله لإدارته.

كانت القاهرة تعاقدت مع موسكو، على بناء محطة الضبعة النووية، على أن يتم تمويل المحطة من قرض مصري من موسكو، بقيمة 25 مليار دولار أميركي، ويُتوقع أن يتم التوقيع على العقود النهائية للمحطة خلال الأشهر المقبلة، ليتم البدء بعدها في عمليات الإنشاء.